لنظام متكامل للتقاعد والحماية الاجتماعية
11/18/2013
غصن: نسعى لنقطة انطلاق تسمح بالعبور إلى نظام متكامل للتقاعد والحماية الاجتماعية
رزوق في ندوة عن التقاعد:أين التخطيط العربي المشترك لخلق فرص العمل؟
----------------------------------------
كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان السيد غسان غصن
في افتتاح الندوة المتخصصة حول: «التقاعد والحماية الاجتماعية»
بيروت، في 15/11/2013 – مقر الاتحاد – كورنيش النهر.
- معالي راعي هذه الندوة، الوزير الصديق القاضي سليم جريصاتي المحترم،
ممثلاً بسعادة مدير عام وزارة العمل بالإنابة الأستاذ عبد الله رزوق،
- الأخوة رئيس وأعضاء اتحاد المتقاعدين العرب،
- الزملاء أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام،
- الأصدقاء ممثلي وسائل الإعلام،
- أيها الحفل الكريم،
يسرّنا ويشرّفنا أن نستضيف قيادة اتحاد المتقاعدين العرب للاستفادة من هذه التجربة النقابية والعمالية إبّان عطائهم في ميدان النضال النقابي دفاعاً عن حقوق العمال وحماية تنظيماتهم النقابية وتحقيق شروط عمل أفضل تأميناً للعمل اللائق والأجر العادل والتقديمات الاجتماعية التي ما هي إلاّ حقوق اجتماعية.
كما يسعدنا أن نطلق من هذا اللقاء برنامج الاتحاد حول نظام «التقاعد والحماية الاجتماعية» لما لهذا الموضوع من صلة لصيقة بالعمال الناشطين في مرحلة الإنتاج وصولاً إلى مرحلة التقاعد.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أدركت المجتمعات المتقدّمة مبكراً أهمية ودور فئة الأجراء المتقاعدين في حياة المجتمع فسعت إلى إنشاء التنظيم النقابي الخاص بهم وعملت على ضمان تحسين حياتهم وتقاعدهم وكرامتهم وذلك عبر سلسلة من النضالات النقابية التي توجّت بأنظمة متخصّصة ومستقرّة للتقاعد مع مختلف جوانب الحماية الاجتماعية وخصوصاً في المجال الصحي، فضلاً عن رعاية تفضيلية في الكثير من مرافق حياتهم.
وقد ازداد قطاع المتقاعدين أهمية مع الازدياد الكبير في حجم هذا القطاع ومع ارتفاع متوسط العمر على المستوى العالمي وكذلك مع انخفاض سن التقاعد وهذا ما جعل عن حقّ تسمية سن التقاعد هو العمر الثالث للإنسان لما يتمتّع به من حيوية وطاقات اقتصادية وثقافية وتجارب غنية فضلاً عن كونه امتداداً لسنواتٍ طويلة من الكفاح والإنتاج وخدمة المجتمع وتقدّمه.
السيدات والسادة،
في موازاة عملنا الدؤوب لتكريس التنظيم النقابي الخاص بالأجراء المتقاعدين ضمن نظام ونشاط الاتحاد العمالي العام، ينخرط اتحادنا ومنذ سنوات وبالأخصّ في السنتين الأخيرتين في عمل مركّز يحتلّ الأولوية المطلقة من أجل تحقيق المطلب المزمن والعادل لعمال لبنان ألا وهو الانتقال من نظام تعويض نهاية الخدمة إلى نظام للتقاعد والحماية الاجتماعية أو ما يسمّى بـ «ضمان الشيخوخة».
فمنذ تأسيس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعية في أوائل ستينات القرن المنصرم اعتبر نظام تعويض نهاية الخدمة القائم نظاماً مؤقتاً، ولكن عملاً بالقاعدة اللبنانية يصبح المؤقّت دائم والاستثناء قاعدة سواء لأسباب موضوعية أو نتيجة توجّه سياسي مقصود.
