ننشر نص مداخلة رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال و المستخدمين في لبنان علي طاهر ياسين في الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سوريا في وجه الإرهاب والحصار والعقوبات الاقتصادية
وكالة أنباء العمال العرب:
15/9/2015
ننشر نص مداخلة رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال و المستخدمين في لبنان علي طاهر ياسين في الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سوريا في وجه الإرهاب والحصار والعقوبات الاقتصادية المنعقد في دمشق في الفترة 13 ـ 14/9/2015 ..وهذا نصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد وعلى انبياء الله و المرسلين منذا آدم الى قيام يوم الدين
السادة الحضور الف تحية تقدير لحضوركم و مشاركتكم :
بداية لا بد من توجيه الشكر و التحية الى مدرسة النضال النقابي اتحاد النقابات العالمي WFTU- -والى الصابرين المناضلين المقاومين الاخوة في الاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العربية السورية والى قلعة المواجهة و الصمود النقابية الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كل الامتنان على مبادرتهم الهامة بعقد هذا اللقاء في هذا البلد و في هذا الوقت بالذات و لابد من التنويه وتقديم اسمى آيات الاحترام للأمين العام لتحاد النقابات العالمي السيد جورج مافريكوس على نشاطه و عطاءاته الكبيرة في مواجهة مشاريع الامبريالية و الاستكبار العالمي التي تعمل على نهب ثروات المنطقة وتفتتيتها و زرع الحروب والدمار والشكر موصول لكل المنظمين و لجميع المشاركين و كل من عمل على انعقاد هذا اللقاء المثمر وعلى حسن الضيافة والاستقبال في هذا الملتقى .
الزملاء النقابيين : تعلمنا وعلمنا في ماهية وجود النقابات و غاياتها و اهدافها عن حماية وتطوير المهنة و العاملين فيها والدفاع عن حقوق العمال و النضال من اجل تحسين اوضاعهم من و حمايتهم مختلف النواحي بوجه من يقفون عائقا امام تحقيق هذه الغايات و الاهداف وعليه ومن منطلق الواقع الذي نعيشه جميعا من الوجب ان نقول :
ان نضالكم من اجل تطور الحياة و رفاهية العيش للعمال و للمستضعفين وتأمين حياة لائقة لهم و تسهيل حصولهم على الحق في العمل اللائق و الصحة و التعليم و السكن و غيرها و غيرها وغيرها . كيف يمكن ان تكون دون وطن , ودون وطن آمن او في بلاد يعيث فيها الاحتلال و الارهاب و القتل فسادا . ؟عندها نقول ان الواجب يفرض علينا ان نعطي الاولوية لحفظ الاوطان واستقلالها .
الزملاء الاعزاء
في العام 2005 اقتبست وزيرة الخارجية الأمريكية مصطلح "الفوضى الخلاقة" من مجال الفنون إلى مجال السياسة لتوصيف ما كان يجري في منطقة الشرق الأوسط حينها بعد احتلال العراق وعبارة "الشرق الأوسط الجديد" وردت أول مرة فى تل أبيب في حزيران يونيو 2006م على لسان كونداليزا رايس نفسها وجاءت العبارة لتحل محل المسمى القديم "الشرق الأوسط الكبير". وقد أعلنت حينها فى مؤتمر صحفى إن "ما نراه (تقصد الدمار فى لبنان. ومعاناة الشعب اللبنانى الذى كان يتعرض لاعتداء وحشي ولقصف جوى عشوائى من قبل الطيران جراء العدوان الإسرائيلى) هو عبارة عن مخاض ولادة نظام الشرق الأوسط الجديد وقد جاء تزامن التغير اللفظى فى مفردات السياسة الخارجية مع افتتاح خطوط الأنابيب التى تنقل البترول من بحر قزوين حتى السواحل التركية ثم إلى أوروبا.