غصن في مؤتمر العمل الدولي في جنيف
(وطنية اقتصادية)
أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان غسان غصن، في كلمة ألقاها في الدورة 105 لمؤتمر العمل الدولي في جنيف الذي تنظمه منظمة العمل الدولية سنويا في حضور ممثلين عن الحكومات وأصحاب العمل والعمال من 187 دولة عضوا، "أهمية التوقيت الذي تأتي فيه فعاليات هذا المؤتمر".
وقال غصن: "ان أهمية هذا المحفل الدولي تكمن في الملفات التي يناقشها المؤتمر الخاصة بالعمل في خدمة السلام والأمن والقدرة على مواجهة الكوارث، فضلا عن الآثار المترتبة على إعلان منظمة العمل الدولية بشأن العدالة الاجتماعية من أجل عولمة عادلة، والنظر في التعديلات على قانون اتفاقية العمل البحري، بخلاف قضايا العمل الجبري، وعمالة الأطفال، وأيضا تقرير المدير العام غاي رايدر عن "الفقر"، كما يتضمن المؤتمر جلسات للجنة المعايير الدولية التي تقدم تقريرا حول حالة الحريات النقابية والعمالية في بعض البلدان".
واعتبر ان "هذا المؤتمر الدولي فرصة للقاءات تنسيقية، بحثا عن توافق عربي حول ترشيحات أطراف الإنتاج الثلاثة لعضوية مجلس إدارة مكتب العمل الدولي 2017 - 2020 اضافة إلى دعم الترشيحات العربية لشغل أي من المناصب المنبثقة عن المؤتمر، والتنسيق حول دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان الصارخ الذي يتعرض له، من خلال الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والاراضي العربية المحتلة الأخرى على هامش أعمال المؤتمر.
وقال: "ان تقارير ومعلومات وارقام منظمة العمل الدولية خلال الشهور القليلة الماضية حول اوضاع عالم العمل والعمال مفزعة، وتحتم علينا التكاتف دوليا لمواجهتها"، مشيرا الى تصريحات المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر عن أن ربع عمال البلدان النامية يعيشون على دخل يتراوح ما بين 2 إلى 4 دولارات يوميا، موضحا أن هذه المجموعة التي تقبع قرب خط الفقر معرضة باستمرار لخطر الانزلاق نحو براثن الفقر إذا لم تتمكن من العمل جراء اعتلال الصحة على سبيل المثال، مشيرا الى انه سوف ينضم بين عامي 2015 و2030 نحو 570 مليون شاب وشابة إلى قوة العمل في العالم، خصوصا في أفريقيا وجنوب آسيا، ولا يزال الفقر المدقع يشكل آفة تؤثر على حياة مئات ملايين الأسر والمجتمعات في جميع أرجاء المعمورة، واشارته إلى عدم قدرة 780 مليون عامل وعاملة على كسب ما يكفي للارتقاء بأنفسهم وأسرهم إلى ما فوق خط الفقر الذي يبلغ دولارين يوميا، وهذا الرقم يعادل ثلث عدد العمال في الدول النامية".
وأكد غصن "ان المخاطر التي تواجه العالم أجمع جراء ظاهرة البطالة تحتاج الى تكاتف وتعاون وتنسيق للخروج بقرارات وعمل مشترك من أجل مواجهتها، عن طريق دعم المشروعات الصغيرة، تسهيل تنقل الايدي العاملة بين البلدان، إقامة المشاريع العملاقة التي تستوعب عمالة كثيفة، دعم برامج التنمية في العالم وخلافه"، مشيرا الى ان "استمرار ارتفاع معدلات البطالة عالميا وتواصل العمالة في ظروف غير مستقرة يؤثران بشدة على أسواق العمل في العديد من اقتصادات الدول الناشئة والنامية"، مستشهدا بتقرير "العمل الدولية" حول البطالة لعام 2016 الذي توقع إرتفاع عدد العاطلين بمقدار 2,3 مليون ليصل إلى 199,4 مليون في نهاية العام". وقال: "تعد هذه الأرقام أكبر بكثير من معدلات ما قبل الركود الاقتصادي".
وأوضح "أن الأرقام التي لدينا تؤكد أن هناك 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع، اضافة إلى 434 مليون عامل يعيشون في فقر متوسط، و 533 مليونا على حافة الفقر"، وقال: "من المؤسف أن العمل لا يضمن للكثير من الناس حول العالم الهروب من الفقر، هناك حوالى 1.5 مليار شخص تقريبا يعملون في ظل تلك الحالات الهشة، ويمثلون ما يعادل 46% من القوى العاملة العالمية. إنه أمر مثير للقلق، فهذه الأرقام في تزايد وليس العكس،.حسب معلومات منظمة العمل الدولية نفسها".
وختم غصن: "نحن في الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ندعو إلى حركة نقابية متحررة من التبعية وأغلال العبودية والخضوع إلى هيمنة القوى الرأسمالية المتوحشة والنيوليبرالية، والى تحطيم أصنام التخلف والرجعية والقوى الظلامية التكفيرية والقضاء على الجماعات الإرهابية التي تقتل النفوس قبل أن تذبح الأجساد وتسمم العقول قبل أن تقطع الرؤوس، وذلك لا يكون الا بالعودة إلى نور دين المحبة وآيات الإسلام السمح فضلا عن التمسك بثوابت الحرية والاستقلالية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية".