مقتطفات صحفية

 جوانا دباس: إذا حكمت النساء سيتحسن الوضع بشكل كبير في لبنان 

 
 

الخميس 26 حزيران 2014،   آخر تحديث 11:44 نانسي هيكل


"على المرأة أن تكون صارمة كي تنجح"، هذا ما أكدت عليه صاحبة مطعم "Joanna's Table"، جوانا دباس، خلال لقائها مع "النشرة الاقتصادية"، حيث تحدثت عن مراحل افتتاح المطعم، وأكدت على ضرورة تحقيق الاستقلال المادي كي تضمن المرأة حريتها.

حازت جوانا دباس على اجازة في علوم الاتصالات من "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU" عام 1997، ثم شاركت في حدث "Food & Design" عام 2002، وعملت لسنتين، حتى 2004 في "Garden Show" كمسؤولة عن المبيعات، قبل أن تبدأ عام 2005 بمساعدة والدها في زراعة الخضار والفواكه المميزة، وبيعها الى المطاعم والمحلات. الأمر الذي أتاح لها بناء شبكة علاقات عامة واسعة، خولتها افتتاح مطعمها الخاص "Joanna’s Table" عام 2012، في منطقة الجميزة في بيروت.

- أخبرينا عن حياتك المهنية قبل افتتاح مطعمك الخاص؟

عملت مع والدي في زراعة الخضار والفواكه لمدة 5 سنوات، وكنت أبيع المحصول في "سوق الطيب". خلال تلك الفترة، فتحت أمامي مجالات كثيرة وتعرفت على طهاة ومطاعم، وسوبرماركت عدة. وبالتالي أصبحت أعرف ماذا يحبون، وكيف أتواصل مع الشيف والزبائن.

اشارة الى أن منتجات والدي مميزة ومختلفة عن الخضار التقليدي الذي نجده دوما في الأسواق؛ فهو يزرع مثلا الكوسة المدورة والصفراء والخسة الصغيرة...

- كيف أسست "Joanna’s Table"؟

بالصدفة، حصلت على فرصة لاستثمار مطعم صغير في الجميزة، يستوعب 30 شخص، اسمه "kitsch"؛ علما أنني لم أحاول يوما العمل في مطعم. لكنني أخدته، وعلمت على تجديده وتأهيله، فرممت المطبخ وأعديت قائمة الطعام، وأصلحت الديكور خلال 6 أشهر فقط.

أما بالنسبة الى التمويل، فلم أسحب أي قرض من البنك، وافتتحت المطعم من أموالي الخاصة، وكنت أجهز المكان وأشتري المعدات والأغراض على دفعات عدة، وأستعين بكل الأرباح لإضافة أمور جديدة. لكنني لم أكن بحاجة الى أموال طائلة لأن المكان صغير.

اشارة الى أنني أقدم أيضا، بالاضافة الى المطعم، خدمات الـ"catering" للمناسبات لأنني أغلق المطعم عند السابعة مساءا. كما استلمت الكافيتيريا في "بنك سرادار"، حيث أقدم الطعام اللبناني والأوروبي الى 60 شخص.

- ما الذي يميز "Joanna’s Table" عن غيره من المطاعم؟

بداية لا بد من القول أن الخضار الذي أستخدمه في المطعم هو من مزرعة والدي. لذلك، فإن كل المكونات طازجة، ولا أستعمل أبدا المعلبات أو المواد التي تحتوي على مواد حافظة.

كما أن الطعام بسيط ولذيذ، اذ لم أخترع أطباق غريبة ومعقدة، لذلك أصبح الناس يحبون المجيء الى "Joanna’s Table"، والأمور تسير بشكل جيد رغم انعدام الاستقرار في البلاد.

وأعتقد أنني أتميز بطريقة تعاملي مع الزبائن، فأنا ألبي كافة طلباتهم، وأقدم لهم أحيانا أطباق يحبونها، حتى ان كانت غير موجودة في لائحة الطعام.

