5/12/2017 
 
 
كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر
خلال الاحتفال بمناسبة عيد العمال والاحتفال التكريمي لرئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس التنفيذي برعاية دولة الرئيس نجيب ميقاتي
11 ايار 2017
الكورة – راسمسقا

- دولة الرئيس نجيب ميقاتي – راعي الاحتفال،
- قطاع النقابات في جمعية العزم والرعاية الاجتماعية،
أتقدم منكم بالتهنئة بمناسبة  عيد العمال العالمي ، من محافظة شمال لبنان والشمال مركز القلب ،
من طرابلس عاصمة الشمال ،
من الميناء من التبانة من أبي سمراء وعزمي والمعرض وجبل محسن وكل أقضية الشمال ،
أوجه إلى عمال الشمال ونقابييه ألف تحية عمالية ، وبعد ،
إخوتي العمال ،
وقبل البدء بسرد قضايا عمالنا ، فإننا ندعو إلى إقرار قانون عصري للانتخابات يعكس بشكل حقيقي إرادة المواطنين ويمثل اللبنانيين بمختلف شرائحهم أفضل تمثيل بمن فيهم المرأة والشباب وفق قانون عصري للانتخابات النيابية ، وعلى الصعيد الأمني فإننا ندعو إلى دعم الجيش والقوى الأمنية والشعب في مواجهة ومقاومة العدو الإسرائيلي والإرهاب العلني والمستتر الذي يدمّر مجتمعاتنا ويقسّمها طوائف ومذاهب وفئات متناحرة ليسهل سرقة مقدراتها وثرواتها.
أيها الحضور الكريم ،
من الشمال نبدأ وإلى الشمال نعود ، حيث الحرمان يتغلغل بين أبناء هذه المنطقة العزيزة ودولتنا صماء لا تسمع ، فهي لم تقرأ أن 57 % من عائلات طرابلس محرومة و26 % محرومة جدا ،
لم تسمع أن  87 % من الأسر في منطقتي التبانة والسويقة تعاني من الحرمان ،
إن دراسات المدن الحضرية تقول أن احزمة البؤس تتشكل حول المدن الكبرى ولكن في الشمال انقلبت المقاييس ، وكحال معظم المناطق اللبنانية ، فقد أصبح الحرمان هو السمة الأبرز في حين أن الرفاه هو الاستثناء ،
إننا من الشمال ، نستصرخ ضمائر المسؤولين ، فهلا من يقظة بعد غفوة طال أمدها؟
هل من سامع يسمع مزامير الفقر والعوز تقرع الأبواب  ؟؟؟؟
إننا كقيادة للاتحاد العمالي العام ندعو الدولة الى المبادرة فورا بما يلي :
1-  البدء بإقرار وتنفيذ مشاريع تنموية كبرى للتنمية الاقتصادية وخاصة في الشمال اضافة الى تشجيع  الاستثمار وتعزيز دور التنمية الريفية المناطقية في النشاط الاقتصادي وليس مجرد أرقام تُرسم على أوراق وتُحفظ في الأدراج
2- وضع خطة طوارئ عاجلة لمعالجة قضية تفاقم معدلات البطالة فى ضوء أحداث  المنطقة العربية والتى كانت لها تداعياتها المباشرة على فرص العمل بسبب توافد مئات الآلاف من النازحين ،
3- تحديد رؤية اقتصادية للدولة تتضمن استشرافا وارتقابا للأوضاع المعيشية بدلا من اتخاذ قرارات ارتجالية في الشؤون الاقتصادية على أن تتضمن هذه الرؤية دعما لشتى القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية وذلك عبر مشاركة القطاعات العمالية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية في تحديد سبلها ومسارها ،
عبر المؤسسات والمجالس الثلاثية التمثيل وعلى رأسها المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يقتضي تفعيله واعادة تشكيله
4- إعادة النظر بالسياسات الضرائبية الحالية والانتقال الى سياسات الضريبة التصاعدية والعادلة ، مؤكدين على رفضنا المطلق لزيادة الضرائب خصوصاً على  العمال وأصحاب الدخل المحدود
5- دعم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ماديا وتقنيا وإداريا ورفده بالعناصر الشابة وتوسيع شرائح المضمونين لاسيما صيادي الأسماك وموظفي البلديات ومزارعي التبغ وعمال البناء للوصول الى ضمان شامل لجميع اللبنانيين وإقرار نظام التقاعد والحماية الاجتماعية وفي هذا المجال يؤكد الاتحاد العمالي العام على رفضه للمواد الواردة في مشروع موازنة العام 2017 التي تضمنت اعفاءات من بعض الديون وإلغاء لموجب براءة الذمة وندعو الدولة وأصحاب العمل الى سداد الديون المتوجبة بذمتهم  ،
6- إقرار سلسلة الرتب والرواتب بشكل حاسم وبات، ومن هنا نعلن تضامننا مع رابطة موظفي الإدارة وروابط الأساتذة والمعلمين والمتعاقدين والمتقاعدين والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة وندعو الى تحرك جامع يقوده الاتحاد العمالي العام لإنجاح إقرار السلسلة.
