اعتصام لموظفي مستشفى رفيق الحريري: لوضع خطة اصلاحية واضحة وقابلة للتنفيذ
الأربعاء 11 شباط 2015 - 10:51
نفذ موظفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي، اعتصاما في حرم المستشفى وتلا عضو اللجنة غسان العاكوم بيانا قال فيه:"بعد طول معاناة وتحمل شتى أنواع المصاعب، وتقديم حضرة المدير العام استقالته الخطية بشكل رسمي نهار أمس الى مكتب معالي وزير الصحة العامة لأسباب نعلمها جميعا وتتلخص بعدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها ووعودها اتجاه المسيتشفى والموظفين على حد سواء، وعدم السير بالخطة الإنقاذية الموضوعة سلفا، والغياب التام للمعنيين عن السمع وعدم التجاوب مع محاولاتنا للتواصل معهم، نجد أنفسنا مرغمون للوقوف والإعتصام بعيدا عن مكاتبنا ومراكز عملنا في سبيل تحقيق لقمة عيشنا وتحصيل رواتبنا المستحقة عن فترات سابقة، إضافة الى غياب أدنى الحقوق التي يتمتع بها كافة الزملاء العاملين في الدوائر الرسمية والإدارات العامة على الأراضي اللبنانية".
اضاف :"فبعد تلكؤ كل المعنيين عن تحقيق أو تنفيذ أي خطط إصلاحية، وعدنا بها مرارا وتكرارا ومن كافة الجهات السياسية وعلى مرور عدة حقبات، فإننا لا يسعنا إلا الوقوف مجددا وإطلاق هذه الصرخة ووضع عدد كبير من علامات الإستفهام حول النهج السائد في المماطلة بمعالجة مشاكل مستشفى رفيق الحريري الحكومي، إضافة الى الإصلاح الذي نسمع عنه ومحاربة الفساد والهدر إذا وجد والذي أصبح فزاعة نهدد بها كموظفين وعصا تهز لنا عند كل تحرك."
وتابع :"ألم يعدنا كل الوزراء المتعاقبين بأنه سوف يتم فتح ملف الإصلاح على مصراعيه ووضع المستشفى على السكة الصحيحة، وتأكيدهم لنا بأن تسديد رواتبنا عند نهاية كل شهر هو حق مقدس؟ ألا يستحق الموظفون الذين يعانون الأمرين ويعملون في أصعب الظروف، والذين يضطرون للسعي عند بداية كل شهر خلف المعنيين الى جانب الإدارة لتحصيل رواتبهم وللنظر بأوضاعهم المتردية وإعادة النظر بالحوافز المقدمة لهم وهي في أحسن الحالات تكاد تكون شبه معدومة؟ أو لسنا مواطنون لبنانيون ويحق لنا أن نتمتع بكافة الحقوق التي ترعاها قوانين المؤسسات العامة؟"
وقال :"بعد هذه الصرخة الناتجة عن ألم 1100 عائلة لبنانية مظلومة، فإننا نعلن الإستمرار باعتصامنا حتى ولو تم تسديد رواتبنا المتأخرة في الوقت القريب، الى حين تأكيد المعنيين على وضع ملفنا الإنقاذي على طاولة مجلس الوزراء للنهوض بالمستشفى من خلال وضع خطة واضحة المعالم قابلة للتنفيذ توكلها الحكومة لمجلس الإنماء والإعمار بإشراف الوزارات المعنية لإعادة تأهيل البنى التحتية وتأمين المعدات اللازمة. وأخيرا وليس آخرا دراسة لائحة المطالب الأولية التي تم رفعها لمعالي وزير الصحة العامة عبر إدارة المستشفى والتي تشدد في أحد أهم بنودها على ضم كافة الموظفين والعاملين في المستشفى من دون استثناء (موظفون داخل وخارج الملاك) الى ملاك وزارة الصحة العامة وتحييد موضوع تأمين رواتبنا عن مشاكل التحصيل، وعن التجاذبات بين الوزارات، والتأخير الناتج عن الدورات المستندية الرسمية".
وختم البيان:"في النهاية نطالب مجلس الإدارة المعين حديثا بالانتقال من مرحلة المراقب والمنتقد والمعاقب الى مرحلة المخطط الحاضر والمواكب للتفاصيل والراعي الصالح لمصالح الموظفين وأن يتنازل ويتواصل معهم ويساهم في مشاركتهم همومهم ودراسة مطالبهم بدلا من الإستخفاف بها عند طرحها خلال جلساته، بل ووضعها في آخر سلم أولوياته، محملا الموظف مسؤولية الفساد والهدر بدلا من مكافآته على كل ما يتحمل من تبعات السياسات الإدارية الفاشلة القائمة منذ سنوات مضت".
