الأخبار

 أسعار الغذاء تتراجع في تشرين الثاني وسط وفرة المخزونات العالمية  

 
 

الأمن الغذائي يتردّى في مناطق الصراع لا سيما في سوريا واليمن
الاربعاء,9 كانون الأول 2015 الموافق 27 صفر 1437ه

(اللواء)

انخفضت أسعار السلع الغذائية الرئيسية في تشرين الثاني، لتعكس اتجاه ما يقرب من نصف ارتفاع قيمتها في الشهر السابق، وإذ تراجعت تكلفة جميع المواد الغذائية المتداولة عالمياً باستثناء السكر.
وبلغ متوسط مؤشر منظمة «فاو» لأسعار الغذاء 156.7 نقطة في الشهر الماضي، بانخفاض نسبته 1.6 في المئة عن المتوسط المراجع لشهر تشرين الأول، وبما يعادل 18 في المئة دون قيمته في السنة الماضية.
وانكمش متوسط مؤشر «فاو» الفرعي لأسعار الحبوب أيضاً بنسبة 2.3 في المئة، وبخاصة مع تراجع ارتفاع أسعار الحبوب الخشنة نظراً إلى ظروف الحصاد المواتية في الولايات المتحدة باعتبارها أكبر منتج ومصدِّر للذرة في العالم.
وهبطب أسعار الزيوت النباتية أيضاً بنسبة 3.1 في المئة خلال الفترة منذ تشرين الأول، مدفوعةً على الأكثر بانخفاض أسعار الطاقة والآفاق المشجعة لزراعة وإنتاج محصول فول الصويا في الأميركتين الجنوبية والشمالية.
وفي حين سجل متوسط مؤشر «فاو» الفرعي لأسعار الألبان انخفاضاً بنسبة 2.9 في المئة وسط حركة التعاملات المحدودة مما أشار إلى أن المستوردين الرئيسيين لديهم مخزون كاف، تراجعت أسعار اللحوم أيضاً... في حين سجلت سلعة السكر بمفردها ارتفاعاً قوياً للشهر الثالث على التوالي.
ويمثل مؤشر منظمة «فاو» لأسعار الغذاء دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، من خلال قياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، ويشمل مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر.
خفض توقعات الإنتاج
من جهة ثانية، قلّصت نشرة «موجز إمدادات الحبوب والطلب عليها» الصادرة عن المنظمة أيضاً اليوم، من توقعاتها بالنسبة لإنتاج الحبوب العالمي في عام 2015، ليبلغ في تقديرها 2.527 مليار طن، أو 1.3 في المئة دون الرقم القياسي المسجل في العام السابق، وتأتي التوقعات بانخفاض إنتاج الذرة في الصين، كسبب رئيسي للتعديل الهبوطي هذا الشهر.
في تلك الأثناء، من المنتظر أن ينمو استخدام الحبوب العالمي بنسبة واحد في المئة خلال الفترة 2015/2016، وهو ما يعتبر أبطأ مما كان عليه المعدل في السنوات السابقة؛ ويُعزى ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار النفط الذي كبح الطلب الصناعي على محاصيل الوقود الحيوي، وليس من المتوقع بكمية تبلغ 2.529 مليار طن أن يسحب الطلب الاستهلاكي سوى كميات متواضعة من الأرصدة الكبرى لاحتياطيات العالم الحالية من الحبوب.
وكحصيلة لذلك، ينبغي أن يبعث موسم التسويق المقبل «على الارتياح عموماً»، ولن تقل المخزونات العالمية قبيل ختام الموسم بحلول عام 2016، عن مستوياتها القياسية في مطلع الموسم سوى بفارق طفيف. وبالرغم من ذلك، فالمنتظر أن يؤثر شذوذ المناخ بسبب ظاهرة «النينيو» سلبياً على إنتاج الحبوب في أجزاء من إفريقيا وآسيا وبلدان المحيط الهادي، في حين تأثر بالفعل العديد من البلدان في أميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وأيضاً في آسيا بفعل أنماط الطقس الشاذة المرتبطة بنفس الظاهرة، هذا، وخفض الطقس الجاف في شمال الهند من الإنتاج المحلي للحبوب خلال موسم 2015.
الصراعات والأحوال الجوية
ووفقاً للإصدار الجديد من نشرة «فاو» المعنونة «توقعات المحاصيل وحالة الأغذية»، فإن نحو 33 بلداً بما فيها 26 في إفريقيا وحدها، تمس حاجتها إلى المساعدة الخارجية من الغذاء بسبب الجفاف والفيضانات واحتياجات النازحين من الصراعات الأهلية.
أما حالة انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراع فسجلت مزيداً من التفاقم لا سيما في سوريا واليمن، وأيضاً في دول مثل النيجر والكاميرون وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي استقبلت لاجئين من البلدان المجاورة.
وترجِّح التنبؤات أن عدد السكان في غرب إفريقيا ممَن يصنَّفون في المرحلة الثالثة من أطوار الأزمة، أو المصنفة في فئة خطر أعلى من ذلك، سوف يتجه إلى الارتفاع من نحو 8 ملايين شخص حالياً إلى أكثر من 10.7  مليون بين حزيران وآب من عام 2016.
وفي شرق إفريقيا، كمنطقة غلب عليها جفاف شديد خاصة في إثيوبيا ونزاعات طال أمدها، يقدَّر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بنحو 17 مليون، أي أعلى من العام الماضي بنسبة 50 في المئة.
كذلك يواجه شبه إقليم جنوب إفريقيا بعض الصعوبات بينما أثر الجفاف الموسمي المرتبط بظاهرة «النينيو» مبكراً على أنشطة زراعة محاصيل الحبوب لعام 2016.
وإذ تتوقع منظمة «فاو» الآن أن ينخفض الناتج الإقليمي من الحبوب الخشنة في إفريقيا عموماً لعام 2015 بنسبة 12 في المئة ليبلغ 67 مليون طن، تتنبأ بأن ينخفض الإنتاج العالمي من الحبوب الخشنة للعام الجاري بنسبة 2 في المئة، إلى 1.3 مليار طن.