ننشر نص كلمة الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن في إجتماع "الامانة" المنعقد في بلد المليون شهيد:الإتحاد العام للعمال الجزائريين سند قوي للحركة النقابية العمالية العربية الموحدة وركيزة "الإتحاد الدولي" في شمال أفريقيا
طباعة البريد الإلكتروني
المجموعة: عمال العرب
نشر بتاريخ الثلاثاء, 31 كانون2/يناير 2017 12:40
كتب بواسطة: وكالة أنباء العمال العرب
الزيارات: 588
وكالة أنباء العمال العرب:القى الامين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن كلمة في الجلسة الإفتتاحية للامانة العامة للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب المنعقدة في الجزائر اليوم الثلاثاء ،بإستضافة كريمة من الإتحاد العام للعمال الجزائريين ،بحضور أمينه العام المناضل عبد المجيد سيدي السعيد،وقيادات الإتحاد والامانة العامة ..وجاء في الكلمة :"السادة الحضور..تحية نضالية خالصة لكم جميعا .. في بداية نكرر تقديرنا الصادق لتاريخ هذا البلد الكبير ،بلد المليون شهيد ،وفي المقدمة الإتحاد العام للعمال الجزائريين بقيادة المناضل عبدالمجيد سيدي سعيد .هذا الإتحاد العريق والسند القوي للحركة النقابية العمالية العربية الموحدة وركيزة الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في شمال أفريقيا ،فقد شهد التاريخ تأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين في 24 فبرايرشباط 1956 ، في خضم معركة التحرير التي خاضها شعب الجزائر ضد الإستعمار . ووفقا للوثائق التي تتناول تاريخ هذا الإتحاد النقابي الوطني ، خاض عمال الجزائر قبل انطلاق شرارة الثورة العديد من النضالات العمالية والإضرابات القوية منها اضراب العمال الزراعيين واضراب عمال الموانئ وغيرها .إن ميلاد الإتحاد العام لعمال الجزائر جاء من رحم الثورة الجزائريةمن طلائع حركة التحرير، بهدف رص صفوف العمال وتعبئتهم من اجل الكفاح ضد الإحتلال الكولونيالي الفرنسي ونيل الاستقلال ، ومن اجل العمل على تدويل القضية الجزائرية ودفع عمال العالم لتضامن ودعم حركة التحررالذي يخوضها الشعب الجزائري ضد الاستعمار ونيل الاستقلال . وقد ساهم في هذا النضال رواد من النقابيين الجزائريين ، منهم من فارقنا وآخرون ما زلوا ينشطون في قيادة الحركة النقابية الجزائرية والعربية والافريقية وبعد ان فقدت الحركة النقابية الجزائرية شهيدها الأمين العام السابق عبد الحق بن حمودة في 28 كانون ثاني 1997 ، وتولى قيادة الإتحاد بعده الأمين العام المناضل عبد المجيد سيدي السعيد ، وله التقدير الكبير في الحركة النقابية العربية والدولية، لما يتمتع به من خبرة نقابية واسعة ولغة الحوار البناء لصالح الطبقة العاملة في بلاده والعالم .
السيدات والسادة
أن للجزئر التاريخ والحضارة والحركة العمالية الناشطة والقوية الموحدة بفضل وبجهود شعبها المجاهد وعمالها المناضلين الذين يمتلكون القدرة و الوعي ، لم تدركهم الأزمة الاقتصادية التي تعصف العالم أجمع بل تعيش في محيطها، ولهذا يمكن أن تخرج منها بسلاسة، فهي الأن رئيسا وحكومة وشعبا وعمالا تتعاون من اجل التكامل الاقتصادي من حقول النفط الى الفلاحة، الصناعات الغذائية وإقامة المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر لتوفير فرص العمل في ظل عالم مليئ بالتحديات والمصعاب...
السادة الأفاضل.
لقد أثبتت الجزائر من جديد وقوفها بجانب أمتها العربية من خلال رفض الإرهاب وهي التي ذاقت مرارته وعانة من غدره واكتوت بنار التكفريين. حتى اخمدتها وانتصرت بفضل وعي شعبها وحزم قيادتها ورباط جاءش قواها الامنية والعسكرية .وتجلى تصريح وزير خارجيتها الذي و صف تحرير مدينة حلب السورية بأنه "هزيمة للإرهاب"، وهو اصطفاف واضح وصريح للجزائر إلى جانب سوريا، وأشادت رسمية بانتصار الجيش السوري في تحرير المدينة من براثن الارهاب واعادت حلب الى حضن الدولة وكنف الشرعية.
