الخميس 31 كانون الأول 2015   آخر تحديث 13:08

(النشرة)

تحت عنوان "أداء القطاع السياحي ونسبة الإشغال في العيد" استضاف برنامج "المجلة الاقتصادية" في حلقة هذا الأسبوع من إعداد وتقديم كوثر حنبوري، رئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر، الذي أكد ان نسبة الإشغال في الفنادق اللبنانية في تراجع مستمر منذ العام 2011 واندلاع الحرب السورية.

وأشار الأشقر الى أنه في العام 2011، قبل نشوب الأزمة السورية "كان عدد السياح في لبنان 350 ألف سائح من الخليجيين والأردنيين والمصريين، وهو رقم كبير خسرناه منذ العام الأول للأزمة. وكانت هذه النكسة الأولى للقطاع السياحي في لبنان تلتها نكسات أخرى من المشاكل في طرابلس وصيدا الى تفجيرات بيروت وضاحيتها بالإضافة ال قضية عرسال".

واوضح ان "مشكلة السياحة في لبنان هي الهاجس الأمني والخوف الذي يخيم على البلد ومستقبله المجهول من توقعات بمشاكل أمنية الى حروب داخلية"، مشيراً الى الخطة الأمنية التي قامت بها جميع الأجهزة والتي كانت ناجحة برأيه "وأدت الى استتباب الأمن نسبةً للأوضاع الإقليمية الخطيرة، كما كان هناك العديد من العمليات الإستباقية التي أدت الى الإستقرار وكان لدينا أمل بعودة السياح الخليجيين، العمود الفقري لقطاعنا بسبب حجم انفاقهم الكبير، الا أنهم لم يعودوا لغياب الإستقرار السياسي".

وأضاف: "منذ العام 2012، أصبح الخطاب السياسي في لبنان، وخاصة تجاه دول الخليج العربي، حاداً بشدة، بالإضافة الى أزمة النفايات التي شهدناها في الصيف وطبعاً مع تغطية اعلامنا الذي ينجذب جداً الى الأخبار السلبية ولا يكتفي من تغطيتها...كل هذه العوامل أدت الى تراكم الخسائر على مدى 5 سنوات".

وأشار الأشقر الى اقفال بعض المؤسسات التي لم تكن قوية بشكل كافٍ لتحمل كل هذه الأزمات والمشاكل مع مضاربات المؤسسات الأخرى، لافتاً الى الأكثر تضرراً كانوا أصحاب الشقق المفروشة الذين يعتمدون على السياح بشكل خاص، اي انها ليست كالمطاعم التي قد تتمكن من الإستمرار بالزبائن اللبنانيين فقط.

وعن الإستغناء عن الموظفين، أكد ان الأرقام المتداولة حقيقية وليس مبالغ بها نتيجة تراجع نسبة الإشغال، وهو أمر طبيعي في أي قطاع وليس فقط السياحة. "هناك مؤسسات قررت الإقفال الكلي للحد من الخسائر وقسم آخر، غير معلن عنه، لا يزال في مناوشات مع المصارف ولم تقرر بعد ما هو مصيرها".

ولفت الى ان نوعية السياح لم تتغير، "الحديث عن ان السوري والعراقي والأردني قد يعوضون عن الخليجين ليس منطقياً فهؤلاء كانوا يأتون الى لبنان مع الخليجيين"، مضيفاً أنه "كلما ارتفعت نسبة التشغيل، انخفض السعر بسبب تضارب الفنادق على المجموعات السياحية".

وعن قانونية المضاربات، أوضح الأشقر ان "القانون غير مطبق اليوم بسبب حرية الإقتصاد الكبيرة...وزارة الإقتصاد تمنع تخفيض الأسعار بأكثر من 50% واليوم بسبب الإنفتاح الكبير لا يمكننا التقيد بالقوانين القديمة فوصلت التخفيضات الى 70-80%".

وأكد انه لا تحسن في نسبة الإشغال خلال فترة الأعياد هذا العام "مقارنةً مع الأعوام 2009-2010، نحن لا نزال بدرجة تحت الصفر، في تلك الفترة كان معدل سعر الغرفة 200 دولار واليوم انخفض الى 120 دولار، ومداخيلنا اليوم لا تتعدى 25-30% من المداخيل التي كانت تدخل الى لبنان في تلك الأيام الجميلة".

وأوضح الأشقر ان "كل ما هو سلبي يؤثر على قطاع السياحة في لبنان، من النفايات الى الأمن...سمعتنا في الفترة الأخيرة ليست مشجعة، فحتى المغتربين اللبنانيين تراجع توافدهم اليوم. اللبنانيون المغتربون في أوروبا هم من الطبقة المتوسطة وما فوق وانفاقهم يوازي انفاق الخليجيين بالإضافة الى أولئك الذين يأتون من البرازيل وأستراليا وكندا، وهؤلاء كان يأتون لتمضية شهر كامل من فصل الصيف في بلدهم يرتادون فيه المطاعم والملاهي ويستأجرون السيارات".

كما أشار الى "موضة إقامة الأعراس في الخارج والتي تصل تكلفتها الى ملايين الدولارات يتم انفاقها في الخارج، بعد ان كنا نستقبل أفخم أعراس الخليجيين".

وأوضح ان القطاع الوحيد الذي لا يزال في وضع جيد ويحقق الربحية في القطاع السياحي هو الطيران بعكس قطاع تأجير السيارات الذي تخلوا عن 40-50% من أسطولهم.

وشدد على ان جذب السياح لا يمكن تحقيقه بغياب الإستقرار الأمني والسياسي، لافتاً الى أهمية انتخاب رئيس للجمهورية الذي يدل على وجود ارادة محلية واقليمية ودولية تدل على استقرار لبنان.

ومن ناحيةٍ ثانية، طالب الأشقر بضرورة فتح مرفأ جونيه وتوسيعهللرحلات السياحية البحرية وأن يكون هناك خطوط متواصلة مع تركيا وقبرص واليونان ومصر للتشجيع على السياحة البحرية وفتح أسواق جديدة، بالإضافة الى ضرورة توسيع المطار وفتح مطار ثانٍ لاتخاذه كمطار انقاذي في حالات معينة.

ورأى ان ما تقوم به وزارة السياحة من حضور للمؤتمرات والمعارض السياحية يساهم بالتحسن بنسبة 1-2% أو 5% على الأكثر، في الوقت الذي نحتاج فيه الى 50%...ما نريده هو مناخ مناسب للسياحة فقط، ولبنان بلد سريع النهوض ومقوماته البشرية لا تزال موجودة".