بيان صادر عن الاتحاد العمالي العام في لبنان
يلتقي ظهر اليوم الثلاثاء الواقع فيه 16/6/2015 عند الساعة الثانية عشرة في مقر الاتحاد العمالي العام – كورنيش النهر الأستاذ هنري مالوس – رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي والسيد روجيه نسناس - رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان مع ممثلي الاتحاد العمالي العام في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان وذلك في إطار الحوار حول دور المجالس الاقتصادية والاجتماعية في التعاون والتنمية في حوض البحر الأبيض المتوسط.
*******************
هنري مالوس يلتقي «الهيئات»: المجلس الاقتصادي الأوروبي يدعم نظيره اللبناني
ما زال المجلس الاقتصادي والاجتماعي معطلاً، ولم نرَ سعي أية حكومة منذ العام 2002، إلى إعادة الحياة لهذه المؤسسة في ظل وضع اقتصادي واجتماعي بات ينذر بالخطر الشديد على أكثر من صعيد. وقد وقفت التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية، وما زالت تقف حتى اليوم، عائقاً في تفعيل دوره الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التوازن بين الحماية الاجتماعية والنمو الاقتصادي. وعلى الرغم من ذلك يلعب المجلس بفضل رئيسه روجيه نسناس دوراً مميزاً على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، من خلال إبقاء بصيص الأمل بالحياة ينبض في عروق المجلس.
منذ يومين حل رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي هنري مالوس ضيفاً على بيروت، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، وهي الأطراف التي تشكّلت منها هيئة المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني.
الزيارة تندرج في إطار الاقتراح الذي قدّمه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مطلع حزيران الجاري ويرمي إلى عقد مؤتمر لـ «التعاون الاقتصادي والاجتماعي في حوض المتوسط»، وذلك خلال حفل افتتاح المؤتمر حول المناخ في مرسيليا ـ فرنسا، وفق ما يوضح مالوس لـ «السفير» وذلك انطلاقاً من التركيز على مواجهة التحديات والصراعات المشتركة في منطقة حوض المتوسط لاسيما في مسألة المناخ، البيئة، الهجرة، الأزمات الإقليمية، الإرهاب».
خلال اللقاء في فينيسيا مع عدد من الصحافيين اللبنانيين شدّد مالوس على «قدرة هيئات المجتمع المدني على إحياء مسار التعاون في بلدان حوض المتوسط عبر المجالس الاقتصادية والاجتماعية»، ونوّه بدور لبنان في لعب دور فعّال في الندوات واللقاءات التي عقدها المجلس الأوروبي، وقدّم مساهمة كبيرة في تعزيز التعاون بين أعضاء المجالس الأوروبية ومجالس بلدان البحر المتوسط».. حول الهدف من الزيارة يؤكد مالوس أنها «تأتي في إطار تفعيل دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني، وإعادة إحيائه، لمّا لذلك من أهمية في تحقيق التماسك الاقتصادي والاجتماعي»، مشيراً الى الديموقراطية المتجذّرة في لبنان والتي تحتاج الى تعزيزها بتفعيل المجلس الاقتصادي الاجتماعي لصونه وإبعاده عن المحيط الملتهب». وحول الهدف الآخر من الزيارة يشير مالوس الى انه من اجل القول للحكومة اللبنانية إننا مستعدّون لتقديم المساعدات التقنية التي يحتاجها المجلس من خبراء ومستشارين وتنظيم دورات تدريبية للمتعاونين وغيرها تمهيداً لتفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني».
النزوح السوري
وفي ما خصّ النزوح السوري الى لبنان، يحذر مالوس من عدم قدرة لبنان على تحمّل وضبط هذه الأعداد المتزايدة على صعيد ارتفاع بطالة اليد العاملة اللبنانية، ومضاعفة مشاكل السكن والمياه والكهرباء والتعليم والأمن. وفي السياق، كشف عن استعدادات تقوم بها المفوضية الأوروبية لاستضافة 20 ألف لاجئ سوري وتوزيعهم على بلدان الاتحاد الأوروبي.