و بادر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى الغاصب، السابق أولمرت ووزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك بالحديث عن تصوراتهم للشرق الأوسط الجديد إبان الحصار الإسرائيلي للبنان، وجاء هذا الإعلان بمثابة تأكيد للخريطة العسكرية التى أعدت والمشروع الذي يتمثل فى خلق محور يكتنفه عدم الاستقرار والفوضى والعنف وينطلق من لبنان وفلسطين وسوريا ويمتد تجاه العراق والخليج وإيران حتى يصل إلى حدود أفغانستان. وكان الانتصار الاستراتيجي للمقاومة ولحلفائها بداية لهزيمة منطق العدوان من اجل السيطرة على شعوب المنطقة و مقدراتها. فكان على قوى الاستكبار و الامبريالية المعادية للإنسانية
اللجوء الى جميع اسلحة الحروب وتغذية الارهاب واطلاقه من جديد ليساعدهم في خلق الفوضى و القضاء على شكل الدول القائمة و زرع الموت و قتل الحياة . ولان سوريا الاسد تمثل العروبة و سوريا قلب محور مقاومة الاحتلال و الظلم و الاستبداد الذي ترعاه امريكا ومن يعملون معها حماية لمصالحها ولمساعدتها في سلب مقدرات شعوب المنطقة. ولان سوريا مثلت و تمثل الدرع الذي وقف و يقف في وجه اطماعهم ولم تكن عونا لهم , اجمع كل اشرار العالم على خوض حرب كونية عليها و جمعوا افآقي الارض مستعملين كل انواع الاسلحة . من تكفير و ارهاب و ارعاب و حصار اقتصادي وكل الاساليب الشيطانية و هي تخوض الآن بجيشها العربي الباسل و شعبها الابي والمقاومة وبدعم الاحرار في المنطقة و العالم هذه الحرب الكونية بين الحق و الباطل و بين الخير والشر.
ان و جودكم هنا في الملتقى النقابي الدولي للتضامن مع عمال وشعب سوريا في وجه الإرهاب والحصار والعقوبات الاقتصادية و اعلان دعمكم لسوريا هو تضامن مع نفسكم واعلان دعمكم لكل العمال و الشعوب التي تعاني من الارهاب ارهاب الدولة و ارهاب العصابات و التكفيرين. انكم تتضامنون و تدعمون شعب و عمال سوريا و فلسطين و مصر و اليمن و العراق و مصر ولبنان كل من يعاني من آثار الفكر الوهابي التكفيري الارهابي .
المشاركين الاعزاء:
في تعزيز وحدة العمال والحركة النقابية وطنياً وعربياً وعالمياً في مواجهة جميع التحديات وآليات تطوير التضامن النقابي الدولي نرى ان للعمال و اتحاداتهم النقابية دور كبير بالمساهمة في بناء المجتمع العمالي المقاوم من أجل مواجهة شاملة لقوى الاستكبار العالمي ومشاريعه في المنطقة و العالم ومن أجل الوصول الى دولة العدالة وقيم الحرية لا بد من الاستفادة من قوة الطبقة العاملة والمنتجة التي هي اهم ركيزة من ركائز الاوطان . وإن إهمال بناء المجتمع العمالي المقاوم يفقد مشروع مقاومة قوى الامبريالية و الاستكبار مصدر قوة من مصادر قوته الأساسية. وإن بناء المجتمع العمالي المقاوم يساعد على تحصين مشروع المقاومة من خلال تأمين بيئة داعمة وحاضنة للمقاومة.
