كلمة الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
في المؤتمر الرابع لـ " بامي" PAME "
في أثينا 19 – 20 / 11 / 2016
الرفيق رئيس المؤتمر
الرفيق جورج بيروس رئيس بامي المحترم
الرفاق الأعزاء أعضاء المؤتمر
يسرني أن أكون بينكم وأن أشارككم انعقاد مؤتمركم العام الرابع وأن أنقل لكم باسمي وباسم الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التحية متمنين لمؤتمركم النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة منه، إنه لأمر يدعو إلى الاعتزاز بأن يكون في مؤتمركم هذا أكثر من 1000 من القادة النقابيين المتمرسين في النضال ذوي التوجه الطبقي في بلدكم العزيز اليونان الذي يعاني من ظروف اقتصادية صعبة كما هو في غالبية بلداننا العربية.
الرفاق الأعزاء أعضاء المؤتمر
سوف يكون نضالنا نحن في الطبقة العاملة صعباً وطويلاً لكننا مصممون على مواجهة قوى الرأسمال المتحكم بالاقتصاد العالمي وبالليبرالية المتوحشة عديمة الرحمة.
إننا في اتحادنا – الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب – نؤكد دائماً على ممارسة الديمقراطية النقابية التي أراها واضحة في مؤتمركم هذا وفي نفس الوقت نعمل من أجل وحدة الحركة النقابية واستقلاليتها ونرى أن التعددية النقابية الفوضوية التي تأتي بدعم من الخارج من أجل تفتيت الحركة النقابية وتأسيس نقابات ركيكة تؤدي الى هدم الصرح النقابي العظيم. ونؤكد دائماً في لقاءاتنا المتنوعة على تعزيز الحوار الاجتماعي في إطار الحريات النقابية ليكون المجتمع متماسكاً ونعمل على مأسسة المفاوضات الجماعية سبيلاً لانتزاع حقوق العمال في أن يكون الحد الأدنى للأجر يضمن حياة كريمة للعامل ، وأن يكون العمل لائقاً مصان وساعات العمل محددة وغير مرهقة وسن التقاعد مناسباً، ومساواة المرأة والرجل في الأجر بالعمل الواحد ومحاربة عمالة الأطفال وتعزيز قطاعات الإنتاج لخلق فرص عمل للحد من البطالة.
كما أننا نناضل من أجل زيادة التقديمات الاجتماعية وحماية مؤسسات الضمان الاجتماعي التي يجري الاعتداء عليها وتهميش دورها ونتصدى لسياسات فرض الضرائب الجائرة والمرهقة.
الرفاق الأعزاء،
أود أن أغتنم فرصة وجود قادة نقابيين مناضلين ووفود دولية من نقابات العمال في جميع القارات لأطرح أمامهم رغبتنا بأن يكون فريق العمال في المؤتمرات الدولية لا سيما مؤتمر منظمة العمل الدولية في جنيف الدورة / 105/ أكثر تماسكاً ومتضامناً مدافعاً عن قضايانا العادلة بإرادة وتصميم حر نابع من استقلاليتنا وتمثيلنا للملايين من العمال حيث لا انتاج وتنمية وتطور وازدهار بدون سواعد العمال. إن الروح النضالية لقادة العمال في العالم يجب أن تبرز وتتعزز في هذا المحفل الدولي الهام.
الرفاق الأعزاء ،
بالقرب من بلدكم العزيز في منطقتنا العربية تتغول قوى الامبريالية العالمية وتدفع بأعداد المرتزقة والإرهابيين ليعيثوا فساداً ودماراً وتقتيلاً في بلداننا من أجل الاستيلاء على مواردنا ونهب ثرواتنا واستثمار الإرهاب من أجل تصدير الأسلحة لقتل أبناء شعبنا .
إن الإرهابيين وداعميهم من قوى إقليمية يجدون تمويلاً ومساندة من بعض الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية لإبقاء دولنا مقسمة ومضطربة لا تنعم بالاستقرار وفرص التنمية وتعلمون كم هو مؤثر على الطبقة العالمة وزيادة بؤسها. إن الإرهاب والصهيونية وجهان لعملة واحدة، فما يجري في أرضنا في فلسطين المحتلة من إرهاب الدولة تستخدم العنف والاغتيال والاعتقال وجرف البيوت وتهجير أصحابها بأبهى مظاهر التمييز العرقي والديني لا يختلف على الإرهاب الذي يجري في سوريا واليمن حيث الحرب الكونية الإرهابية تمعن قتلاً وذبحاً وهدماً وحرقاً للبيوت وتهجير أصحابها كما في العراق ومصر ولبنان حيث الإرهابيين يغدرون بالمارة من المدنيين لا سيما العمال الساعين إلى رزقهم بالانتحاريين والسيارات المفخخة فضلاً عن الحصار الاقتصادي المفروض على دولنا من أجل المزيد من إفقارنا، إلا أننا سنقاوم هذا الإرهاب والدول الداعمة له .
أيها الرفاق الأعزاء،
لقد عقد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الممثل الوحيد للحركة النقابية العربية مؤتمره العام الثالث عشر خلال شهر مايو/أيار الماضي وانتخب قيادته الجديدة وإنني أعبر أمامكم عن استعدادنا للتعاون معكم وبين اتحاداتنا الأعضاء واتحاداتكم لنصل إلى تضامن نقابي عمالي عالمي يصون الحقوق ويحمي الحريات النقابية وحق التنظيم من أجل إحقاق العدالة الاجتماعية.
أيها الرفاق أشكر لكم استماعكم ولنرفع صوتنا عالياً في مواجهة الاستغلال والتعدي على حقوق العمال من قبل القوى الامبريالية العالمية والليبرالية المتوحشة مصاصي دماء الفقراء.
تحية إلى مؤتمر بامي في مؤتمره العام الرابع وإلى مزيد من النضال دفاعاً عن الكرامة الإنسانية .
غســــان غصـــــن
الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب