نحتاج وصفة لمساعدتنا في حل أزمتنا السياسية المستعصية
الاربعاء,1 تموز 2015 الموافق 14 رمضان 1436هـ
(اللواء)
1/7/2015
الرئيس سلام متوسّطاً قزي وأبو فاعور ومجدلاني وحبيب والبستاني وحسونة
أخيراً رأت الوصفة الطبية الموحّدة النور، متجاوزة كافة العقبات التي واجهتها على مدى الأشهر الماضية، ومن المرتقب أنْ يبدأ العمل بها فور توزيعها على الأطباء خلال الأسبوعين المقبلين.
توفّر الوصفة الطبية الموحّدة في حال تم تطبيقها بشفافية عالية، على خزينة «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي» نحو 30 في المئة من فاتورته الدوائية، كما توفّر على المريض نحو 70 في المئة من تكلفة الدواء، وتنظّم العلاقة بين الطبيب والمريض والصيدلي.
وقد تم التوافق عليها بعد حوارات كثيرة وأخذ ورد بين أقطاب القطاع الصحي الذين تحفّظ بعضهم على إطلاقها، في حين شجّع البعض الآخر العمل بها، ومن بينهم المدير العام للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي الذي اعتبر في حديث لـ»اللواء» أنّ إطلاق الوصفة الطبية الموحّدة هو إنجاز لكافة أركان القطاع الصحي والمريض معاً، مشدّداًعلى ضرورة التعاون من قبل الأطباء بشأن تطبيقها، ورأى أنّه بدخول الوصفة الطبية موضع التنفيذ نكون قد دخلنا مرحلة جديدة في القطاع الصحي من المنتظر أن تكون أكثر تنظيماً.
وعن ضبط الأطباء في ما خص إعطائهم الحق المطلق بوضع علامة NS أي غير قابل للاستبدال، على الوصفة الطبية لمنع استبدال الدواء الأصل (brand) بدواء الجنريك، أوضح كركي أنّه تم الاتفاق مع وزارة الصحة والجهات المعنية لتشكيل لجنة مشتركة تتابع كيفية تطبيق سير عمل الوصفة الموحدة مع الأطباء والصيادلة.
مؤتمر الإطلاق
أُطلِقَتْ يوم أمس رسمياً، في السراي الحكومي، وتحت رعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وفي حضوره، «الوصفة الطبية الموحدة» التي يبدأ تنفيذها في منتصف تموز المقبل.
حضر الاحتفال وزراء الصحة وائل أبو فاعور، العمل سجعان قزي، البيئة محمد المشنوق، الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي.
كذلك حضر رئيس لجنة الصحة النيابية عاطف مجدلاني، نقيب أطباء بيروت البروفسور أنطوان البستاني، نقيب أطباء الشمال الدكتور إيلي حبيب، نقيب الصيادلة الدكتور ربيع حسونة، وعدد من السفراء والنواب وشخصيات نقابية واجتماعية وإعلامية.
حسونة وحبيب والبستاني
بعد النشيد الوطني، ألقى حسونة كلمة أكد فيها أن «هذا المشروع ما هو الا حجر الاساس والخطوة الاولى في رحلة تنظيم القطاع الصحي بكل شفافية وتنظيم العلاقة بين الطبيب والصيدلي والمريض».
ثم كانت كلمة حبيب الذي أكد أن «نقابة الأطباء لا تطلب سوى التعاون الوثيق الدائم الإنصاف والعدل في التعاون بينها وبين وزارة الصحة».
بدوره، ألقى البستاني كلمة أكد فيها أن «الجسم الطبي في لبنان، بنقابتيه، كان وسيبقى القانون دليله في مزاولة مهنته الشريفة بإنجازاتها واخطائها».
مجدلاني
وألقى مجدلاني كلمة مما قال فيها: «إن بدء العمل بالوصفة الطبية الموحدة يمثل نقطة تحول في ملف الدواء، عارضاً الجدوى التي تمثلها الوصفة، والتي يمكن تحديدها بالفوائد التالية:
اولا - تساهم الوصفة في خفض فاتورة الدواء ما بين 30 و50 % على خزينة الدولة وعلى جيب المواطن، بما يعني ان المواطن سيكون المستفيد الاول، والدولة المستفيد الثاني.
ثانيا: تؤمن الوصفة تمويلا اضافيا لصندوق تقاعد الطبيب، بما يعني ان الطبيب سيكون المستفيد الثالث.
