لقاء لـ «الهيئات الاقتصاديّة»... لانقاذ منطقة «السوليدير»
شقير : 79 محلاً أقفل ونرفض استباحة وسط بيروت
شماس : سيبقى الوسط من أفخم الأماكن ولن يُصبح «أبو رخوصة»
18 أيلول 2015 الساعة 00:00
(الديار)
اطلق اللقاء الاقتصادي الذي عقد اليوم في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان صرخة تحت عنوان «من أجل انقاذ قلب بيروت»، واكد ان عدد المحال التجارية التي اقفلت خلال عام بلغ 130 في العاصمة ومنها 79 في الوسط التجاري.
عقد اللقاء مؤتمرا صحافيا بدعوة من غرفة بيروت وجبل لبنان وجمعية تجار بيروت شارك فيه رئيس اتحاد الغرف محمد شقير، رئيس مجلس ادارة سوليدير ناصر الشماع، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نائب رئيس مجلس ادارة شركة أيشتي (AISHTI) ميشال سلامة، الرئيس التنفيذي لشركة أزاديا (Azadea) سعيد شاهر، وحضور نواب بيروت: وزير السياحة ميشال فرعون، محمد قباني، عاطف مجدلاني، غازي يوسف، عمار حوري، جان اغاسبيان، نديم الجميل، عماد الحوت، النائب السابق سليم دياب، رئيس بلدية بيروت بلال حمد، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد لمع، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، عميد الصناعيين جاك الصراف، رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين اللبنانيين رئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، وحشد من رؤساء اللجان والجمعيات التجارية والتجار العاملين في وسط بيروت.
ـ شقير ـ
بداية القى شقير كلمة قال فيها: «وكأنه كتب علينا كل هذه المشقة، وهذا التعب والمعاناة وانتظار القدر، نعم هذا أقل ما يقال عن الحال الذي وصلنا اليه في بلد مزقته الخلافات والتجاذبات وصراعات لا تنتهي»، سائلا «إذا كانت هناك من مصالح سياسية خاصة دفعت الى كل هذا التعطيل والتخريب وأدت الى انحدار وضع الدولة الى الحضيض، فماذا عن الذي يجري الآن؟».
وقال: «ليس خفياً على أحد، ان كل هذا التراجع في وضع الدولة وعلى المستويات كافة، خصوصا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والحياتية، هو بفعل أهل السياسة، ونحن كهيئات اقتصادية لم نسكت ولم نستكن لرفض كل ما يجري والتحذير مما هو آت، وقد رفعنا الصوت مراراً وتكراراً».
أضاف: «لقد استبشرنا خيراً في ولادة حراك شعبي يساهم في الضغط على أهل السياسة لكسر هذه الحلقة المفرغة التي ندور فيها، ولعل تظاهرة 29 آب كانت بارقة الأمل التي تطلّع اليها كل لبناني لتشكيل كرة الثلج التي تتدحرج نحو تغيير منطقي وايجابي في البلد. وهذا دفعنا للوهلة الاولى الى تجاوز، ولو في تفكيرنا، كل ما حدث من قبل المندسّين الذين عاثوا فساداً وتخريباً وحقداً في وسط بيروت»، مؤكدا «إننا مع حراك مدني حضاري يحافظ على أملاك الدولة والأملاك الخاصة وعلى أرزاق الناس».
اضاف: «ان وسط بيروت، هذه المنطقة الاقتصادية والعمرانية الراقية، باتت مضرب مثل لدى القاصي والداني، وشكلت على الدوام محط أنظار واعجاب العالم. بالله عليكم ماذا حلّ بقلب العاصمة؟».
وإذ أكد شقير أحقية المطالب، أعلن «اننا نرفض رفضا مطلقاً استباحة وسط بيروت وتخريبه، وجعله مشرعاً لكل من يريد عرض عضلاته، أو لتنفيس احقاده، أو لإحياء مشاريع أكل عليها الدهر وشرب، أو لتحقيق مآرب خاصة على ظهر وحـساب وسط بيروت وأهله وكل العاملين فيه».
وأكد شقير «لا، لن نسكت على كل ما يحصل، لن نقبل ضرب قلب بيروت الحاضن للبنانيين بمختلف فئاتهم ومذاهبهم، ونحن على استعداد لدفع الغالي والنفيس دفاعاً عن الوسط وعن اي منطقة اقتصادية في لبنان وعن اقتصادنا الوطني».
وقال شقير «انه نداء الرمق الأخير، نحن في الهيئات الاقتصادية ومع كل المعنيين بالعاصمة وبالدولة وكل وطني شريف، نناشد الدولة بمؤسساتها الشرعية والأمنية، وبشكل خاص، نواب بيروت المؤتمنين على العاصمة ووسطها ومصالحها وعمالها وموظفيها، التحــرك ســريعاً لاتخاذ تدابير رادعة توقف هذا التدهور المريع».
ـ الشماع ـ
والقى الشماع كلمة، جاء فيها: «لا يخفى على أحد ان لبنان يعاني منذ أعوام اضطرابات أمنية وسياسية انعكست سلبا على الوضع الاقتصادي، ومما لا شك فيه أن الوسط التجاري كان من الأكثر تضررا، ولا يزال يتحمل اعباء متراكمة جراء الاوضاع المتواصلة بشكل أو آخر».
