جوزف فرح - (الديار الاقتصادي)
المعاملتين تشذ عن القاعدة بمشاريع سياحيّة ومجمّعات بحريّة
من المعروف ان القطاع العقاري يعاني ركوداً في هذه الايام من مختلف المناطق اللبنانية للاسباب التي باتت معروفة بسبب التأزم السياسي وتداعياته على مختلف القطاعات.
وعلى الرغم من المحاولات التي تقوم بها اطراف معينة بهذا القطاع كجمعية المطورين العقاريين وكعقد معرض في البيال تم فيه عرض المشاريع العقارية في مختلف المناطق مع التسهيلات المعروضة. او انتقال بعض المطورين وجمعية منشئي الابنية الى بعض دول الاغتراب كاوستراليا والبرازيل وغيرها. فان هذه المحاولات لم تزحزح القطاع العقاري من ركوده واسعاره لم تتراجع الا قليلاً.
هناك مناطق اثيرت فيها اكثر من علامة استفهام حول الاسباب التي تجعلها «تزدهر» في وقت الركود، وتكثر فيها المشاريع السياحية كمنطقة المعاملتين في جونيه التي تشهد هذه الايام نمواً واقبالاً على المشاريع السياحية، قد لا تكون السمعة التي تتمتع بها هذه المنطقة ولكنها تتمتع بمزايا تؤهلها لمثل هذه المشاريع السياحية ومنها قربها من كازينو لبنان ووجود تلفريك حاريصا، وتمتعها ببنية تحتية شبه كاملة، وحديقة عامة على طول ساحل المعاملتين اضافة الى ملعب فؤاد شهاب التي تجري فيه اهم المهرجانات التي تطلقها جونية والمباريات خلال الويك - اند واسعارها المعقولة، ولا بد ان يتم التطرق الى مسابحها وكباريهاتها التي تساعد على النمو السياحي في البلد.
امين عام نقابة اصحاب الفنادق وديع كنعان عدد هذه المشاريع التي بدأت تتبلور وتأخذ حيزاً مهماً من الحركة العقارية والسياحية: بيفرلي بيتش الذي اشترته مجموعة لبنانية، اوتيل سان جون اشترته مجموعة مانويلا، كولور سيتي وهي مجموعة تضم 17 مؤسسة سياحية بيعت الى فادي انطونيوس الذي يحضر لمشروع سياحي كبير في المنطقة. كما من المتوقع ان يتم افتتاح فندق جديد باسم غولدين توليب.
واذا تمددنا اكثر نحو منطقة طبرجا، فهناك مشروع كأي المتمضن 750 شاليه ويمكن زيادتها الى الف شاليه اذا نال اصحاب المشروع مرسوما، مع بناء مارينا جميلة، وهناك نقابة المهندسين في منطقة الصفرا اشترت ارضا مساحتها 13 الف متر وستطلق مشروعا مجمعا سياحيا خاص بالمهندسين، كما ان مجموعة البابطين وهي من اكبر المجموعات السعودية تنوي اطلاق مشروع سياحي ملاصق لمجمع رابيه مارين، مساحته 39 الف متر.
كما ان هناك مجموعة من المستثمرين اللبنانيين بالتعاون مع مصرف لبناني تعتزم انشاء صندوق لشراء المشاريع القديمة من اجل تطويرها وتحسينها واطلالتها من جديد، وقد كلف هؤلاء شركة تخمينات لمباشرة العمل سريعا ووضع لائحة بالمشاريع لتقرير حجم الصندوق وامكانية ادخال مستثمرين جدد اليه.
كما يشكل مشروع الجزيرة العربية العائمة في بحر جونيه انجازاً صناعياً وسياحياً للمنطقة الساحلية بشكل خاص وللبنان بشكل عام ويضم هذا المشروع فندقاً ومقاهي ومنازل بشكل مدروس وعملي يسمح لتطوير الواقع السياحي للمنطقة بالاضافة الى توفير فرص عمل لاصحاب الكفاءات في مختلف المجالات، وهذه الجزيرة هي اول جزيرة في العالم تعوم فوق مياه البحار، وهناك مشروع اكواغايت وهو مشروع سياحي بالقرب من الاكوامارينا.
ويعتبر كنعان ان منطقة المعاملتين - طبرجا - الصفرا تتجه الى الازدهار مقارنة مع المناطق التي تشبهها خصوصا انها تتمتع بمميزات سياحية في المنطقة تؤهلها لكي تلعب دورا مهما في التنمية السياحية واذا كانت المعاملتين صبغت بمنطق معين فانني اشبهها بامرأة جميلة كل الناس معجبة بها، ما في مشكلة لان قطاع الملاهي هو قطاع اساسي في السياحة، المهم ان تكون المنطقة سياحية وتتمتع بواقع سياحي، مع هذه الكمية من المطاعم المتنوعة..
وحول اسباب تحسن القطاع العقاري في المنطقة قال كنعان «انها صحوة، لان هذه المنطقة تتمتع بجمال الطبيعة والبنى ويعتبر خليج المعاملتين من اهم الخلجان العالمية.
وأوضح كنعان أن زيارة مجلس النقابة الجديد الى رئيس الحكومة تمام سلام «كانت إيجابية بعدما وعد خيراً بالنسبة إلى المطالب التي تم رفعها إليه وفد المجلس»، وكشف لـ «المركزية» عن انتظار المجلس «الإجتماع بوزير السياحة ميشال فرعون للبحث في هذه المطالب» التي وصفها بـ «المحقة وتساعد في المحافظة على استمرارية هذه المؤسسات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البلد، علماً أن الوزير فرعون يؤيّد هذه المطالب ويدعمها».
واعتبر كنعان أن «الوضع الفندقي اليوم على المحك»، وقال: نعاني من خطر فعلي داهم على مؤسساتنا لأن الأزمة طالت، وبالتالي إذا عادت الامور الى طبيعتها وعاد النشاط الى القطاعات السياحية، فالقطاع الفندقي بحاجة إلى ما بين ثلاث وخمس سنوات لتجديد نفسه بعدما شهد حركة أقل من عادية برغم أننا من الرائدين في هذا القطاع في المنطقة.
وطالب رداً على سؤال، بـ «ضرورة مساعدة بعض المؤسسات الفندقية التراثية والعريقة، وهي وجه لبنان التاريخي لأن الظروف تعاكسها»، لافتاً إلى أن «برغم الأوضاع الصعبة ما زالت هذه المؤسسات تدفع مستحقاتها من الرسوم والضرائب وتحافظ على اليد العاملة الفنية لديها، وهي اليوم تدفع فاتورة الأوضاع السياسية برغم أن اسمها ارتبط بإسم لبنان».
وأمل كنعان في أن «يشهد لبنان ازدهاراً سياحياً لأنه قادر على التأقلم سريعاً وعودة الحياة إلى هذا القطاع الذي ما زال يعاني منذ أكثر من خمس سنوات، خصوصاً أن الوزير فرعون يبذل جهوداً مكثفة لتأمين النجاح للسياحة الريفية و«طريق الفينيقيين» وغيرهما.
مهما يكن من امر فالقطاع العقاري يمر هذه الايام بظروف صعبة لم يشهد لها مثيلا حتى ايام الازمة المالية العالمية عام 2008 كما ان حركة الاستثمارات السياحية متراجعة... باستثناء مناطق عادت اليها الروح الاستثمارية كالمعاملتين وطبرجا، او في المنطقة الذهبية في المتن وغيرهما.