كلمة رئيس جمعية التنمية النقابية والاجتماعية
ونائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان النقابي حسن فقيه
حفل افتتاح «شبكة السما نيوز – السبت 2/2/2019
مركز كامل يوسف جابر الثقافي في النبطية.
- حضرة الأخ العزيز مدير عام شبكة «سما نيوز» الغراء،
- السيدات والسادة الحضور،
شرّفني حضرة المدير العام والأخوات والأخوة مؤسسي الشبكة برعاية حفل الافتتاح هذا بصفتي رئيساً لجمعية التنمية الثقافية والاجتماعية، فضلاً عن صفتي كنائب لرئيس الاتحاد العمالي العام فشكراً لكم جميعاً لأنّ في ذلك تكريماً لي شخصياً ولكل من وما أمثل اجتماعياً ونقابياً خصوصاً وأنّ من يحتضن هذا الاحتفال – هذا الصرح الثقافي والاجتماعي المميز والعريق – مركز كامل يوسف جابر الثقافي الذي تطال نشاطاته مختلف الاهتمامات والندوات على أنواعها. فتحية لهذه المؤسسة ولراعيها.
أيها الحفل الكريم،
إنّ افتتاح شبكة إعلامية في هذه المنطقة العزيزة من لبنان وفي هذه الظروف السياسية والاقتصادية والإعلامية المعقدة، هو بحد ذاته انجازاً وإضافة نوعية للنشاط الإعلامي والثقافي بوجهٍ عام.
أتذكر، ويتذكر معي الكثيرين أنّ الإعلام المسموع كان يقتصر على اقتناء «الراديو» لبعض الوجهاء أو لدى صاحب دكان الضيعة، إلى أن جاء الجهاز العجيب (الترانزيزتور) قبل أن يدخل التلفزيون الى بيوت الناس، وكانت الصحف اليومية تتركز في المدن أو لا يقرأها سوى النخب من القوم.
خلال نصف قرن شهد العالم أكبر ثورة اتصالات في التاريخ وبات يتطور بأسرع ما تدركه عقول الناس ومن «الكومبيوتر» إلى الهاتف المحمول ومشتقاتهما انتقلت البشرية إلى عصر آخر، وباتت البشرية «مع بعض الاستثناءات في الأرياف البعيدة في العالم الثالث» ترى وتسمع وتقرأ الأحداث لحظة حدوثها.
السيدات والسادة،
لقد تغيّر العصر الإعلامي تماماً بسرعة رهيبة وكان أول الضحايا الاعلام المكتوب أي الصحف. ومن أصل عشرات الصحف اليومية التي هي الخبز اليومي للمتابع والتي كانت تطبع عشرات الألوف من النسخ ها هي الصحافة اليومية تقفل واحدة تلو الأخرى حتى بات عددها لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.
وفي بعض التحليلات فإنّ النكسة التي أصابت الصحافة المكتوبة وخاصةً اليومية منها تعود ليس فقط لاحتلال الشبكات الإعلامية الالكترونية وحدها بل كان عدم الاستعداد لدور هذه الشبكات الجديدة ولطبيعة الملكية الفردية والعائلية أو الحزبية، مضافاً إليها انصراف أو ضعف التمويل الإعلاني للصحف وعدم تدخل الدولة في دعم الصحافة الخ... مما أدى إلى الانتقال إلى البديل الجديد أي شبكات الأخبار الالكترونية على أنواعها.
الأخوات والأخوة الأعزاء،
إنّ سيطرة الإعلان على وسائل الإعلام كافة جعلها في مأزق ولم يعد بإمكانه الاستمرار والقيام بالرسالة الاجتماعية والثقافية التي يفترض أن يحملها وأفقدها استقلاليتها ودورها الرائد في المجتمع وصناعة ما يسمى بالرأي العام.
ولعلّ أول شرط من شروط إطلاق أي نوع من أنواع الإعلام هو الحرية المطلقة بملاحقة القضايا الحيوية للناس وإطلاعهم عليها وترك الاحتكام لرأيهم.
إنني وبصفتي نائباً لرئيس الاتحاد العمالي العام ورئيساً لجمعية تنموية ثقافية أدعوكم في هذه المناسبة السعيدة بإطلاق الشبكة بأن نكون مع المظلوم ضد الظالم ومع المستغّل ضد مستغليه، ومع العامل والمهمش والمفقر ومع الاستقلالية وحرية الرأي من دون المساس بحقوق وحريات الآخرين.
ففي قضايا الإعلام وحرية الرأي والاستقلالية لا يوجد منطقة رمادية، فإما أن ننحاز لقضايا الأكثرية وهم سداد المجتمع من عمال ومزارعين وموظفين وذوي دخل محدود أو نبقى أسيرو الإعلام الاعلاني وأنتم تملكون الخيار ولنا كل الثقة بأنّ السماء تستجيب للحق والعدل والمساواة. كما أنّ الوسيلة الاعلامية أياً كان نوعية لا تملك ترف الحياد في بلد مثل لبنان بلد غني لكنه منهوب، بلد يملك فيه 1% أكثر من نصف ودائع المصارف وأصحاب العقارات والشركات المالية الكبرى. بلداً بلا كهرباء ولا مياه نظيفة فيما نهر الليطاني أصبح مجروراً على طول امتداده من المنبع إلى المصب. بلد يختلف فيه أصحاب السلطة على الوزارات الدسمة ويتصارعون على ضم وزير واحد من أصل ثلاثون وزيراً بينما النفايات والسموم ومولدات الكهرباء تنشر سمومها وأمراضها في بيوتنا.
إنني بصفتي نائب لرئيس الاتحاد العمالي العام الذي يحمل هموم العامل والمواطن أدعوكم، وأنا على ثقة أكيدة بأنكم على كامل الاستعداد لهذه الدعوة أن تنحاز شبكتكم التي اعتبرها قيمة إضافية للإعلام الموضوعي والمسؤول أن تكونوا شريكاً لهموم الاتحاد العمالي العام وأحد منابره الشريفة.
أخيراً، أجدد شكري لكم جميعاً ووفقكم الله راجياً لهذه الشبكة وإدارتها النجاح في مهمتها في هذه الظروف المعقدة. والسلام عليكم ورحمة الله.
الحاج أبو طلال (حسن فقيه)