كما ان التعاون الجزائري والمصري والتونسي من اجل اعداد الترتيبات لعقد قمة ثلاثية حول الأزمة في ليبيا، في محاولات للقضاء على الارهاب وفضح مموليه وداعميه.من خلال هذه التحركات القومية المتتالية ، تثبت الجزائر بكل نسيجها الوطني وفي مقدمهم العمال ايمانها العميق بوحدة المصير وان ظاهرة الارهاب والتطرف لا تهدد دولة بذاتها، بل تهدد الوطن العربي برمته لا بل العالم أجمع لاسيما قطاعات الانتاج حيث تستهدف دائما ضرب البنية التحتية وتدمير المصانع والشركات والمرافق الحيويةالتي تعتبر مصدر رزق للعمال وتوفير فرص العمل ،ولعلني اليوم أعلن لكم عن معلومات وأرقام حديثصدرت منذ بضعة ايام تكشف حجم الخسائر التى اصابت العالم اجمع جراء العنف والارهاب والتطرف والحروب والتي تتطلب المزيد من التعاون والتحالف لموجهتها ،حيث تشير المعلومات أن الارهاب والعنف والحروب تكبد الاقتصاد العالمي 13.6 تريليون دولار في السنة الواحدة ، وذلك بسبب الإنفاق على الميادين المرتبطة بالعنف والصراعات المسلحة، بحسب تقرير أعده معهد الاقتصاد والسلام، بعنوان "مؤشر السلام العالمي 2016" بان الإنفاق العالمي المرتبط بالعنف والحروب بلغ حوالي 13.6 تريليون دولار، وهو ما يعادل 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.ووجد التقرير أن الإنفاق العسكري بلغ في العام 2015 نحو 6.16 تريليون دولار، ما يعادل 45% من التأثير الإجمالي للعنف على الاقتصاد العالمي "13.6 تريليون دولار".فيما، بلغ الإنفاق على الأمن الداخلي، بما في ذلك الشرطة، والقضاء، ونظام السجون، 3.5 تريليون دولار، وهو ما يقارب 26% من كلفة العنف الإجمالية، أما عمليات القتل فشكلت حوالي 1.79 تريليون دولار من كلفة العنف الإجمالية.واحتلت سوريا، وفق التقرير، المرتبة الأولى عالميا في الخسائر من حيث الإنفاق على العنف بنسبة 54.1% من حجم الناتج المحلي الإجمالي، يليها العراق- 53.5% من حجم الناتج المحلي، ومن ثم أفغانستان- 45.3% من حجم الناتج، وفنزويلا- 42.8% من حجم الناتج، وجنوب السودان- 35.2% من حجم الناتج.وشرح التقرير أن التكلفة الاقتصادية للعنف على المدى الطويل يمكن أن تكون خانقة للبنية التحتية والاستقرار العالمي، وتؤثر على الاستثمارات.وتهدد العمالة.. ولفت التقرير إلى أن تكاليف العنف تعادل عشرة أضعاف قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية العالمية، وأكثر من القيمة الإجمالية للصادرات الغذاء العالمية في العام 2014، وأكثر من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في العام 2014. وقال التقرير، إن نفقات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بلغت في عام 2015 وحده 8.270 مليار دولار، وإن الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الصراعات المسلحة بلغت 742 مليار دولار..واننى اسأل هنا :ماذا لو خصصت هذه الاموال لنبذ العنف والتطرف ونشر السلام ومكافحة الفقر والحد من البطالة واجتثاث الفسد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتقدم واالازدهار ؟!!..
السيدة والسادة.
كل هذه المعطيات والارقام الدقيقة والحديثة تكشف حجم التحديدات وتفرض علينا تعاونا وثيقا من أجل المواجهة ،هي في نفس الوقت تذكرنا بمعلومات وتحديات سابقة ما يضاعف من حجم المسؤولية الماقات على عاتقنا ،وهي معلومات صادرة خلال العام الماضي ،عن البنك الدولي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة ، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمركز التجاري العالمي التابع لمنظمة التجارة العالمية،ومنظمتي العمل العربية والدولية وغيرها ،حيث تكشف تلك التقارير حجم التكلفة الكبيرة التي تكبدها العالم العربي نتيجة الإرهاب وسابقه المشؤوم الربيع العربي من خلال مسح 9 محاور اساسية هي: الناتج المحلي الإجمالي، والقطاع السياحي، والعمالة، وأسواق الأوراق المالية، والاستثمار الأجنبي المباشر، واللاجئين، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة،حيث تشير جميعها إلى أن التكلفة التي تكبدها العالم العربي بفعل الارهاب و الربيع العربي السيء الذكر منذ العام 2010 حتى نهاية العام 2016 وصلت إلى نحو 833.7 مليار دولار أميركي، بالإضافة إلى 1.34 مليون بين قتيل وجريح بسبب الحروب المفتعلة والعمليات الإرهابية، وبلغ حجم الضرر في البنية التحتية ما يعادل 461 مليار دولار أميركي عدا ما لحق من أضرار وتدمير للمواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن، وبلغت الخسارة التراكمية الناجمة عن الناتج المحلي الإجمالي الذي كان بالإمكان تحقيقه 289 مليار دولار أميركي ،كما بلغت خسائر أسواق الأسهم والاستثمارات أكثر من 35 مليار دولار حيث خسرت الأسواق المالية 18.3 مليار دولار أميركي وتقلص الاستثمار الأجنبي المباشر بمعدل 16.7 مليار دولار أميركي، وبيّنت التقارير أن عدم استقرار المنطقة والعمليات الإرهابية تسببت في تراجع تدفق السياح بحدود 103.4 مليون سائح عما كان متوقعاً بين 2010 و2016،كما تسبب الربيع العربي بتشريد أكثر من 14.389 مليون لاجئ، أما تكلفة اللاجئين والنازحين فبلغت 48.7 مليار دولار...وطبعا كان الضرر الاكبر يقع على عمالنا الذي دفع ثمن هذا التدهور الإقتصادي وتدمير البنية التحتية وتخريبالمصانع وقطاعات الانتاج وزعزعت الاستقرار..