أضاف: «في ضوء ذلك، نعلن اليوم كشركة سوليدير استمرارنا والتزامنا بدعم كل المؤسسات التجارية والسياحية في وسط بيروت، وبتوفير الحوافز التي تتيح لها إبقاء أبوابها مفتوحة، وللإستمرار في توفير العمل ولقمة العيش لآلاف العائلات والأفراد. كما تعلمون إن هذه المؤسسات تساهم بشكل كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية والحركة السياحية وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني»، مؤكدا ان «المستثمرين والعاملين في وسط بيروت هم صورة مصغرة عن هذا المجتمع، في تنوعه الطبقي والثقافي والاجتماعي والسياسي، وقد يكون الكثيرون منهم من بين المشاركين أو المؤيدين للتحركات المطلبية الأخيرة»، ومشددا على ان «وسط بيروت كان وسيبقى فضاء عاما مفتوحا للجميع، وهو ليس كما يحاول ان يصوره البعض نخبويا، أو مقتصرا على فئات معينة من الناس دون غيرهم، بل هو مساحة مشتركة لكل اهل هذه المدينة ولبنان».
ـ سلامة ـ
أما سلامة، فقال: «هل كُتب على هذا البلد، وعلى استقراره واستثماره وازدهاره أن يكون على خط الزلازل السياسية والإجتماعية فلا يستقر على حاله حتى تفاجئه نكبة من هنا أو نكسة من هناك وكل ذلك حصل في وسط بيروت العزيزة». وأضاف: «فهل يعقل ان يبقى وسط المدينة معطلاً بظل الظروف التي تحصل في البلاد وان تدفع ثمنها المؤسسات الاقتصادية والتجارية والسياحية التي لولاها لكانت البلاد في حكم المفلس مند زمن بعيد». «إننا من هنا، وفي المناسبة ندعو القادة والزعماء والنواب الى الإسراع في ايجاد الحلول اللازمة لإعادة عجلة الاقتصاد في البلاد».
الرئيس التنفيذي لشركة أزديا سعيد ضاهر (كبار التجار في وسط بيروت) لفت الى تراجع الاعمال في الوسط التجاري خلال الفترة الشهـر الاخير بحدود 40 في المئة، محذرا من ضرب الاعمال في هذا المنطقة الحيوية، ومشيرا الى «انعـدام الشهية لدى رجال الاعمال للاستثمار في وسط بيروت، وهذا من شأنه عدم خــلق فرص عمل». وطالب السياسيين بايجاد حلول سريعة لتوفير الامن والاستقرار، وكذلك توفير الحوافز لدعم صمود المؤسسات.
ـ شماس ـ
والقى شماس كلمة قال فيها: «من المفترض في هذه الفترة ان نكون منشغلين كأم العروس في التحضير لموسم عيد الاضحى، لكننا حقيقة الآن نحن كقطاع أعمال في مأتم وطني اقتصادي واجتماعي». واضاف: «في العام 2013 وصفنا ايلول، بأيلول الاسود، واقفلنا الاسواق طوعا، اما اليوم فنترحم على تلك الايام، لأننا نقفل الاسواق قسرا».
ودعا الى «إزالة تركيز الاجتماعات السياسية عن الوسط التجاري في وسط بيروت مقترحا «نقل طاولة الحوار الى عين التينة التي هي اساسا محمية أمنية».
أما بالنسبة للحراك المدني، فقد عبّر شماس عن احترامه للحراك ولمطالبه «التي هي بالأصل مطالبنا أي مكافحة الفساد والمطالب الاجتماعية والاقتصادية، الا ان الأمور بدأت تنحرف عن مسارها والكلام عن التظاهرات السلمية بات غير واقعي».
ونبّه شماس الحراك المدني الى أن «الاشخاص المندسين هم ذاتهم الشيوعيون الذين لفظتهم روسيا منذ زمن، اذ اننا نعيش في ظل النظام الليبرالي منذ 100 عام ولن نسمح لأحد أن يهزم هذا الاقتصاد» لافتا الى ان «هؤلاء المندسين الدجّالين يضعون في أذهانكم ان الوسط التجاري ليس لكم، الا ان كلامهم عار عن الصحة».
وأضاف ان «أفخم الأماكن التجارية متمركزة في الوسط التجاري في بيروت وسيبقى بالرقي ذاته، ملتقى وقبلة لكل العالم العربي ولن نقبل ان يصبح «أبو رخوصة». وقال «لا يمكن تحصيل مطالب اجتماعية على جثة الاقتصاد اللبناني فاذا خلخلتم بالاقتصاد سينهار الهيكل كله على رؤوس الجميع».
هل الوسط التجاري للخليجيين فقط؟!!
استغربت اوساط الحراك الشعبي الهجوم غير المبرّر في التوقيت واللهجة لرئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس قائلة: لقد استخدمت السلطة احتياطها الاقتصادي هذه المرة لمواجهتنا مستنفرة شماس الذي هدّد المتظاهرين محذراً من العودة الى ما اسماه «ابو رخوصة» في موقف اقل ما يقال عنه سافر ضدّ اصحاب الدخل المحدود، وكأنه يريد ان يقول ان الوسط التجاري هو للخليجيين فقط.
اضافت الاوساط ان شماس لم يكن موفقاً لا في الدفاع عن السلطة ولا في المسّ بالحراك ولينتظر يوم الاحد.