الأخبار

  الكوليرا على الأبواب  

 
 

ربيكا سليمان -

خاص "لبنان 24"  - 25/8/2015

منذ اليوم الأول لانتشار النفايات في الشوارع، كثرت التحذيرات من "ولادة" أو تكاثر الأمراض الجرثومية والرئوية أو حتى الأوبئة.. وأجمع الأطباء على إرتفاع منسوب الخطر كلما بقيت هذه النفايات لمدة أطول في الطرقات، ذلك أن الجراثيم تكتسب مناعة تخوّلها مقاومة المضادات الحيوية. ومع اقتراب فصل الخريف وهطول الامطار، يكثر الحديث عن احتمال انتشار "الكوليرا"، وهي عدوى معوية حادة تسببها بكتيريا تسمى الضمة الكوليرية أو ضمة الكوليرا، وقد تؤدي الى الوفاة في حال لم يعالج المريض سريعاً او لم يتلق العلاج المناسب.

فهل حقاً نحن على أبواب كارثة صحية متمثلة بتفشي وباء الكوليرا؟

يحذر الاختصاصي في الأمراض المعدية والجرثومية الدكتور زاهي حلو من انتشار أكثر من جرثومة بسبب تراكم النفايات ومنها السلمونيلا والشيغيلا، فضلاً عن الامراض الفطرية، شارحاً في حديث لـ "لبنان24" انه "كلما طالت فترة تكدس النفايات كلما ازداد احتمال ولادة البكتيريا بفعل التفاعلات الحاصلة، والاخطر يكمن في اكتسابها مناعة مع الوقت".

لكن، "في الوقت الحاضر، لا كوليرا في لبنان"، يؤكد حلو مستنداً الى عدم تسجيل او التبليغ عن اي حالة مؤخراً. اذاً، الجرثومة غير موجودة، لكنّ احتمال "ولادتها" كبير جداً اذا ما استمرّت ازمة النفايات.

ويشرح حلو ان جرثومة الكوليرا تنمو وتتكاثر عادة اثناء الحروب أو في الأماكن المكتظّة والوسخة والحاضنة للنفايات على المدى الطويل. ويشير الى انها معدية وتنتقل احياناً عبر الإتصال المباشر بالمصابين، لكن الإصابة بها غالباً ما تكون نتيجة شرب مياه او تناول طعام ملوّث بالبكتبريا. من هنا، يتخوّف حلو من تأثير النفايات السلبيّ والخطير على المياه الجوفية، ولا سيّما ان "احدا لا يعرف ما اذا كانت نفايات المستشفيات ترمى ايضاً مع سائر انواع القمامة".

وبحسب المنظمة العالمية للصحة، "تتصف حالات الكوليرا الشديدة بحدوث إسهال مائي حاد ومفاجئ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة للجفاف الشديد... وخلافاً لأمراض الإسهال الأخرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى وفاة البالغين الأصحاء في غضون ساعات قلائل، ويعتبر الأفراد الضعيفي المناعة مثل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو الأشخاص المتعايشين مع الأيدز، أشد تعرضاّ لخطر الوفاة في حالة إصابتهم بعدوى الكوليرا".

ويؤكد حلو أن العلاج متوافر في لبنان، لكن "علينا منع ولادة هذه الجرثومة في اسرع وقت عبر ازالة النفايات"، داعياً في الوقت الراهن الى الكفّ عن احراق القمامة لأن الامطار التي ستهطل لن تكون عادية بل اسيدية بامتياز وستؤثر سلبا على المواطنين والمنتجات الزراعية والانهار والبحار والمياه الجوفية..

("لبنان24")