كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر
في حفل افتتاح مؤتمر جبهة التحرر العمالي
بيروت – فندق ريفييرا – 2 كانون الأول 2018
- معالي راعي هذا المؤتمر الأستاذ وليد بك جنبلاط – رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً بالنائب الأخ هادي أبو الحسن،
- أصحاب المعالي والسعادة،
- الرفيق عصمت عبد الصمد – الأمين العام لجبهة التحرر العمالي،
- الرفيقات والرفاق قيادة وأعضاء الجبهة،
شرّفني الرفاق في قيادة الجبهة بإلقاء كلمة باسم الاتحاد العمالي العام في لبنان في هذه المناسبة العمالية الوطنية العزيزة على قلوب المناضلين من النقابيين والعمال. وهو تشريف أعتز به شخصياً ويعتز به كل العمال والنقابيين في لبنان.
الرفيقات والرفاق الأعزاء،
رداً على تحيّز السلطات في الترخيص للنقابات والتمييز ضد اليسار النقابي في حينه، ساعد المعلم الشهيد الكبير كمال جنبلاط في الترخيص لكوكبة من المناضلين النقابيين في المصالح المستقلة والقطاع الخاص لإنشاء «جبهة التحرر العمالي في لبنان». كان ذلك عام 1963 حيث كان وزيراً للداخلية في لبنان.
وكانت اللجنة التأسيسية قد تشكّلت خارج أي اعتبار طائفي أو مذهبي أو حزبي أو حتى قطاعي أو مناطقي. وكان أعضاءها منتشرين في مختلف النقابات والقطاعات الأساسية. وانتخبت أول أمين عام لها النقابي الراحل أسعد عقل مع ثلة من النقابيين المعروفين بتاريخهم النضالي العريق. ثم توالى على قيادتها في الأمانة العامة عدد من النقابيين البارزين وكان آخرهم الزميل والرفيق العزيز عصمت عبد الصمد.
الرفيقات والرفاق،
طوال تلك الفترة وحتى اليوم أغنت الجبهة الحركة النقابية اللبنانية بمستوياتها كافة بمئات المناضلين الشرفاء وشاركت في قيادة التحركات العمالية والنقابية المطلبية، وقدّمت أفضل الكوادر المدربة للاتحادات النقابية المهنية والجهوية وأقامت سلسلة طويلة من الحلقات والندوات المتخصصة كما ساهمت قيادة الاتحاد العمالي العام في أعلى هيئاته خصوصاً عبر الرفيقين سليمان حمدان ومؤخراً الرفيق أكرم عربي.
وكان أن تحوّلت تلك النبتة التي زرعها الشهيد المعلم كمال جنبلاط بستاناً من الأشجار التي لا نزال نجني ثمارها، خصوصاً وأنها لم تدّعِ يوماً بأنها بديل عن الاتحاد العمالي العام ولا عن أي من اتحاداته الأعضاء ونقاباتها.
أمّا بعد، ما أحوجنا اليوم في ظل المآسي التي يعيشها لبنان بعماله وموظفيه ومفقريه والعاطلين عن العمل الذين يزداد عددهم كل يوم، وفي ظل هجوم الرأسمال المتوحش في مختلف المجالات من الصرف التعسفي الى الفساد المقونن والهدر الهائل الى تحكم القطاعين المصرفي والعقاري في السياسات المالية والاقتصادية والنقدية للدولة واللائحة بالمشكلات القائمة تطول. فهذا النموذج الطائفي الذي بني عليه النظام اللبناني هو نظام مولّد للحروب الدورية وهذا النموذج الاقتصادي القائم على الريوع مولّد للبطالة والهجرة وما يشكّله من تعطيل لقيام حكومة جديدة بعد انتخابات نيابية لمدة حوالي سبعة أشهر وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لمدة سنتين ونصف السنة سوى تعبير عن أزمة النظام السياسي اللبناني.
الرفيقات والرفاق الأعزاء،
لا حلول أمام هذا النظام سوى بتقاسم الحصص في بلد بات مفلساً سوى تكليف شركة «ماكنزي» بوضع التوجهات وما أدراك ما هي «ماكنزي» وتجاربها في الدول الأخرى،ولا مخرج أمام هذا النظام سوى المزيد من الاستدانة ومفاقمة الدين العام وتكرار باريس 1 و 2 و 3 وأخيراً باريس 4 الذي جرى تلطيفه بتسميته ب «سيدر (1).
بينما البلاد تغرق بالعتمة ويصرف على الكهرباء ضعفي ما صرف لإنصاف الموظفين في سلسلة الرتب والرواتب التي يعود الهجوم عليها من أكثر من طرف. وبينما نفتقد الماء في بلد الينابيع والأنهر ويتم انتهاك القوانين وتستمر التعديات على الأملاك البحرية والبرية والنهرية ويجري تدمير الجامعة اللبنانية والمدرسة الرسمية لحساب الجامعات والمدارس الخاصة، وسوى ذلك من مفاسد ليس آخرها قانون الإيجارات التهجيري بدلاً من وضع خطة إسكانية وطنية وإنشاء نظام إسكان تملكي.
إنّ مافيات الدواء تسيطر على سوق الدواء وأصحاب المستشفيات الخاصة يتوسعون على حساب المستشفيات الحكومية المهملة والضمان الاجتماعي في خطر واهم أسبابه تمنّع الدولة وأصحاب العمل عن دفع المتوجب عليهم.
أيها الرفيقات والرفاق،
لقد تشاركنا مع جبهة التحرر العمالي ومع الأصدقاء من النواب في اللقاء الديموقراطي برئاسة الشاب الواعد الأستاذ تيمور وليد جنبلاط في رؤية هذه المخاطر الداهمة. ونحن اليوم، وفي هذه المناسبة الكريمة إذ نشد على أيديكم جميعاً نأمل، بل سنعمل معاً لوضع برنامج لمواجهة جميع هذه المخاطر بدءاً من السعي للإصلاح السياسي مروراً بالإصلاح الإداري وكسر نهج الاحتكارات على أنواعها، وإنصاف أولئك «الذين ليس على صدرهم قميص» كمال قال المعلم الشهيد كمال جنبلاط ذات يوم.
عاشت جبهة التحرر العمالي في لبنان
عاشت الحركة النقابية اللبنانية
عاش لبنان.
الرئيس
د. بشـارة الأسمـر