ثالثا: تساهم الوصفة في تنظيم عملية بيع الدواء.
رابعا: لقد كانت الوصفة الطبية الموحدة الحافز لكل من وزارة الصحة والضمان الاجتماعي لإنجاز لائحتي المقارنة بين الادوية ذات الاسم التجاري والادوية الجنريك او النظامية والصيدلي ملزم التقيد بهاتين اللائحتين عند عملية الاستبدال.
خامسا: الوصفة الطبية الموحدة هي ايضا الحافز لكل من نقابة الصيادلة ونقابة الاطباء لوضع لائحة الادوية التي ممكن صرفها من دون وصفة طبية.
سادسا: الوصفة الطبية الموحدة تنظم العلاقة بين الطبيب والصيدلي والمريض من خلال الثلاث نسخ التي تؤمنها، لكل جهة نسخة.
قزي
وألقى قزي كلمة راى فيها: أن «هذا الانجاز هو انتاج وزارة العمل من خلال الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي كان السباق منذ سنوات وسنوات مع لجنة الصحة النيابية وصولا الى اطلاق هذه الوصفة، وهو انجاز مع نقابتي الاطباء والصيادلة حيث التعاون معهما كان ايجابيا دائما واليوم يؤكدان هذا الامر من خلال اطلاق هذه الوصفة».
أبو فاعور
ثم تحدث أبو فاعور ومما قال: «واخيرا دخلت الوصفة الطبية الموحدة حيز التنفيذ بعد طول عناء وبعد طول زمن وبعد طول انتظار وممانعة ومماطلة»، مؤكدا أن «كل سياسات الاصلاح في قطاع الدواء أفشلت سابقا، وكل محاولات وتجارب الاصلاح في التاريخ اللبناني الحديث أسقطت عمدا، تجربة الضمان الاجتماعي في السبعينات عندما حاول استيراد الدواء مباشرة كاد ان ينجح وأفشل، تجربة مكتب الدواء التي لو قيض لها ان تنجح لوفرت على البلد 30 في المئة من فاتورة الدواء».
وإذ شكر أبو فاعور كافة الشركاء في التوصل الى الوصفة الطبية الموحدة، قال: «نحن مستعدون لأي نقاش علمي وموضوعي يقود الى تطبيق سليم للوصفة، ولكن انا انصح ان يخرج البعض من ذهنية ان هذه موجة عابرة ونتخلص منها، لاني صراحة اعلم ان البعض لا يزال ينصب المكامن والفخاخ للوصفة، واكتفي بأن اقول لا زلنا نعيش في دولة فيها قضاء، ونحن لا يمكن ان نضغط الا بمنطق الحق والقانون».
سلام
وفي الختام ألقى الرئيس سلام كلمة تحدّث فيها عن هذا الإنجاز الطبي، ومما قال: «في اجواء علمية ومهنية، في عالم الصحة وسلامة المواطن اللبناني نلتقي اليوم، نلتقي بعد جهد مميز لوزارة الصحة ووزارة العمل ولجنة الصحة النيابية والنقابات والهيئات والضمان الإجتماعي وكل من هو معني في هذا الأمر. نلتقي لنعلن موقفا، بل إنجازا وطنيا كبيرا أسميه الحدث الوطني الكبير، ألا وهو الوصفة الطبية الموحدة.
وأضاف: «نعم، قد نكون نحن بحاجة الى وصفة طبية موحدة كما قال الوزير قزي على مستوى مساعدتنا في حل أزمتنا السياسية المستعصية، ولكن اليوم نحن ننطلق من القول «أنر الزاوية التي أنت فيها، فاليوم هناك نور إنبعث في ميدان وحقل ما عله يتكرر ويحدث في مواقع وإنجازات أخرى».
ورأى ان «التعاون بين كل الأفرقاء من نقابات ومن ضمان ومن وزارات وكل المعنيين لا بد انه هو الذي سمح لنا ان نجتمع ونلتقي اليوم وأن نحتفل سويا لإطلاق هذا الإنجاز ويحتفل معنا الوطن وكل لبناني، وفي رأيي أن هذا الإحتفال هو مستمر لأن فوائد هذه الخطوة بدأت اليوم ولكن سنغرف نتائجها جميعا وفي الدرجة الأولى المواطن على مدى سنوات إن شاء الله تُستكمل أيضا في إنجازات أخرى في قطاع الطب والطبابة والمستشفيات».