و نرى ان إنشاء وتنفيذ المشاريع الخادمة للقضايا المشتركة بين الاتحادات العربية والدولية وعلى رأسها اتحاد النقابات العالمي , يزيد قوة تأثير الطبقة العاملة ويوحد جهود هذه الطبقة بكافة الطرق والأساليب بالتعاون فيما بينها عربياً ودولياً دعماً للمشروع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المقاوم لهيمنة قوى الاستكبار العالمي وتحقيقاً للأمن العالمي اولا ومن ثم الامن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي حفاظاً على الهوية والاستقلال والحرية. ومن التوصيات التي يجب ان نعمل عليها هي العمل لخلق جبهة مواجهة نقابية عالمية بوجه هذه الحروب وذلك من خلال ايجاد الاطر العملية من اجل كسب دعم و تأييد منظمات نقابية هامة و اساسية مثل اتحاد النقابات العالمي و منظمة الوحدة النقابية الافريقية و الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتوسيع اطر الانضمام و المشاركة في هذا التحالف ليشمل كل قوى مواجهة مشروع الامبريالية الاميركية وقوى الاستكبار العالمي من امريكا اللاتينية وايران و الصين وجميع الاطر النقابية المناضلة في العالم لتأسيس هذه الجبهة.
و كلمة للعمال العرب والمسلمين على محك التحديات العامة التي تهدد أمتهم وأوطانهم وبناهم الاجتماعية والثقافية والحضارية,باسم الدين والعروبة والقيم .ليكن نقابيو الوطن العربي وعماله رواد التوحد والمقاومة والتعبئة الشعبية العامة والحضور في ساحات مقاومة الظلم الأمريكي وفساده,إن القيادات النقابية بكامل تشكيلاتها مدعوة في هذه المناسبة,وبكل قوة لتجديد وتأكيد نصرتها لعمال فلسطين و سوريا والعراق واليمن و البحرين ومصر ولبنان في هذه الأوقات العصيبة بكل أشكال الدعم وأساليبه وصولا إلى اشعار اخوتنا في هذه البلدان انهم ليسوا وحدهم في ميادين المواجهة.وخصوصا بعدما أضحى اقتحام المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى أمراً اعتيادياً، ولطالما كانت يد العدو مبسوطة، وكانت الحكومات الصهيونية ترتكب جرائمها دون تردد، إذ أنها لم تُعِر يوماً أي اهتمام للرأي العام العربي والإسلامي والدولي، فكيف الحال اليوم، والكلّ مشغول بهمومه الداخلية ومشاكله اليومية. ، ولذلك فإن المطلوب من الشعب الفلسطيني أن يعمل بكل قوة على تعميق التفاهم بين جميع القوى المناضلة وتمتين وحدته ليستعيد مكانته وموقعه ومسؤوليته كشعب مقاوم في مواجهة العدو الغاصب.
اننا إذ نحّيّي الشعب العربي السوري وجيشه الباسل و عماله الابرار ونحيي الشعب الفلسطيني الذي يواجه العدو الغاصب في فلسطين و باحات الأقصى ـ فإننا ندعو إلى أوسع حملة تضامن معه لتأكيد أن الشعوب العربية والشعوب المناضلة ما زالت تعتبر فلسطين والقدس والأقصى الشريف قضيتها الأولى والمركزية، وأن كل ما يحصل على ساحاتنا لن يحقق هدف العدو في حرف الاهتمام عن هذه القضية الكبرى.
السادة المشاركون :
في الوطن العربي فقدان للامن والامان في بلدان سُرقت فيها مشاريع الانتفاضات و الثورات لاجندات سياسية لجماعات بعينها، وسببت اضطرابات امنية تحولت الى مايشبه الحروب الاهلية ، افقدت الجماهير والعمال من بينهم طعم الامان حيث طالت التعديات والاعتداءات كل مرافق الحياة اننا وفي ظل هذه الظروف القاسية ، وفي ظل هذا الواقع المتردي لا نجد امامنا الا ان ندعو العمال الى رص صفوفهم وتمتين جبهتهم الداخلية بتعزيز وحدتهم النقابية ، وتجاوز خلافاتهم التنظيمية، واعلاء شأن التضامن فيما بينهم ، وتعبئة قواهم ، من اجل فرض ارادتهم على كافة القوى المعادية لهم ولمصالحهم في الداخل والخارج ، والساعية للنيل من مكاسبهم والتراجع عنها. كما ندعو كافة التنظيمات النقابية التقدمية المناضلة خصوصا العربية الى التحلي باليقظة والوعي لما يحاك لبلدانهم ولامتهم العربية من مشاريع تستهدف وجودها وحاضرها لم تعد خافية على احد، ولم تعد من مشتملات نظرية المؤامرة ، بل اصبحت المؤامرة اليوم مكشوفة وظاهرة ، تستوجب مقاومتها بكافة الوسائل وشتى السبل .
