الأخبار

 المقومات الاقتصادية في لبنان صامدة  

 
 

القصار في أبو ظبي


الاثنين 16 تشرين الثاني 2015 - 01:15

LEBANON FILES


أكد الرئيس الفخري للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، الوزير السابق عدنان القصار، أن "دولة الإمارات العربية المتحدة دولة ابتكارية صاعدة حققت إنجازات متميزة وملموسة في جميع المجالات في زمن قياسي، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة، والحيوية الخلاقة لشعبها، وإيمانهم بأن الإبتكار هو رأس المال الحقيقي للمستقبل".

كلام القصار جاء خلال كلمة ألقاها في افتتاح الدورة السابعة عشرة لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب التي انطلقت اليوم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بعنوان "الاستثمار في الريادة والابتكار"، وبرعاية أمير دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبمشاركة حاشدة بلغت أكثر من 1500 مشارك من الأمراء وكبار الرسميين الإماراتيين والعرب وقيادات الغرف واتحادات الغرف العربية ومجتمع الأعمال الإماراتي والعربي والدولي وعدد من أصحاب المعالي الوزراء من الإمارات والدول العربية الأخرى، والعديد من الرسميين ورجال وسيدات ورواد الأعمال والمنظمات والاتحادات وهيئات تشجيع الاستثمار العربية والغرف العربية الأجنبية المشتركة، وخبراء ومصرفيين ومفكرين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالإضافة إلى السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في أبوظبي.

ولفت القصار إلى أن "هذا المؤتمر يأتي تتويجا لمسيرة من الإنجازات منذ أن أطلقناه للمرة الأولى في الطائف عام 1982"، مشيرا إلى أن "موضوع الريادة والإبتكار أصبح يعتبر أقوى أدوات التنمية في العالم العربي من دون منازع، وهو المحرك الأساسي لتوسيع مجالاتها على كافة الصعد، وما ينطوي عليه ذلك من خلق لفرص العمل الجديدة والمتنامية للشباب الصاعد والقوى العاملة بشكل عام. وتلك أمور جوهريّة جدا لعالمنا العربي الذي يحتاج إلى خلق ما لا يقل عن 100 مليون فرصة عمل جديدة لغاية عام 2020، معظمهم من الشباب العربي الطامح والمطالب بحقه المشروع في المشاركة في التنمية وفي جني ثمارها".

واعتبر رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية محمدو ولد محمد محمود أن "انعقاد المؤتمر يمثل رسالة حافلة بالتفاؤل والأمل، بأن مسار التنمية الاقتصادية العربية بشراكة قوية بين القطاعين العام والخاص، تمضي دون هوادة لتحقيق التطلعات المستقبلية للشعوب العربية وشبابها بحياة أفضل للجميع"، مشددا على "الحاجة إلى التركيز على تعزيز النشاطات المبتكرة والخلاقة لتوسيع مجالات خلق فرص العمل المبنية على المعرفة، وللانتقال بالاقتصاد العربي نحو اقتصاد ذي قيمة مضافة عالية وأكثر إنتاجا وإنتاجية وقدرة على المنافسة".

وأشار رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة، رئيس غرفة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة محمد ثاني مرشد الرميثي إلى "أهمية موضوع المؤتمر للعالم العربي، وبالأخص الإمارات التي أعلنت عام 2015 عاما للابتكار، مع ما يتضمنه ذلك من سياسات وخطط ومشروعات رائدة في هذا المجال"، لافتا إلى "التقدم الاقتصادي الكبير الحاصل في الدولة ومسار النمو والتنمية المتسارع في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية"، مشددا على "أهمية أن يخرج المؤتمر بتوصيات عملية داعمة للشباب والشابات العرب في طموحاتهم وتطلعاتهم في إقامة مشروعاتهم الاستثمارية الإبتكارية".

وأكّد المدير العام للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات فهد راشد الإبراهيم أن "موضوع الريادة والابتكار أصبح يأخذ توجها عالميا تستهدفه الدول لكسب الميزة التنافسية ولتحقيق التنمية المستدامة والمجتمعية"، لافتا إلى "وجود تحديات تتمثل في تزايد الفجوة في الإبداع بين العالم العربي والدول المتقدمة والناشئة"، داعيا إلى "تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار"، متحدثا عن "التحديات التي تواجه رواد الأعمال في ظل بيئة متغيرة تستلزم مصادر مالي وغير مالي لرواد الأعمال".