المجلس الأوروبي
ووضع مالوس المجلس الأوروبي في المرتبة الخامسة في الاتحاد الأوروبي بعد البرلمان، المفوضية الأوروبية والجهاز القضائي. وهو يتألف من 353 عضواً من 28 بلداً مختلفاً، يسمّون من قبل الحكومات ومن المجلس التنفيذي الأوروبي وهم يمثلون أصحاب العمل والجمعيات والمجتمع المدني. وتبلغ موازنة المجلس 135 مليون يورو. وهي مؤسسة سياسية تلعب دوراً استشارياً وتقدم آراءً في كافة الاقتراحات المقدمة من الاتحاد الأوروبي. كما تلعب أدواراً أخرى على صعيد العلاقات الخارجية، المجالات الصناعية، الزراعية، حقوق الإنسان.. في وقت تتمثل المسؤولية الرئيسية التي تقع على عاتق المجلس في تنظيم العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني والبلدان الشريكة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تشكل جزءاً من عملية التعاون بين أوروبا وبلدان البحر الأبيض المتوسط.
اللقاء مع الهيئات الاقتصادية
التقى رئيس «اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان» رئيس «غرفة بيروت وجبل لبنان» محمد شقير امس في مقرّ الغرفة رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي الأوروبي هنري مالوس ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني روجيه نسناس، وبحضور عدد كبير من الهيئات الاقتصادية اللبنانية.
بداية تحدّث، شقير فقال: «الهيئات الاقتصادية هي واحدة من المكوّنات الرئيسية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، ولهذا السبب ندعم رئيسه، ونحن نأسف لتأخير الحكومة في تعيين أعضاء الجمعية العمومية للمجلس، لتمكينه من لعب دوره كاملاً، بخاصة ان البلد بأمس الحاجة إليه».
وقال شقير: «هذا الدور أصبح يشكل حاجة متزايدة في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد والتي تتدهور اقتصادياً وكذلك اجتماعياً، لا سيما لجهة اقتراح مشاريع في هذا الاطار، يتفق عليها من قبل أصحاب الشأن وتكون قابلة للتنفيذ».
وتحدث نسناس، شاكراً الرئيس شقير على هذا اللقاء الذي جمع فيه جميع أصحاب القرار الاقتصادي والأصدقاء. مشيراً إلى أن المجلس الاقتصادي الأوروبي يقوم كل سنة بعقد قمة للمجالس الاقتصادية والاجتماعية الاورومتوسطية لتطوير عملها ودورها في خدمة الدول المنتشرة حول المتوسط، كما أن المجلس الأوروبي واظب على مرافقتنا ودعمنا كي يتمكّن المجلس اللبناني من البقاء». لافتاً الانتباه الى «أن المجالس الاقتصادية والاجتماعية المتوسطية وضعت بدعم من المجلس الأوروبي مشروعاً لإنشاء مجلس اقتصادي واجتماعي متوسطي، وهذا ما سيزيد اللحمة والتعاون مع المجلس الأوروبي»، مشيراً الى ان «المجلس اللبناني يلعب دوراً ناشطاً في هذا المشروع، لأنه المجلس الأقدم في المنطقة».
أما مالوس، فشدد على دور المجتمع المدني في صياغة الاقتراحات والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية المجدية، وعلى «دعم المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي نظيره اللبناني ورئيسه نسناس»، مشدداً على «ضرورة اتخاذ كل الخطوات التي من شأنها تسريع عملية تعيين الهيئة العامة للمجلس اللبناني كي يأخذ دوره كاملاً في الحياة اللبنانية».
وبعد ذلك، دار حوار بين الحضور، تمحور حول دور المجالس الاقتصادية والاجتماعية في تنمية الاقتصاد ورفاه المجتمع، فضلاً عن تنمية علاقة لبنان التاريخية مع الاتحاد الأوروبي.
ثم قدّم شقير درع اتحاد الغرف اللبنانية الى مالوس، وانتقل بعدها الجميع إلى نادي الأعمال في الغرفة، حيث أقام شقير غداء على شرف مالوس.