سيف الرقابة سيبقى مصلتاً وغصـن الزيتون ممدوداً
هارون: جوّ التشهير بالقطاع مفتعل يخالف الإحصاءات
المركزية-
"بعد جلسة مكاشفة ومصارحة" بينه وبين نقابة أصحاب المستشفيات، أبدى وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور قناعته بـ"عدم وجود مصلحة لحصول مواجهة بين المستشفيات والدولة، إنما في أي مواجهة، ستكون الدولة هي الغالبة لأنها أقوى من كل الناس". وقال "لست مستعداً لتقديم أي ثمن مجاني، وأن أسير في أي إجراء إيجابي إلا بعدما ألمس تغييراً من قبل المستشفيات في التعاطي مع المواطنين، وعندما ألمس هذه الإيجابية سأبادلها بأضعاف، وإلا فأنا مستمر في موقفي المتصلب من المستشفيات"، وأكد أن "سيف الرقابة سيبقى مصلتاً فوق رؤوس الجميع، رغم أن غصن الزيتون سيبقى ممدوداً في انتظار الحصول على مبرر كافٍ للدفاع عن المستشفيات".
عقد أبو فاعور إجتماعاً مطوّلاً دام نحو ساعتين مع أصحاب المستشفيات الخاصة، حضره المدير العام لوزارة الصحة وليد عمار، مدير العناية الطبية في الوزارة جوزف حلو، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، وحشد من أصحاب ومديري وممثلي هذه المستشفيات، وذلك في مبنى الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية.
وتم في خلال الإجتماع تبادل وجهات النظر والآراء والمقترحات حول القضايا العالقة بين وزارة الصحة والمستشفيات، ولا سيما تلك المتعلقة بكيفية استقبال المستشفى للمواطنين الفقراء الذين يعالجون على حساب الوزارة.
أبو فاعور: إثر الإجتماع، عقد أبو فاعور مؤتمراً صحافياً، وصف فيه الإجتماع بأنه "جلسة مكاشفة للنقاش في أمر يجب ألا يستمر وهو الإشكال الحاصل بين العدد الكبير من المرضى المسجلين على حساب وزارة الصحة، وعدد من المستشفيات التي لا تستقبلهم"، لافتاً الى أنه "استمع إلى عدد من المطالب المحقة لدى المستشفيات ومطالب أخرى غير محقة ولا تأتي من ضمن الأولويات في المرحلة الراهنة".
وشدد على أن "ليس لدى وزارة الصحة موقف معادٍ للمستشفيات وأصحابها، إنما هناك قضايا عالقة ولا يمكن أن تستقيم العلاقة من دون حلها. هناك إذلال وازدراء للمواطن الفقير في الكثير من المستشفيات، حيث تظهر معظم المراجعات التي تتلقاها الوزارة أن المواطنين الفقراء يتعرّضون لمعاملة سيئة في المستشفيات". ولفت إلى أن "مراكز الإستقبال في المستشفيات تبدو أقرب إلى أن تكون من صنف الجلمود. فبالنسبة إلى هذه المراكز، يكون المريض زبوناً تتم معاملته إستناداً إلى ما يملك من مال. فهناك مرضى مقبولون وآخرون مردودون".
وأعلن أن "نقيب المستشفيات تعهّد بأن يتم تغيير التعاطي مع المرضى، كما تعهّد التزام المستشفيات بالنسبة التي يجب أن تتقاضاها، فلا تحصل على أموال من الفواتير والفروقات من دون وجه حق".
وتطرق إلى "الرشاوى التي تدفع من قبل بعض المستشفيات للأطباء المراقبين في وزارة الصحة"، مذكّراً بإحالة أكثر من عشرة أطباء إلى القضاء"، داعياً "المستشفيات إلى "التوقف عن هذه الرشاوى، باعتبار أن القانون يحاسب الراشي والمرتشي". وقال: إنني على قناعة بعدم وجود مصلحة لحصول مواجهة بين المستشفيات والدولة، إنما في أي مواجهة، ستكون الدولة هي الغالبة لأنها أقوى من كل الناس. كما أنني لست مستعداً لتقديم أي ثمن مجاني، وأن أسير في أي إجراء إيجابي إلا بعدما ألمس تغييراً من قبل المستشفيات في التعاطي مع المواطنين. فعندما ألمس هذه الإيجابية سأبادلها بأضعاف، وإلا فأنا مستمر في موقفي المتصلب من المستشفيات.
وأكد أن "سيف الرقابة سيبقى مصلتاً فوق رؤوس الجميع، رغم أن غصن الزيتون سيبقى ممدوداً في انتظار الحصول على مبرر كافٍ للدفاع عن المستشفيات"، وتمنى أن "تكون هذه الجلسة تأسيسية لمسار العلاقة بين وزارة الصحة ونقابة أصحاب المستشفيات والمستشفيات".
هارون: بدوره، وصف هارون الاجتماع بـ"لقاء المصارحة المثمر"، لافتاً الى أن "للوزير أبو فاعور قناعات ومن الصعب جداً تغييرها". وأيّده في ضرورة "المحافظة على حقوق المريض وتطبيق العقد الموقع مع وزارة الصحة، فهذان أمران لا يقبلان الجدل". وقال: إن المشكلات لا تحل بكبسة زر وتتطلب وقتاً، على أن تبدأ النقابة من جانبها بخطوات إيجابية تشجع الوزير على اتخاذ مواقف إيجابية تلبي المطالب التي تطرحها المستشفيات.
وشدد على أن "التشهير بالمستشفيات غير مقبول من أحد. فقطاع المستشفيات ناجح وله أهميته الإجتماعية والاقتصادية، وقد أثر جوّ التشهير وتكبير المشكلات الصغيرة، على العلاقة بين المستشفيات ووزارة الصحة وغيرها من الوزارات، وبين المستشفيات والمواطنين"، معتبراً ان "هذا الجوّ مفتعل، خصوصاً أن إحصاءات وزارة الصحة تظهر أن المشكلات ليست بحجم التشهير الممنهج الذي حصل في بعض وسائل الإعلام".
وأبدى قناعته بأن "اجتماع اليوم مهم جداً وسيؤسس لعلاقة علمية وصادقة ومنفتحة لحل المشكلات القائمة بين المستشفيات ووزارة الصحة وكل الجهات الرسمية الضامنة"، لافتاً إلى "ضرورة أن تكون وزارة الصحة حاضنة للمستشفيات على غرار حضانتها للمواطن المريض".