- كيف تواجهين المنافسة الكبيرة الموجودة في مجال المطاعم؟

الطعام الذي أقدمه لذيذ جدا وغير مغشوش. كما أنه ليس محضرا من قبل، بل أبدأ بتحضير الأطباق عندما يطلبها الزبون. لذلك أستغرق أحيانا بعض الوقت في الخدمة. اضافة الى أن كل الصحون كبيرة، مما يدل على كرم المطعم.

لكن لا بد من الاعتراف بأن المنافسة كبيرة، وهذا الشهر كان صعبا كثيرا، ربما لأنه ليس لدي طاولات في الخارج والمطعم صغير. انما كل الأشخاص الذي يقصدون "Joanna’s Table" يستمتعون بهذه التجرية ويعودون مرة أخرى. فنحن لدينا مكونات مميزة تتيح تقديم أطباق لذيذة، وفي الوقت نفسه غير اعتيادية.

- من هم زبائن "Joanna’s Table"؟

لدي القليل من الجميع. فزبائني هم من الأشخاص الذي يحبون تذوق الأطعمة اللذيذة، ويقدرون النوعية الممتازة.

- ما هو الحافز الذي دفعك الى افتتاح مطعمك الخاص؟

أنا أحب المطبخ والطعام والناس، لذلك أعتقد أن هذا العمل يناسبني كثيرا. علما أنه ليس سهلا أبدا، والمنافسة الموجودة فيه كبيرة جدا. لذلك على الشخص التركيز على كافة التفاصيل في مطعمه، والانتباه لكل ما يدخل ويخرج من المطبخ.

- ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك؟

الصعوبة الأكبر تكمن في ايجاد فريق عمل نشيط ويعمل بجدية. كما أنه من الصعب جدا ارضاء كل الناس، ومهما فعلنا سنجد دائما عدم الاممتان لدى البعض.

لكنني أشكر الله لأن سمعتنا ممتازة، والعمل في المطعم يسير بشكل جيد، وحققنا انجازات كبيرة في فترة زمنية قصيرة. وهذا ما يحثني على الاستمرار.

- هل واجهت أي تمييز في اطار العمل لأنك امرأة؟

الكثيرون يقولون أن مجال المطاعم محصور بالرجال، لكنني لم أواجه يوما أي تمييز، وأعتقد أنني ربحت المعركة.

علما أن حجم المطعم ودوام العمل شكلا تحد كبير بالنسبة الي، خاصة أن خبرتي في هذا المجال ضئيلة، لكنني تمكنت من تخطي العوائق والنجاح من خلال مصداقيتي وشفافيتي مع الزبائن.

- ما هي الصفات التي ساهمت برأيك في نجاحك؟

أنا أحب الناس ولدي موقف ايجابي من الحياة. كما أنني أتطلع دوما الى التقدم، وقلت في نفسي عندما افتتحت المطعم أنني لن أحزن ان فشل المشروع، وسأعتبر هذه الخطوة بمثابة المزيد من الخبرة. فأنا لا أستسلم للفشل، وأسعى دوما الى التقدم والحرص على تأمين مستقبل أفضل.

وأسعى اليوم الى توسيع أعمالي، وافتتاح مطعم أكبر في منطقة أخرى، فمدينة بيروت كبيرة وتحتوي على العديد من المشاريع والفرص.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان حاليا؟

المرأة اللبنانية تواجه الكثير من المعوقات، منها نقص التعليم والزواج المبكر. لذلك عليها أن تكون صارمة كي تتمكن من النجاح، فالصرامة في التعامل تمكن النساء والرجال من تحقيق الوظائف والمراكز نفسها. لكنني أعتقد أن بلدنا لبنان سيتحسن الى حد كبير إذا حكمت النساء. وبالتالي على المرأة أن تعمل بجدية، وتسعى الى تحقيق الاستقلال المادي كي تضمن حريتها.