انتهت السنة للتو.. ويا لها من سنة!
- الديار -
بالنسبة لمعظمنا، كان العام الفائت مليئاً بالتحديات والصعوبات وذا مسار شائك تخللته العقبات مع سلسلة احداث كل واحد مؤسف اكثر من الآخر.
أمام هذا الكم من خيبات الأمل، فمن الطبيعي ان يتمنى معظمنا امراً واحداً فقط الا وهو رؤية هذه السنة تنتهي اخيراً! تنتهي حتى نتمكن من التعلل بآمال اخرى بالنسبة للعام الجديد... من ان يكون لدينا طموحات كبيرة، وان نتعلم ان نكون جريئين وان نعمل بجدية وبصراحة وبصدق، بمثابرة وبشغف.
لذلك يوماً تلو اليوم نكافح وسوف نستمر في المكافحة باسلحتنا الاقتصادية والانمائية حتى النهاية لتلبية العديد من التحديات التي تقف امامنا..
اذا شكل عام 2013 خطوة حاسمة في تحقيق بعض الحوارات الخجولة بين القطاعين العام والخاص، فقد كان ايضاً عاماً مؤلماً بالنسبة للقطاع الخاص بسبب فشل المؤسسات العامة المزمن على الصعيد الهيكلي والاداري وانهيارها كلياً.
صحيح انه لا يمكن ان نطمح لأي نشاط اقتصادي واستثماري دون حكومة قادرة ان تحكم مع اهداف واضحة ومحددة!
بالفعل كيف يمكننا ان نأمل في مستقبل افضل مع سلطاتنا التنفيذية والتشريعية والدستورية المجمدة في الوقت الذي يعاني فيه بلدنا يومياً من تأثير الاضطرابات والحروب القائمة في الدول المجاورة؟ كيف يمكن ان نتفاءل وكلنا نعيش في شبح الفراغ الذي يهدد السلطة العليا العام المقبل؟
لاحظنا على مدار السنة ضعف وعدم وجود الدولة والادارة الحكيمة والرشيدة التي برهنت بسخرية دولة الفراغ لدينا. اما الدرس الأكيد الذي تلقيناه من تاريخنا المضطرب هو ان الحرب لا تحل ابداً اي صراع بين المجتمعات وكذلك العنف لم يكن ابدا الحل لأي مشكلة سياسية والتاريخ بيرهن هذا. وكما قلنا في الامس، ونكرر اليوم : فقط باستطاعة الحوار الصريح والوساطة المتماسكة استعادة هيبة وسلطة الدولة الناجمة عن ضعف الحكم. وصلنا الى هذا الحد لان حوار الطرشان هو الذي ساد بين الاطراف المعنية.
ان عام 2014 هو بالتأكيد عام مليء بالارتياب والمخاطر المتعددة على جميع المستويات، انما هو ايضا عام يحمل الامل بالنسبة لنا جميعا حسب التوقعات المشروعة التي ينميها داخل كل انسان، اي وضع جديد. لا يزال البروز الذي نتطلع اليه لبلدنا العزيز بحاجة الى تعريف واضح فيما يتعلق بمحاور التدخل لدينا.
نحن نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن التمنيات التالية:
* رؤية تحسين مناخ الاعمال وتعزيز روح المبادرة والاستثمار.
* بدء اصلاح عميق للدولة واقتصادنا مع تنفيذ اجراءات ملموسة لانعاش القطاعات الإنتاجية التي تبشر بالنمو في جميع انحاء البلاد وكافة المناطق.
* انشاء إطار دائم رفيع المستوى بالنسبة للحوار بين القطاعين العام والخاص.
* منح البلد صندوق تمويل لتسهيل حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على التمويل الاستثماري ورأسالمال التشغيلي من اجل الاستعداد بشكل افضل للتعامل مع المنافسة الاقليمية والدولية ولاجتياز هذه الفترة الحالية الحرجة.
* الانفتاح على اسواق وقارات جديدة مثل اميركا اللاتينية وافريقيا اذ انها مناطق تشهد نمواً منتظماً ومستقراً.
* تسهيل انشاء شركات جديدة التي من شأنها دفع عجلة النمو خلال فترة ما بعد الحرب.
* ولكن وبشكل خاص الالتقاء حول طاولة حوار والاتفاق على افضل وسيلة لتسوية النزاعات، على اساس حوار صادق وشفاف يحترم مصالح اكبر عدد من المواطنين لكي يستعبد بلدنا موقعه كملتقى الطرق بين بلدان الشرق الاوسط.
لا يزال المواطنون وكذلك شركاؤنا ينظرون بحق الى القطاع الخاص على انه الحافز للتوجهات الاستراتيجية السليمة.
بالفعل هو يلعب هذا الدور الطليعي كل يوم في ظل تصرف شركاتنا الحكيم يدعمه تفاني موظفينا ومهارتهم.
في الواقع، مع الرغبة التي تدفعنا الى الامام وشجاعتنا والتزامنا وايضاً عزيمتنا وحرصنا على مصالح شركاتنا التي تميزنا، لا شك اننا سنستمر في جعل القطاع الخاص الركن الاساسي لبلدنا الحبيب الذي نحلم به جميعاً.
بالتالي يجب وضع هذا العام الجديد بكل عزم تحت شعار التفوق الذاتي ويجب ان يكون شعارنا «تعلم ان تجرؤ» لنتبنى ونطبق تأمل «سينيكا« الذي ما زال يبدو صائباً حتى الآن: «نحن لا نجرؤ لأن الامور صعبة، بل هي صعبة لاننا لا نجرؤ».
الدكتور فؤاد زمكحل
رئيس تجمع رجال الاعمال اللبنانيين