ولكي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة وجدنا أنّ أفضل وسيلة لمقاربة هذا الموضوع بصورةٍ عملية هو أن نبدأ بإنجاز هذا النظام على مرحلتين، الأولى من خلال الرعاية الصحية والاستشفائية للعمال المضمونين المتقاعدين ولسائر من همّ على عاتقهم، وذلك بناءً على دراسة علمية تؤمّن التوازن المالي والديمومة لهذا النظام وأردنا من خلال هذا المشروع الذي سنقيم حوله مجموعة من ورش العمل لإغنائه لدى النقابيين والعمال والجهات المعنية أن نضع نقطة انطلاق تمهيدية حقيقية وعملية تسمح بالعبور إلى نظام متكامل للتقاعد والحماية الاجتماعية كحقّ من حقوق العمال في لبنان من أجل إنهاء هذا النظام البائس الذي لا يثمن ولا يغني عن جوع.
إنّنا على ثقة بأنّ التعاون مع معالي وزير العمل ومجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومجلس إدارته ومع ممثلي هيئات أصحاب العمل سيبصر النور في أقرب وقت ممكن.
هذا على المستوى الوطني أمّا على المستوى العربي فلا بدّ أن نتناول في جلسة الافتتاح هذه وممّا يتيحه الوقت لنتحدّث في ما آلت إليه الأمور بعد أن أطلقت الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين برنامج الشرق الأوسط الجديد عبر وزيرة خارجيتها المندوب السامي للمنطقة العربية كوندليسا رايس في حينها تحت عنوان «الربيع العربي» الذي ما أتى على أمّتنا العربية إلاّ وبال شتاءٍ أسود انهمر علينا من براكين قذفت شعوبنا بحممم الكراهية والتعصّب والتكفير والقتل والدمار. أمّا ما نالنا من هذا البرنامج على المستوى النقابي، فهو إيلاء الحركة النقابية العربية إلى متعهّد الشرذمة والتفتيت «الاتحاد الحر» أي الكونفدرالية النقابية الدولية ITUC والتي عهد إليها تحت عنوان التعدّدية والاستقلالية لشرذمة الحركة النقابية العربية وتفتيتها وزعزعة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب على المستوى القومي والتعدّدية النقابية على المستوى الوطني وذلك من أجل القضاء على وحدة العمل العربي المشترك وتضامن عماله الذين يشكّلون حدّاً منيعاً في مواجهة العدو الصهيوني ومقاومة الاحتلال والنضال من أجل استعادة الحقوق المسلوبة في فلسطين ومواجهة التطبيع التي فضحت وكالة أنباء العمال العرب على أكثر من 30 حلقة مؤامرة الاتحاد الحرّ – الكونفدرالية النقابية ومجموعة الخونة من بعض الاتحادات النقابية العربية التي تسعى إلى إنشاء اتحاد نقابي عربي شرق أوسطي يفسح الطريق للهيسترودوت الإسرائيلي ليكون عضواً ساماً في الحركة النقابية العربية.
يبقى أن أطمئن المتقاعدين العرب واتحادهم الأصيل أنّ الدرب التي سرتم عليه والأمانة التي عهدتموها إلينا ستبقى أمانة في أعناقنا ومسيرتكم النضالية المقاومة ستظلّ منبراً نقتدي به وشعلة تهدي طريق النقابيين العرب المناضلين من أجل الكرامة والعزة والحرية.
الأصدقاء الأعزاء،
نتمنى لهذه الاجتماع النجاح في أعماله ونتمنى لاجتماعاتكم في ربوع بلدنا الخير والتوصّل إلى القرارات والتوجهات التي من شأنها تعزيز المتقاعدين والارتقاء بأوضاعهم وحفظ كرامتهم.
وشكراً لكم جميعاً.
***********************
كلمة مدير عام وزارة العمل بالإنابة الأستاذ عبد الله رزوق
في افتتاح الندوة المتخصصة حول: «التقاعد والحماية الاجتماعية»
بيروت، في 15/11/2013 – مقر الاتحاد – كورنيش النهر.
يشهد العالم العربي في هذه الأيام حالةً من الفوضى التي وصفها مبتدعوها «بالخلاّقة» فطالت البشر والحجر ودخلت إلى قلب الكيانات لتفتك بنسيجها السكاني والاجتماعي واضعةً الضمير الإنساني والعدالة في غيبوبة مقصودة لتحلّ الغرائز ومنطق الجريمة الأولوية في صدارة الأحداث، فبدل التطور والتقدّم وتعزيز العدالة الإنسانية ومجاراة الحضارة الراقية سيطرت شريعة الغاب على الساحات التي شهدت ثورات سمّيت زوراً ربيعاً عربياً، فإذا بها تخفي خريفاً لا بل شتاءً عاصفاً مدمّراً هائل القوة والعنف غيّر وجه الحضارة العربية والقومية العربية من المحيط إلى الخليج.