اننا اذ نستذكر اليوم الشهداء من العمال الذين سقطوا في ميادين البذل والعطاء بفعل الاعمال التي ترتكبها الجماعات الارهابية والتكفيرية وقوى العدوان في سوريا و فلسطين واليمن و لبنان و العراق و مصر وفي اكثر من دولة ,نترجم على ارواحهم الطاهرة ، ونؤكد لهم ان مسيرة النضال سوف لن تتوقف مهما كانت الهجمة عاتية ، ومهما كانت ارتداداتها كبيرة ومؤثرة ومؤلمة احيانا ،
.ونؤكد ان المنظمات النقابية العربية و المنظمات المناضلة في العالم وعمالها يجب ان تكون في طليعة القوى المناضلة من اجل التحرير والتحرر، ومقاومة قوى الاستكبار، ورفض المشاريع التكفيرية ، والمشبوهة ، ومواجهة التدخلات الخارجية بكافة انواعها.كما نؤكد اننا سوف نظل نؤمن بان محاربة الارهاب خصوصا ارهاب الدولة سيبقى بوصلة النضال و سيبقى حاكما على العلاقات والتعاون مع الجميع ،حتى تتحرر كامل الاراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري وماتبقى من اراضي محتلة في جنوب لبنان ( مزارع شبعا وتلال كفرشوبا )وكافة الاراضي المحتلة في اي مكان من الوطن العربي .
الاخوة الاعزاء نأمل ان يتضمن البيان الختامي للملتقى :
توجيه تحية اكبار و اجلال لجميع ارواح الشهداء الذين سقطوا وهم يدافعون عن حياتنا وكرامتنا .ولسوريا قيادة و جيشا وشعبا وعمالا . وللمقاومة الاسلامية في لبنان و لشهدائها و لكل الشرفاء الذين يواجهون ائمة الكفر و الارهاب .
واعلان ادانتنا الشديدة لما تتعرض له سوريا ،والعراق وغيرهما ، من عمليات ارهابية تقف وراءها قوى لم تراع عهداً ولاذمة ، تستهدف القتل والخراب والدمار ، وتوفر الظروف والمناخات للغزو الخارجي، بل وتسعى الى ذلك .
واعلان رفض كل المشاريع الامريكية في المنطقة ، والتأكيد على وحدة الامة العربية وحقها في المقاومة ، والتمسك بفلسطين هوية وارضا وبحق العودة ، ومطالبة الدول العربية بدعم الشعب الفلسطيني بكل مقومات الصمود ورفض أي نوع من أنواع التسوية والتنازل والاعتراف بالكيان الصهيوني العنصري ، وحق لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته في التصدي للعدوان الاسرائيلي الدائم على لبنان وحماية سيادته وانسانه وثرواته ، وادانة كل أشكال العدوان على هذه المقاومة، ومن أين أتت، ودعوة الشعب اللبناني للاحتفاظ بوحدته الوطنية والالتفاف حول الجيش الوطني والمقاومة ، ودعوة الشعوب العربية للوحدة الى توفير الدعم لمشروع النهوض العربي الشامل في وجه اعداء الأمة العربية .مع تجديد الشكر لكل من ساهم و عمل وساعد في اقامة هذا اللقاء ."