الحضور الكريم.
إن التدهور الاقتصادي الناجم عن العنف والارهاب والتطرف لم يصيب العمال العرب وحدهم ،بل عمال العالم اجمع فها هو تقرير صدر منذ ايام عن منظمة العمل الدولية التابعة للامم المتحدة، تقرير "الاستخدام والآفاق الاجتماعية في العالم – اتجاهات عام 2017" ارتفاع عدد العاطلين عن العمل عالمياً في عام 2017 إلى أكثر من 201 مليون، مع ازدياده بمقدار 2.7 مليون عام 2018، لأن وتيرة نمو القوى العاملة تفوق عدد فرص العمل الجديدة.وفي نوفمبر 2016 الماضي اطلقت منظمة العمل العربية التقرير العربي الخامس حول التشغيل والبطالة فى الدول العربية تحت عنوان " دعم القدرة التنافسية لتعزيز القابلية للتشغيل..نحو معالجة اقتصادية مستدامة ..""حيث يهدف التقرير الى الربط بين التنافسية الإقتصادية والتشغيل بما يؤدى الى الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية والبشرية،كشفت خلاله عن تزايد اعداد العاطليين عن العمل ودعت الى المزيد من العمل العربي المشتركة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تصل الى 25 مليون شاب وشابة عاطلين عن العمل ..
الرفاق الأعزاء :
انه في الرابع والعشرين من شهر آذار (مارس) 1956 وعلى ضوء الاجتماع الذي عقدته قيادات نقابية عربية ، أعلن في دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية عن قيام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كإطار معبرٍ عن وحدة نضال الطبقة العاملة العربية،و جاء تأسيس الاتحاد قبل أكثر من نصف قرن تتويجاً لنضالات الطبقة العاملة وتضحياتها الكبرى بهدف إيجاد تنظيم نقابي عربي يعمل على تحقيق تطلعاتها الطبقية والوطنية والقومية"،ويقوي من تلاحمها في الكفاح من اجل مواجهة الإخطار المهددة لأهدافها وطموحاتها المستقبلية، ويضع حجر الأساس لوحدة الأمة العربية لإيمانها المطلق بأن تحرر الأرض العربية من الهيمنة الامبريالية والصهيونية والرجعية بكافة مظاهرها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية مرهون بحجم الدور الذي تؤديه الطبقة العاملة في قيادة المجتمع العربي، وبما يعزز من دورها النضالي في إقامة المجتمع العربي المتقدم و الموحد.. وها نحن، من هنا من أرض المجاهدين من اجل الحرية والتحرر،. الارض المروية بدماء مليون شهيد ارض المناضل الشهيد عبدالحق بن حموده ارض العمال المناضلين ارض الاتحاد العام لعمال الجزائر .. بأن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كان وسيظل أداة تنظيمية موحدة للحركة النقابية العربية للطبقة العاملة العربية في كفاحها القومي من اجل الوحدة العربية، وفي نضالها من اجل العدلة الاجتماعية والكرامة الانسانية، والانتصار لقضايا الحقوق والحريات النقابية ولحق التنظيم، ومدافعا صلبا عن القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى تحريرها من الغصب الإسرائيلي" لتعود القدس قبلتنا وزهرة مدائنن?ا....
الاخوة الأفاضل ...
إننا أذاءهذه التحديات التي يدفع ضريبتها الشعب العربي وفي مقدمته العمال ،ما يوجبنا ان نتوجه بتحية تقدير وإعتزاز للعامل العربي وفي القلب منهم عمال الجزائر الذي يقف صامدا وشامخا ومواصلا لدوره في الكفاح والنضال والعمل والإنتاج ،مما يضعنا نحن قيادات الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، امام مسئوليتنا التاريخية الوطنية والقومية من أجل رص صفوفنا والحفاظ علىوحدتنا وقوتنا في مواجهة مخططات الشرزمة والتفتيت التي تسعى الى تشتيت تلاحمنا وزعزعت تضمننا ..
كما اننا لا يسعنا إلا ان نتقدم بخالص التقدير والإعتزاز للإتحاد العام للعمال الجزائريين بإعتباره سندا قويا للحركة النقابية العربية وركيزة اساس الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب...
كما نكرر شكرنا العميق لقيادات الإتحاد العام للعمال الجزائريين على حسن الإستقبال وكرم الضيافة ..
وفقنا الله وهو ولي التوفيق
*الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
غسان غصن ... "