جوزف فرح - (الديار)
19 تشرين الثاني 2015 الساعة 00:00
الدعوة كانت من قزي وتأكيد على أن لا بديل للمجلس الاقتصادي
وعلى دوره الفعّال في الحوار الاقتصادي وعلى مركزه المميّز...
جوزف فرح
تفاجأ اعضاء لجنة الحوار المستدام وجود رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس الذي وجه له وزير العمل سجعان قزي الدعوة لحضور الاجتماع الذي تم التركيز فيه على مطالبة المجلس النيابي الاسراع في اقرار المشروعين المتعلقين بضمان الشيخوخة واستمرار الضمانات الاجتماعية والصحية للموظفين بعد سن التقاعد، ودعوة الحكومة الى تفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي كي يلعب الدور الاساسي في هذا الحوار الوطني، اضافة الى الحديث عن البطالة وارتفاع نسبتها وعدد الاشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر.
مصادر مشاركة في الاجتماع اكدت على ان حضور نسناس هذا الاجتماع كان للاسباب الاتية:
1- التأكيد على ان لجنة الحوار المستدام ليست البديل عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يعتبر منبراً للحوار بين مختلف شرائح المجتمع المدني.
2- التأكيد على الدعم الموجود للمجلس الاقتصادي والاجتماعي من قبل الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام خصوصاً ان رئيس المجلس هو ابن هذه الهيئات ويؤمن بالحوار للوصول الى الاهداف المنشودة.
3- التأكيد على دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي، كمؤسسة دستورية، وعلى تفعيله لمعالجة كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ونقلها من الشارع الى طاولة الحوار في المجلس، خصوصاً ان التجربة اثبتت ان المجلس بامكانه الوصول الى النتائج المرجوة، كما فعل بالنسبة للاجماع على قانون الشيخوخة حيث تم رفعه الى مجلس الوزراء لاقراره...
4- التأكيد على الدور الفاعل الذي يقوم به رئيس المجلس روجيه نسناس في التواصل الداخلي مع المجالس الاقتصادية والاجتماعية الاوروبية كما كان له الدور الفعال في انشاء رابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية حيث تم انتخابه نائباً للرئيس.
5- الدراسات القيمة التي قام بها سابقاً، والدراسة الحالية التي يزمع اطلاقها لمسودة حوار يتم دراستها من قبل الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام وتتناول الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية واشترك في اعدادها حوالى 11 خبراً اقتصادياً برئاسة نسناس نفسه، ثم يتم اطلاق ورش عمل حول مواضيعها في المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
6- التأكيد على رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي على اي دعوة للحوار بين المجتمع المدني وخصوصاً بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام في مقر المجلس الاقتصادي.
وفي هذا الصدد يقول رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ان اسباب مشاركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هذا الاجتماع للتأكيد على التمسك بأن هذه المؤسسة هي الاساس وان لجنة الحوار المستدام ليست البديل عن المجلس الاقتصادي الذي يشكل منبر حوار لكل المجتمع المدني اضافة الى كونه مؤسسة دستورية وبالتالي ينبغي تفعيله كي يعود ويلعب هذا الدور، خصوصاً ان رئيسه عمل بفعالية طوال فترة تعطيله، ان على مستوى الدراسات التي قدّمها او على صعيد الخطة التي طرحها حول الانماء الاقتصادي والاجتماعي، او لجهة النشاطات العربية والدولية التي قام بها وابقت المجلس الاقتصادي حاضرا وصلة وصل اساسية مع المجالس الاقتصادية والاجتماعية الاوروبية.
الجدير ذكره ان المجلس الاقتصادي والاجتماعي متوقف عن العمل منذ العام 2002، ولم يتم اعادة تكوين الهيئة العامة الجديدة، كما لم يتم تفعيله ولولا المبادرات التي قام بها رئيسه لكان اصبح في «خبر كان» ودخل عالم النسيان رغم انه مؤسسة دستورية ومن نتاج اتفاق الطائف وقد طاف رئيس المجلس في ارجاء العالم من مختلف الدول العربية الى الاتحاد الاوروبي ووصل الى الصين وروسيا حاملا هموم هذا المجال الذي تجاهله سياسيوه في لبنان، اضافة الى بعض الهيئات المنضوية اليه. لكن اصرار رئيس المجلس وثباته وحركته التي لا تهدأ واجتماعاته مع المسؤولين اللبنانيين حيث حذر اكثر من مرة انه لن يتمكن السير بمفرده بهذا المجلس في ظل الجمود الذي يحيط به رغم انه منبر اساسي للحوار بين مختلف شرائح المجتمع.
وها هو اليوم، مستمر في عمله، بحكم الاستمرارية وهو سيطلق قريبا خطة نهوض اقتصادية - اجتماعية ستوضع كمسودة حوار امام الهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنقابات والاتحادات لمناقشتها خصوصا وانها خطة ستتطرق الى معالجة كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد:
وقد استمع نسناس الى جانب الوزير قزي الذي يعي اهمية هذا المجلس، لذلك طلب من نسناس المشاركة الى اراء رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، ورئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس ورئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل ورئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، بالاضافة الى ممثلين عن وزارات الاقتصاد والعمل والطاقة وجمعية المصارف.
واذا كان المجتمعين قد شكروا على المبادرة التي اتخذها وزير العمل في الدعوة الى الاجتماع في هذه الظروف، فانهم شكروه في الوقت نفسه على دعوة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي لحضور هذا الاجتماع ولوضع الامور في نصابها.