7- تفعيل لجنة المؤشر ولجنة الأسعار واللجان الثلاثية التشكيل ورفع الحد الأدنى للأجور لتحسين القدرة الشرائية للعمال وذوي الدخل المحدود.
8- ملء الشغور وفتح باب التوظيف في مختلف إدارات الدولة والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة لإنعاش هذه المؤسسات واستعادة دورها لتقديم أفضل خدمة للمواطن ، حيث يؤكد الاتحاد العمالي العام على مطالبته الدولة بالاحتفاظ بالقطاعات الإنتاجية المربحة، وعدم بيع القطاعات المعنية بمصالح المواطنين وخدماتهم
9- في قانون الايجارات المجحف. المطالبة بإقرار صندوق إسكاني على أن تتحمل الدولة مسؤولياتها في هذا الشأن لإنصاف المستأجر والمالك على السواء وعدم تحميل الفريقين النتائج السلبية المتأتية من القانون الحالي.
10- تطوير منظومة النقل العام في إطار سياسة تنموية تجني الدولة الأرباح من عائداتها ويفيد المواطن من خدماتها على أن تستعيد  الدولة لأملاكها البحرية والنهرية واستثمارها مع الحفاظ على حق المواطن باستعمالها كونها ملكا عاما  ورفع التعديات عنها .
11- إقرار سياسة صحية شاملة تتضمن خطة لملف الاستشفاء تقوم عبر دعم المستشفيات الحكومية تترافق مع خطة لملف الدواء لتأمين الاستشفاء والدواء لكافة المواطنين بدلا من ترك المواطن سلعة بيد المستشفيات وشركات الأدوية
12- دعم الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي و تطوير التعليم والتدريب المهنى والتكنولوجي الرسمي ووضع السياسات التى تخدم احتياجات أسواق العمل وتدعم ايجاد فرص عمل ملائمة للسوق .
13- المباشرة بوضع سياسة واضحة وشفافة لملف النفط واستعادة عمل المصافي القائمة وتطويرها مع ضرورة الحفاظ على مقدرات الأجيال القادمة وحماية ثروتنا النفطية من الاعتداءات الاسرائيلية عليها
وفي الختام للشمال وطرابلس تحية ، فقد جئنا إليها لنرفع لها تحية عمالية من القلب  شاكرين لها تكريمنا الذي نتشرف به وبزيارة هذه المنطقة العزيزة ،  فقد جئنا إليها لنرسم على جدرانها وبأيدي عمالها لوحة عزم وسعادة ، وكلنا ثقة ان الشمال ، كما كل لبنان ، قوي ببطولات أبنائه ، بجيشه ، بمقاومة عماله وكادحيه، عصيّ على الانكسار .
عشتم وعاش عيد العمال العالمي
عاش عمال لبنان
 عاش لبنان