جوزف فرح - (الديار)
التوافق السياسي أتى بالأسمر رئيساً وفقيه وصقر
معركة انتخابات المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام المقررة في 15 الجاري انتهت قبل ان تبدأ في ظل التوافق السياس على تسمية رئيس نقابة عمال وموظفي مرفأ بيروت الدكتور بشارة الاسمر رئيساً للاتحاد خلفاً للرئيس الحالي غسان غصن الذي انتخب مؤخراً اميناً عاماً لاتحاد العمال العرب، وآلت نيابة الرئاسة الى حسن فقيه والامانة العامة الى سعد الدين حميدي صقر.
وجاء اختيار الاسمر باعتبار ان مرفأ بيروت يعتبر مرفقاً اساسياً وحيوياً ويدير الاموال على الخزينة، كما ان الاسمر تمتع بموقع نقابي مميز وهو من النقابيين الذين يعملون في العمل العمالي منذ زمن طويل لذلك تم اختياره خصوصاً ان انطوان بشارة وهو رئيس اتحاد عمالي سابق كان رئيساً لنقابة المرفأ ولعب دوراً مميزاً خلال الاحداث التي عصفت في لبنان حيث ابقى على اللحمة النقابية والعمالية رغم ما تعرضت له البلاد من انقسامات.
وقد قدم الاسمر ترشيحه امس الى جانب شربل صالح وحسن فقيه وسعيد الدين حميدي صقر، بعد ان قدم اكرم العربي ترشيحه عن اتحاد موظفي المصارف وبدعم من جبهة التحرير العمالية، وعبد اللطيف الترياقي احمد منصور زبيدة، شعبان بدرا، كما ان المرشح موسي فغالي الذي كان يطمح الى رئاسة الاتحاد، فانه يقف اليوم متردداً في الترشح لعضوية المجلس التنفيذي وهو المعروف عنه بأنه يتمتع بثقة نقابية لا بأس بها.
وفي هذا الاطار اتصل رئيس الاتحاد العمالي الحالي غسان غصن بالامين العام للاتحاد سعد الدين حميدي صقر مؤكداً له عودته الى لبنان لممارسة حقه الديمقوراطي في الانتخاب ومباركاً الخطوات التي تؤدي الى وحدة الحركة النقابية.
وعلى ضوء هذا التوافق السياسي، او بالاحرى الارادة السياسية في انتخاب بشارة الاسمر، فمن المتوقع ان تغيب المعركة عن انتخابات الاتحاد العمالي وغياب امكانية وجود لائحة ثانية منافسة، الا ان بعض اركان الاتحاد اكدوا امكانية وجود مرشحين ومنفردين يرفضون التزكية، لذلك فان اركان الاتحاد هو مع استمرار اللعبة الديموقراطية بكل اصولها.
ويبدي اركان الاتحاد العمالي العام ارتياحاً للاجواء السائدة مؤكدين على وجود نفس جديد في الاتحاد لا بد ان ينعكس ايجاباً على مسيرة الاتحاد العمالي بادارته الجديدة خصوصاً ان طلائع عودة الوفاق العمالي تجلى في عودة اتحاد موظفي المصارف، وهو من اكبر الاتحادات العمالية، الى لعب دوره في الاتحاد العمالي ومرشحه اكرم العربي سيكون ضمن هيئة مكتب الاتحاد، كما ان هيئة التحرر العمالية التي كانت لا تشارك بفعالية في عمل الاتحاد عادت ايضاً، اما بالنسبة للاتحادات التي تحظى بدعم الحزب الشيوعي فلم يبق في الاتحاد سوى اتحاد عمال البقاع ويمثله جهاد المعلم.
على اية حال، فان المساعي مستمرة لقياح لائحة تزكية برئاسة بشارة الاسمر، حيث تتمثل كل الاطراف السياسية والنقابية في هذا الاتحاد الذي سيعود الى لعب دوره في النضال من اجل الحركة النقابية والعمالية خصوصاً في علاقاته مع ممثلي الانتاج وبوجه الخصوص هيئة التنسيق النقابية.
وستكون اول اطلالة دولية للاتحاد العمالي الجديد من خلال استقباله مدير عام منظمة العمل الدولية غي رايدير من نيسان المقبل، ومدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري اللذين سيقومان بزيارة الى لبنان يقابلان خلالها قيادة الاتحاد العمالي الجديدة والمسؤولين في لبنان.
وتعتبر المصادر العمالية المطلعة ان «نسبة هيئة مكتب الاتحاد العمالي اصبحت على النهاية، ولم يبق سوى بضعة اسماء ستضاف الى هيئة المكتب لكي تكتمل العملية الانتخابية في 15 الجاري.
الاسمر هو موظف في ادارة واستثمار مرفأ بيروت منذ الثمانينات، تدرج في العمل المرفئي والنقابي الى ان اصبح رئيساً لنقابة عمال وموظفي مرفأ بيروت عام1990، ثم رئيساً لاتحاد المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة منذ العام2000. ومنذ ترؤسه النقابة تم توقيع سبعة عقود عمل جماعية متتالية، وساهم مع النقابات المنضوية تحت لواء اتحاد نقابات المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة وهي: نقابات المياه، واهراء الحبوب، وبلدية بيروت، في تحقيق انجازات هامة على صعيد الحركة العمالية.
وحاليا هو احد ممثلي العمال في مجلس ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.