الرئيس سلام : نمرّ في مرحلة صعبة لكننا نحاول إيجاد الحلول
(الديار الاقتصادي)
أمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان تلتزم جميع القوى السياسية تفعيل عمل مجلس الوزراء وأن تعمل على تجاوز الحساسيات والمصالح من اجل حماية البلاد.
كلام الرئيس سلام خلال رعايته في السراي الكبير، مؤتمرا دعت اليه وزارة الصحة لاطلاق «مشروع الرعاية الأولية الشاملة»، في حضور وزير الصحة وائل ابوفاعور ووزراء ونواب حاليين وسابقين، وممثلين عن مؤسسات القطاع الصحّي الأهلي وعن الجهات المعنيّة كمنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والبنك الدولي، وسفارات الدول المانحة، ومفوضية شؤون اللاجئين، والاتحاد الأوروبي، والسلطات المحليّة والبلديات ومراكز الرعاية الصحّية الأوّليّة الى جانب حشد من الشخصيات الإجتماعية ووسائل الإعلام.
وقال سلام «نحن نتخبط جميعا في أوضاع استثنائية تفرض نفسها علينا في ظروف استثنائية تتطلب الكثير من الوعي والإدراك والعناية والصبر. فكيف نواجه هذه المرحلة الصعبة؟ نواجهها بثقة وعطاء وانتاج. نعم نحن نمر في مرحلة صعبة، لكن ذلك لن يثنينا ابدا عن الإستمرار في المحاولة لإيجاد الحلول والمخارج ».
أضاف «بكل موضوعية وتواضع اقول انني شخصيا لن اتخلى لحظة عما هو من مسؤوليتي وما علي القيام به لحماية لبنان واللبنانيين. واغتنم هذه المناسبة لأشدد على اهمية استكمال الجسم اللبناني لرأسه من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، ولن أدع مناسبة الا وأدعو لذلك يقينا مني ان الجسم بدون رأس هو غير مكتمل وغير فاعل ».
} أبو فاعور }
أما وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور فاستهل كلمته بالقول « في زمن التيه الرئاسي الذي يبدو مديدًا، وفي زمن السؤال اللبناني المشروع والمحق حول بقاء الدولة أو زوالها، نحاول اليوم برعاية الرئيس تمام سلام، وباحتضانه ودعمه الذي اعتدنا عليه في وزارة الصحة على مدى الأشهر الماضية، أن نقول إن هذه الدولة قابلة للبقاء ونحاول التعبير عن طموح إضافي بالقول أيضا إن الوظيفة الإجتماعية للدولة قابلة للتطوير».
وتابع أبو فاعور «الطامة الكبرى تتمثل في حجب المساعدات الدولية عن لبنان، هذا قبل أن تغير جثة الطفل إيلان وقوارب الموت في البحار بعض المصالح وليس القناعات التي آمل أن تتحول مساعدات مالية للبنان كي يستمر في القيام بواجباته في هذه المحنة المتمادية التي يعيشها الشعب السوري».
وأعلن الوزير أبو فاعور أن إطلاق الرعاية الأولية الشاملة هو «خطوة أولى على طريق التغطية الصحية الشاملة». ولفت إلى «المحاولات الكثيرة لإقرار مشروع التغطية الصحية الشاملة من قبل أكثر من وزير ونائب « مشيرا الى أن النقاش لا يزال مستمرًا بشأنه وأن وزارة الصحة تعكف من جهتها على إعداد مشروع جديد.
وكان المؤتمر قد بدأ بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة ترحيبية للإعلامية روى الأطرش، ثم قدمت رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية الدكتورة رندة حمادة لمحة عامة عن الرعاية الصحية الأولية في لبنان. وأعلنت أن برامج شبكة الرعاية الصحية الأولية تشتمل على البرنامج الوطني للتحٍصن وبرنامج دمج خدمات الأمراض غير الإنتقالية ومرصد وفات الأمات والرضّع وبرنامج دمج تشخيص وعلاج سوء التغذية وبرنامج الصحة النفسية وبرنامج صحة الأم والطفل وبرنامج دعم التكامل في تقديم الخدمات الأساسية لتلبية الحاجات.
} القطاع الصحي الأهلي }
وبعد إطلاق الاعلان التلفزيوني للحملة الوطنيّة لمراكز الرعاية الصحيّة الأوّليّة: صحتك مش حزورة، ألقى خالد قصقص كلمة القطاع الصحي الأهلي، فأشار إلى أن الجمعيات الأهلية التي تشارك في برامج الرعاية الصحية الأولية تمثل معظم القطاعات والتيارات السياسية والطائفية والمذهبية، مضيفا أن الشـراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع الأهلي أثبتت نجاحها وهي ستبقى قدوة لعمل كافة القطاعات، كونها تعتبر أساسًا للنهوض بالوطن.
ثم تحدث الدكتور وليد عمار فأوضح الخدمات التي يغطيها مشروع الرعاية الصحية الشاملة، وهي جميع خدمات تعزيز الصحة والوقاية والتشخيص والعلاج خارج المستشفى إضافة إلى تغطية الإستشفاء 100% للأكثر فقرًا. وتشتمل الخدمات على التالي: زيارات منزلية للمواطنين المستهدفين لالحاقهم بالمشروع، ارشاد صحي وتعزيز الممارسات الصحية، الإكتشاف المبكر والمنظم للأمراض من خلال رزمات من الفحوصات والتحاليل محددة وفقاً للجنس والعمر، رزمة خاصة بالنساء الحوامل والعناية قبل وخلال وبعد الولادة للأم والطفل، رزمة خاصة بالأمراض فير الإنتقالية مع التركيز على ضغط الدم والسكري، توفير الأدوية الأساسية والإحالة إلى المستشفيات الحكومية للفحوصات الخارجية او الإستشفاء وفقاً للحاجة والمتابعة، ملف طبي الكتروني: السوابق الطبية، نتائج التحاليل، الأدوية، وبرنامج المتابعة. وأعلن الدكتور عمار أنه بإنتظار العقد الإجتماعي الجديد وتأمين التمويل لتلبية رغبات المواطنين، تمضي وزارة الصحة العامة قدماً في تأمين رعاية اساسية شاملة مضمونة الجودة ضمن الإمكانات الحالية، مضيفا أن هذا سيستوجب زيادة 10% على موازنة وزارة الصحة مخصصة لهذا المشروع ابتداءً من العام 2017.
وكانت كلمة كذلك للمدير الإقليمي للشرق الأوسط في البنك الدولي فريد بلحاج، الذي أشار إلى أن دعم البنك الدولي لمشروع وزارة الصحة يهدف إلى الحد من الأعباء التي تلقى على عاتق اللبنانيين من جراء الأزمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان الذي لقن العالم درسًا في الإنسانية والنخوة من خلال استضافته للاجئين. ووجه بلحاج نداء للدول التي ستجتمع في الرابع من شباط المقبل، لتوفير الدعم للبنان لتخطي هذه الأزمة خصوصا أن الدعم حتى اليوم للبنان غير كاف.