وألقى وزير الإقتصاد الإماراتي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري كلمة راعي المؤتمر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حيث لفت إلى "التحديات التي تواجه العالم العربي بسبب تذبذب سعر النفط، وتباطؤ النمو، وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، مما يحتم تعزيز التعاون العربي لخدمة أهداف التنمية، وتعزيز التجارة البينية، وزيادة الاستثمار والتوظيف السليم للأموال، خصوصا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تقدر الفجوة التمويلية لها بنحو 110 - 140 مليار دولار. وفي هذا الإطار أدخلت التكنولوجيا مفاهيم جديدة إلى عالم التنمية، بحيث أصبحت الريادة والابتكار مفتاحا أساسيا لتوسيع آفاق التنمية، وبخاصة من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة".

وأشار إلى أن "الإمارات خطت خطوة متقدمة بتوجيه من سمو دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإعلان عام 2015 عاما للابتكار، كمقدمة للارتقاء بالإمارات إلى مصاف الدول العشرين الأولى في العالم في مجال الريادة والابتكار".
وبنهاية الجلسة الافتتاحية، تم تكريم شخصيات ريادية في مجال دعم ريادة الأعمال والابتكار، وهم: الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، رئيسة الاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات العربية المتحدة، الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجموعة المملكة القابضة، المملكة العربية السعودية، عبد الله الغرير، رئيس مجموعة الغرير، مؤسسة الغرير للتعليم، الإمارات العربية المتحدة.

جلسات العمل والمعرض المصاحب
وعقد في إطار اليوم الأول للمؤتمر جلستي عمل، الجلسة الأولى بعنوان "الريادة والابتكار في إطار الرؤى والاستراتيجيات العربية" وأدارها الرئيس السابق لصندوق النقد العربي الدكتور جاسم المناعي.

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "ريادة الأعمال والابتكار في قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة" ترأسها الأستاذ نائل الكباريتي، رئيس غرفة تجارة الأردن.

وصاحب المؤتمر معرض تم تخصيصه للمؤسسات الراعية، إلى جانب معرض وورش عمل لترويج المشروعات الاستثمارية لرواد ورائدات الأعمال والمشروعات الإبتكارية الصغيرة والمتوسطة.

وكان رئيس مجلس الأعمال اللبناني في أبو ظبي سفيان الصالح، أقام أمس حفل عشاء تكريمي على شرف القصار، في حضور سفير لبنان في دولة الإمارات العربية المتحدة حسن سعد، ونخبة من رجال الأعمال اللبنانيين.

وألقى الصالح كلمة رحب فيها بالقصار، منوها بالدور الذي يقوم به في سبيل خدمة لبنان والاقتصاد الوطني.

بدوره رد القصار بكلمة شكر فيها الصالح، لافتا إلى أنه "لطف كبير منكم أن تستقبلنا في دارتكم الرائعة، في هذا الحفل المميز بحرارة اللقاء وحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة وطيب الصحبة، وأن تجمعنا بهذه النخبة المختارة والمتميزة، يتصدرهم السفير حسن سعد، إلى جانب رجال الأعمال اللبنانيين والمجتمع اللبناني المقيم في دولة الإمارات الأصيلة والمضيافة".

وقال: "ليس خافيا على أحد الصعوبات التي واجهت وتواجه الاقتصاد اللبناني، ليس لأسباب اقتصادية، بل بسبب انعكاسات الأزمة السياسية الداخلية والانقسامات الحادة بين الأطراف السياسيين، مما أدى إلى الشغور في سدة الرئاسة، وإلى تداعيات متشعبة على الأداء الحكومي والتشريعي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية".

وأكد أنه "لا شيء يفيدنا نحن اللبنانيين سوى وحدتنا وتعايشنا المشترك تجاه التحديات والمصاعب"، لافتا إلى أنه "رغم كل ذلك أطمئنكم أننا متمسكون بوحدتنا، كما أنّ الاقتصاد اللبناني استطاع أن يتلافى الركود، وبقي النمو في المنحى الإيجابي. كما تبقى المقومات الاقتصادية الأساسية متينة وصامدة بفضل الاستقرار النسبي بالمقارنة بالدول المجاورة، والثقة بالاقتصاد اللبناني، وصحة القطاع المصرفي وسعة السيولة والملاءة العالية".