المياومون وعقود مقدمي الخدمات
باسكال صوما - (السفير الاقتصادي)
تستمرّ أزمة مياومي «مؤسسة كهرباء لبنان» الذين ما زال مصيرهم غير مؤكّد، برغم النضالات والمطالبات المستمرة لإنصافهم. وربما يكون انتهاء عقد شركات مقدمي الخدمات في نهاية شهر آذار المقبل، في حال لم يمدد لها، خبراً سعيداً في صفوف المياومين، إذ من الممكن أن تتسع دائرة الشواغر ويصل المياومون إلى الهدف المنشود: التثبيت.
في هذا السياق، توضح مصادر المياومين وجباة الاكراء لـ «السفير» أنه «حتى الآن لم يتمّ استكمال استدعاء الناجحين في مباراة فئتي 4/1 و4/2 بعدما سوّيت أمورهم، والاسباب غير واضحة في هذا الشأن»، مشيرةً الى أن «البعض يرجّح أن تقوم مؤسسة كهرباء لبنان باستدعاء هؤلاء البالغ عددهم 130 مياوماً بعد 15 شباط الحالي». كذلك تؤكد المصادر أن «اللجنة الثلاثية المؤلفة من وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء لبنان ومجلس الخدمة المدنية، كان من المفترض أن تجتمع بعد شهرٍ من صدور نتائج الفئتين 4/1 و4/2، وذلك لتحديد مستوى امتحانات الـ5/1 ومستوى الشهادات المطلوبة وما الى هنالك من تفاصيل، إلاّ أنّ هذه اللجنة لم تجتمع حتى الآن، علماً أنّ أشهراً طويلة مرّت على صدور النتائج».
مصير الشركات
في المقلب الآخر، ما زال مصير شركات مقدّمي الخدمات في «مؤسسة كهرباء لبنان» معلّقاً من دون كلمة حسم واحدة. سيناريوهات كثيرة تطلق هنا وهناك، إنما لا شيء نهائيّا حتى اللحظة، إذ إنّ شدّ الحبال بين وزارتي الطاقة والمياه من جهة والمال من جهةٍ أخرى، مستمرّ إنما بعيداً عن التصريحات العلنية. ففيما ما زالت وزارة الطاقة تدافع عن الشركات مطالبةً بالتجديد لها مدة سنتين، برغم الأوضاع المالية الصعبة التي تعاني منها بعض هذه الشركات، تفيد مصادر متابعة «السفير» بأن «وزارة المال غير راضية عن اداء مقدمي الخدمات وهي تحضّر الملفات المناسبة للتصدي لمحاولات التجديد لها، بعد انتهاء مدة العقد معها، مستندةً إلى تقارير التفتيش المركزي وغيره من الاجهزة الرقابية المختصة التي أبدت علامات استفهام عديدة حول أداء الشركات خلال هذه الفترة واستيفائها الشروط المطلوبة».
وإذ تكثر الاعتراضات على أداء شركات مقدّمي الخدمات، تسجّل نقابة موظفي مؤسسة الكهرباء موقفاً في هذا السياق فتتفق مع المياومين، مؤكّدةً رفضها للتمديد. وتعتبر مصادر نقابية أنّ «شركات مقدّمي الخدمات أساءت الى كهرباء لبنان، ولم تسهم في أي شكلٍ من الإشكال في تحسين الانتاجية أو الأداء العام للمؤسسة، بل زادت التعقيدات والمشكلات، ولم تحقق الآمال المرجوّة منها»، مطالبةً «بعدم التجديد للشركات حرصاً على مصلحة كهرباء لبنان من جهة ومصلحة المواطن اللبناني من جهةٍ أخرى». وتوضح مصادر متابعة أنّ «هذا الخلاف حول التمديد لشركات مقدمي الخدمات، من شأنه أن يدعم قضية المياومين»، معتبرةً أن «الإصرار على فشل مقدمي الخدمات وعدم تمديد العقود لها، يحتّم نوعاً من الفراغ في عمل مؤسسة الكهرباء، ما يفتح المجال للمياومين للدخول الى المؤسسة وتسيير امورها، كونهم الأكثر معرفةً بها، والأكثر خبرةً بطبيعة الحال».
وعن التحرّكات المقبلة للمياومين توضح مصادر متابعة لـ «السفير» أن «تنظيم اعتصامات مستبعد في الوقت الحالي، والوقت الآن مرهونٌ للانتظار لمعرفة أيّ كفةٍ سترجح وما سيكون القرار النهائي بشأن المياومين من جهة ومقدّمي الخدمات من جهةٍ أخرى، فهذه القضية في الواقع هي قضية واحدة». وتتوقع مصادر أخرى أن «توحّد المعاناة العمّال والمياومين وينزلوا إلى الشارع في تحرّكاتٍ مشتركة، وذلك للمطالبة بحقوقهم وحقوق مؤسستهم وديمومة العمل فيها، إنما ذلك يعود لما ستحمله الفترة المقبلة من مستجدات».
باسكال صوما