هذه الفوضى التي ضربت حياة الناس وزرعت الهلع والخوف في قلوب الأطفال والنساء والرجال وزادت حدّة الفقر والحرمان في العائلات ورفعت من منسوب الحاجة كما سلخت هؤلاء عن أرضهم ومواقع عملهم.
أنتم أيها العمال والمنتجون تدفعون اليوم ضريبةً بوجه الجهل والتآمر على مجتمعاتكم إنها ضريبة الدم والتضحية فمؤسساتكم الإنتاجية التي بذلتم من أجلها عرق الجبين دمّر القسم الأكبر منها وبات القسم الآخر مهدّداً بالإغلاق والإفلاس.
أنتم أيها العمال، الكتلة الإنسانية والبشرية الأقوى التي بإمكانها أن تغيّر وجه العالم وتحطّم قيود الاستقلال والاستعباد وتضع حدّاً للمتآمرين على كياناتكم ومجتمعاتكم،
أنتم أيها العمال الخزّان البشري الذي يرفد عروق الأمة بالدم النقي والذي يسيطر على قدراتكم بوجه الهجمة الشرسة لحوت المال المتسلّل في غفلةٍ من الزمن تارةً تحت شعار الإصلاح والعدالة المغلّفة بالحقد الدفين وطوراً تحت شعار الدين والطائفية البغيضة لإثارة النعرات وزيادة حدّة الصراعات والنزاعات كي لا يبقى حجر على حجر.
وجودكم مهدّد بالزوال فقراؤكم سيكبر حزبهم بهدف بلوغكم حدّ الاستسلام. المؤسف جداً والخطير جداً هو اختفاء الشعرات البرّاقة والرنّانة التي أخذت حيّزاً من الزمن والتي رمي بها في مدافن التاريخ.
أين التضامن العربي بوجه الهجمة الشرسة للمستعمرين القدامى الجدد. أين الوحدة القومية والوطنية أين التضامن العربي من المحيط إلى الخليج. أين السوق العربية المشتركة التي خرجت من الأفواه إلى غير رجعة. أين الاندماج للقوى العربية العاملة في ظلّ الحواجز المختلفة والمانعة لوحدة الشعوب العربية وتنقّل الأيدي العاملة العربية بحرية في أرجاء العالم العربي دون حواجز وهمية.
أين التخطيط العربي المشترك لخلق فرص عمل لمئات الآلاف لا بل الملايين من الشباب العربي المثقّف والمتخصّص في شتّى فروع العالم والمعرفة والذي يعاني بطالةً لا حدود لها ألزمته بالكفر والتقوقع وشلّ قدراته وهو بحالةٍ مزرية تقفل بوجهه أبواب المستقبل الزاهر ويستعاض عنه باليد العاملة الأجنبية التي غزت أسواق العمل العربية.
إنه الزمن الرديء الذي يحيط بكم وبنا من كلّ حدبٍ وصوب فهل نحن أمام واقع الهجرة أو الاستسلام أو الزوال،
لا حلّ إيجابياً يلّوح في الأفق ويفتح ثغرةً في نفق الأزمات الحاضرة وفي ظلّ الوضع الحالي من التشتت والتفرّق العربي الذي انعكس فقراً وانخفاضاً في مستوى الحياة وتراجعاً في القدرة على البقاء. إنه الربيع الإسرائيلي الصهيوني الذي أفرز إهمالاً مقصوداً للصراع العربي الإسرائيلي ونتيجته المزيد من التقهقر وتراجع الموقف العربي الموحّد ولا سيما في القضية الفلسطينية.
أهلاّ بكم أيها السادة في بلدكم لبنان الذي سيبقى موئلاً للحرية ومحطةً هامة في التقاء الإرادات العربية الحرّة وأنتم أحرار شرفاء.
بإسمي وإسم معالي الوزير جريصاتي نرحب بكم ونتمنى لكم إقامةً سعيدة في الربوع اللبنانية ونجاحاً في مهامكم، وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.