lebanon debate
منذ بداية الربيع العربيّ عام 2010، هبطت السياحة في الشرق الأوسط بأرقام كبيرة في أعقاب العمليات الإرهابية المتكررة وصعود داعش. وإليكم بعض الأمثلة:
في أعقاب الربيع العربيّ، الذي بدأ في تونس تحديدا، بدأ الوضع بالتدهور وهبطت أعداد السياح بمليوني شخص في أعقاب الثورة، وخاصة بعد أن قُتل في شهر آذار 20 سائحا بأيدي الإرهابيين في متحف في العاصمة تونس، مما لم يجذب تماما المزيد من السياح إلى الدولة الشمالي إفريقية.
أما مصر فحالها ليست أفضل. ففي أعقاب الثورة عام 2011 والانقلاب الآخر ضدّ الرئيس المعزول محمد مرسي عام 2013، تضرّرت السياحة كثيرا. زار نحو عشرة ملايين سائح فقط مصر عام 2014، وهو انخفاض بأكثر من 30% مقارنة بعام 2010 (ولكنه ارتفاع طفيف مقارنة بعام 2013).
وفي سوريا، أضرّت الحرب بين بشار الأسد وبين الثوار وداعش بطبيعة الحال بالسياحة بحيث ألغت شركات الطيران الرحلات الجوية إلى دمشق، دُمّرت فنادق وسيستغرق الأمر سنوات حتى تتعافى البلاد من الحرب الأهلية وتنجح في جذب السياح مجدّدا إلى تلك المعالم التي دُمّرت.
عام 2010، تمتّع لبنان بنحو مليوني سائح في العام، ولكن بعد أن غزته الحرب الأهلية السورية، تراجع عدد السياح. وقد تعقّد الأمر أكثر عندما قاطع مستثمرون كبار من دول الخليج لبنان في أعقاب موقفه بخصوص الصراع في سوريا. تحاول بيروت، المعروفة كـ "باريس الشرق الأوسط"، الآن أن تتعافى، وتشير البيانات الأخيرة إلى نموّ بنحو 20% في النشاط السياسي في بلاد الأرز في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015.
أما ليبيا فارتفع دخلها وبشكل مفاجئ، من السياحة عام 2014 (مقارنة بالعام السابق)، ولكن الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ سقوط معمر القذافي أثرت بطبيعة الحال على الصناعة.
تمتّعت العراق عام 2010 بارتفاع ملحوظ في عدد السياح الزائرين لمعالمها (أكثر من 1.5 مليون)، ولكن تراجعت هذه الأعداد ووصلت، على الأقل، إلى 900,000 في عام 2013، بحسب بيانات البنك الدولي. وتدهور الوضع أكثر عندما احتلّت داعش محافظة الموصل والأنبار.
لا تزال تركيا تتمتّع بسياحة واسعة. ارتفع عدد السياح من البحرين، على سبيل المثال، بنسبة 700%. وفقا لبيانات حديثة، تقع تركيا في المركز الثالث عالميا على قائمة الدول الأكثر جذبا للسياح (زارها 38 مليون سائح عام 2013).
تبذل إيران الآن جهودا لجعل مجال السياحة مصدر دخلها الثاني، بعد النفط. تمتلئ إيران بالمعالم التاريخية (الرقم 17 في قائمة اليونسكو) القادرة على جذب رقم محتمل من 20 مليون سائح في العام (أرباح بنحو 30 مليار دولار). وفقًا للبيانات الرسمية، فقد نمت السياحة في إيران بنسبة 35% حتى نهاية شهر آذار 2014، وقد حقّقت أرباحا بقيمة 3 مليارات دولار منذ عام 2013.
تجذب طقوس الحج إلى المدينة المقدّسة مكة وحدها إلى السعودية ملايين الحجاج كل عام، ولكن المملكة لا تزال بحاجة إلى تنمية كبيرة في مجال السياحة. ارتفع عدد السياح من بقية دول الخليج بنحو 30% في الأشهر الخمس الأولى من عام 2015. في عام 2012 وحده جاء إلى البلاد أكثر من 14 مليون زائر ووصلت إلى المركز 19 من حيث عدد الزوار في العالم، ولكن يأتي جميع الزوار تقريبا إلى مكة أو لأهداف تجارية.
سيُلغي الأردن في نهاية هذا العام رسوم الفيزا المطلوبة من أجل زيارتها، أملا بجذب سياح آخرين إلى معالمها المختلفة، ومن بينها المدينة النبطية البتراء، بقايا المدينة اليونانيّة - الرومانية جرش والمناظر الطبيعية الصحراوية الجميلة في وادي رم. أعلنت وزارة السياحة والآثار الأردنية أنّ عدد السياح الأجانب قد تراجع من 8.2 مليون عام 2010 (قبل الربيع العربيّ) إلى 5.3 مليون عام 2014. وتراجع عدد زوار البتراء إلى نحو النصف.
وتعتبر اليمن، الدولة الأفقر في الشرق الأوسط، هي أيضًا أحد كنوزه السياحية البارزة. فهي مليئة بالمعالم القديمة المحافظ عليها جيّدًا نسبيا، ولكن الحرب التي تدور روحاها في البلاد تمنع من وصول السياح.