كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر
بمناسبة احتفال الاتحاد بيوم المرأة العالمي وعيد الأم
مقر الاتحاد – بيروت – الخميس 22 آذار 2018
- حضرة راعي هذا الاحتفال معالي وزير الدولة لشؤون المرأة الأستاذ جان أوغاسبيان،
- معالي وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية السيدة عناية عز الدين،
- أصحاب المعالي والسعادة،
- رئيسة المجلس النسائي السيدة إقبال دوغان،
- أيتها السيدات، أيها السادة،
- الزميلات والزملاء النقابييون،
- الأخوات العاملات المكرّمات،
- الأخوة العمال،
تحية إليكم جميعاً، تحية محبة مطعمة بنكهة وصدق الأم والأمومة.
أيها الأحبة،
ليس صدفةً أن يرتبط عيد الأم والذي بات يوماً للمرأة في العالم ببداية فصل الربيع وتفتح براعم الزهر وكأننا أمام تجدّد دورة الخلق في الطبيعة.
فعندما نحتفل بعيد الأم فإننا نحتفل بأجمل وأرقى وأنبل القيم الإنسانية الزاخرة بالعطاء والبذل والمحبة من دون مقابل.
وعندما نحتفل بيوم المرأة العالمي فإننا نحتفل بنصفنا الآخر والأجمل، نحتفل بإنسانيتنا رجالاً ونساءً.
يقول الشاعر العراقي الراحل بلند الحيدري أنّ كلمة إنسان هي مثنى أنس أي الرجل والمرأة وأنّ الأنس ضد الوحش والوحشة، وعليه فإننا نحتفل بسبب وجودنا وجوهر كياننا البشري، وضد وحشية العالم.
وعندما ننادي بحرية المرأة وننتصر لقضاياها ونشاركها همومها واهتماماتها فإننا ننتصر لحريتنا حيث لا حرية لرجل في مجتمع تنتقص فيه حرية المرأة فالحرية لا تتجزأ. والاستغلال والظلم في مجتمعاتنا اليوم يطال المرأة كما الرجل والكفاح ضد هذا الظلم قدر وواجب عليهما معاً.
نحتفل اليوم بيوم المرأة والأم والمناضلة الفلسطينية الشابة عهد التميمي تؤرّق سجّانيها الصهاينة من وراء قضبان سجنها، فاتحة دورة جديدة لجيل جديد ضد الاحتلال سائرة على درب المناضلة الجزائرية جميلة أبو حيرد ضد الاستعمار الفرنسي في خمسينات القرن الماضي.
وبين هذه المسافة الزمنية الطويلة كانت نساء لبنان والعرب كالجندي المجهول يداً بيد مع الرجل في مختلف مجالات النضال من أجل التحرير والتحرّر الاجتماعي والاقتصادي.
أيها الأخوات والأخوة،
عندما نحتفل بيوم المرأة فإننا كإتحاد عمالي عام نخصّ بالتحية المرأة العاملة وبالأخصّ المرأة النقابية. ونتذكّر أول شهيدة من العاملات النقابيات عاملة الريجي الشهيدة وردة بطرس التي سقطت أثناء تظاهرة عمالية في العام 1946 في فرن الشباك، والشهيدة فاطمة خواجة التي سقطت في تظاهرة عمال غندور عام 1973 في الشياح.
والمرأة اليوم أصبحت جزءاً أساسياً في سوق العمل وباتت تحتل نسبة 30% من مجمل اليد العاملة وتتجاوز هذا الرقم إلى ما يزيد عن ال50% في قطاعات مثل الصحة والمصارف والصحافة وغيرها... إلاّ أنها لم تحتل بعد مكانتها النقابية سواء بسبب تقصيرنا نحن في دعمها أو بسبب دورها كأم وزوجة تحمل أعباء إضافية وهذا ما يدعونا في الاتحاد العمالي العام الى وضع برامج دعم متخصصة لتمكين المرأة العاملة في احتلال موقعها الطبيعي في المستويات النقابية القيادية كافة. وهذا وعد وعهد سنعمل في سبيلهما منذ اليوم.
أيها السيدات والسادة،
تحية إلى المرأة التي اقتحمت غمار السياسة فشرّفت الوزارة بوجودها وأعطتها دفعاً جديداً ومميزاً.
وتحية إلى النساء المائة وإحدى عشر اللواتي غامرن بترشحهن إلى الانتخابات النيابية القادمة في مجتمع لا تزال القيم الذكورية تتحكّم به.
وأخيراً تحية خاصة إلى راعي هذا الاحتفال معالي الوزير الصديق جان أوغاسبيان الذي سعى ويسعى جاهداً إلى تحويل هذه الوزارة أداة حقيقية ووسيلة فعلية لكسر القوانين المجحفة في حق المرأة في مختلف المجالات من أجل تحريرها من جميع القيود ونيل كافة حقوقها الإنسانية.
وشكراً لكم جميعاً.
الرئيس
د. بشـارة الأسمـر