من جهة ثانية، تلقت لجنة موظفي المستشفى اتصالا من وزير الصحة وائل ابوفاعور ووعدهم انه سيلتقي بهم خلال هذا النهار.
--------------------------------
موظفو «مستشفى الحريري» يعتصمون.. وشاتيلا يستقيل
باسكال صوما - (السفير)
يعود موظّفو «مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي» للاعتصام بدءاً من اليوم، بعدما تبيّن أن الوعود التي قطعت لتحسين وضع المستشفى، لم تنفّذ كما يجب، ولم تأتِ على قدر الآمال والتمنيات.
فالاصلاحات التي أعلن عنها وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور قبل أشهر، لم تجد طريقاً للنور، باستثناء بعض التحسينات في بعض الاقسام من المستشفى ودفع الرواتب المكسورة في تلك الفترة. وتوضح مصادر لجنة الموظّفين لـ «السفير» ان «الموظفين لم يقبضوا رواتبهم الشهر الماضي، والـ20 مليار ليرة التي خصصت منذ اشهر لبعض التحسينات لم تكن كافية سوى لدفع الرواتب المتأخّرة وبعض المصاريف، إلاّ أنّ السلفة الثانية التي كان من المفترض تحويلها للمستشفى بقيمة 20 مليار ليرة لم تصل حتى اليوم». وتلفت الانتباه الى أن «المستشفى في وضعٍ صعب جداً، ويعاني نقصاً حاداً في الادوية والمعدات التي لم تعد تحتمل الصيانة حتى، بل تحتاج الى تغيير وتجديد».
وقد علمت «السفير» أن «رئيس مجلس ادارة المستشفى فيصل شاتيلا قدّم استقالته من مهامه في المستشفى، بعدما شعر أنّ المشكلات كبيرة وليس هناك من يعمل فعلاً لمصلحة مستشفى الفقراء، ولتنفيذ الخطة الانقاذية».
ويوضح شاتيلا لـ «السفير» أنه «مستاء من وضع المستشفى ومن عدم تنفيذ الخطة الانقاذية التي قطعت الوعود بشأنها منذ تسعة أشهر، وبقي الكلام حبراً على ورق». وينفي أي «ضغوط عليه في موضوع الاستقالة»، مؤكّداً أنها «قرار شخصي بعدما وصل المستشفى الى حالةٍ يرثى لها». ويلفت الانتباه الى أن «رواتب الموظفين الشهرية ليست المشكلة الفعلية، اذ يمكن تأمينها، الا أنّ الأزمة الحقيقية في نقص الادوية والمعدات والحاجة الكبيرة الى الصيانة، حتى يستطيع المستشفى الاستمرار».
تجدر الإشارة أيضاً، الى أن شاتيلا أجّل المؤتمر الصحافي الذي كان من المقرر أن يعقده يوم أمس، بسبب سفر أبو فاعور، على أن يعقده في الأيام القليلة المقبلة.
مصير مجهول
وتشير مصادر أخرى الى أن «الموظفين لا يعرفون مصير رواتبهم المكسورة وليس في الأفق ما يؤشّر الى دفعها في وقتٍ قريب».
وأوضحت لجنة الموظفين في بيان أمس أنها قررت، «وبعد التشاور مع الزملاء في المستشفى في لقاء عقدته معهم، بدء الاعتصام العام بدءا من صباح اليوم الأربعاء، حيث ستتلو اللجنة بياناً، بحضور الإعلام، تعلن فيه عن الخطوات التصعيدية التي سوف تتبعها».
وشرح البيان أن التصعيد جاء «بعد انعدام الأفق لحلحلة الأزمة التي يعيشها المستشفى، وغياب تحقيق الوعود الرسمية بتنفيذ الخطة الإنقاذية التي قطعها المعنيون، وعدم إيلاء الموظفين الرعاية الكافية ولا دراسة ملف المطالب التي من شأنها حفظ حقوقهم الدنيا التي قدمتها لجنة الموظفين لإدارة المستشفى التي رفعتها بدورها لوزارة الصحة العامة، وأننا كموظفين لم نحصل على رواتبنا عن الشهر المنصرم حتى هذه اللحظة»، لافتا الانتباه إلى أن اللجنة «استمهلت حتى صباح اليوم لتبيان المعطيات وصحة استقالة المدير العام الدكتور فيصل شاتيلا الذي أكد عليها بعد الاجتماع معه، وقد أرسل كتاب الإستقالة بشكل رسمي إلى وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور».