الأخبار

 مخازن سوكلين امتلأت والنفايات بدأت تتراكم  

 
 

مخازن سوكلين امتلأت والنفايات بدأت تتراكم ... والتسوية السياسية مؤجلة

 
طلب الرئيس سلام اطلاق دورة ثالثة لمناقصة بيروت وضاحيتيها على أن تعلن النتيجة خلال ١٥ يوماً (سعادة سعادة)
يستمر الاعتصام المفتوح في مطمر الناعمة – عين درافيل لليوم الرابع على التوالي، وفيما اعلن وزير البيئة ان الحكومة ستناقش القضية الخميس المقبل، بدأ مشهد الحاويات الممتلئة بالنفايات في بيروت وجبل لبنان بالظهور، وسط معلومات تؤكد ان سوكلين التي سعت الى الاستمرار في عملها ستعلن منذ يوم غد ان مركزي المعالجة والفرز في العمروسية والكرنتينا فقدا القدرة الاستيعابية

بسام القنطار - (الأخبار)


“عيد بأية حال عدت يا عيد؟ بما مضى ام لامر فيه تجديد ... اما سوكلين فالناعمة دونهم، فلا تمديد ولا تجديد». التغريدة الشهيرة التي اطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تقدم مؤشراً واضحاً على ان سقف الاعتصام المفتوح، الذي اعلن يوم الجمعة الماضي، سيكون مرتفعاً جداً، لكن ذلك لا يلغي ان البديل العملاني لوقف تدفق ٣٠٠٠ طن من نفايات بيروت وجبل لبنان الى مطمر الناعمة – عين درافيل لم يؤمّن بعد.

يراهن وزير البيئة محمد المشنوق على نجاح الاجراء الذي اعلن ويقضي بنقل النفايات الى عقارات مؤقتة تحددها البلديات حتى ايجاد تسوية ما، وبالتالي عدم تكدس النفايات في الطرقات، لكن المعطيات الميدانية تؤكد ان مركزي المعالجة والتجميع في العمروسية والكرنتينا قد وصلا الى اقصى درجة من التخزين، برغم اعتماد شركة سوكلين خلال اليومين الماضيين خطة تقضي بعدم نقل جميع النفايات من الحاويات الى مراكز المعالجة لتخفيف الضغط عن العمروسية والكرنتينا، لكن هذا الاجراء سوف يُستنفد في غضون الساعات المقبلة، وستكون الشركة مرغمة على وقف جمع النفايات من الحاويات، ما لم تبلغ بنقل «البالات» الموجودة في مركزي المعالجة الى موقع جديد يحدده مجلس الانماء والاعمار.
واكد مصدر في سوكلين لـ «الاخبار» ان الشركة لم تتبلغ حتى اللحظة لا شفهياً ولا خطياً أي اجراء يتعلق بنقل النفايات الى موقع بديل عن مطمر الناعمة – عين درافيل، كما انها لم تبلغ اي قرار يتعلق بتمديد عقدها، وانها لا تزال تعمل ضمن قاعدة تسيير المرفق العام حتى تبلغها الاجراء الرسمي من الادارة الرسمية، المتمثلة في مجلس الانماء والاعمار.
وبدل ان يطلب وزير البيئة انعقاد جلسة طارئة لمجلس الوزراء يوم غد الثلاثاء، لمناقشة «الكارثة المتوقعة»، اعلن مكتبه الاعلامي امس انه «لا يستبعد أن يفرض موضوع النفايات نفسه على جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس»، وقال «إذا لم يُثر أحد هذا الموضوع، فسأثيره أنا من دون أن يعني ذلك بالضرورة التغطية على موضوع آلية عمل الحكومة «، نافياً « أن يكون الهدف من اثارة هذا الامر التغطية عن عمد على الآلية، بدليل أن لا نفايات في الشوارع «.
ويستدل من البيان الاعلامي للوزير المشنوق انه متفائل جداً بالعارضين الجدد الذين تقدموا لمناقصات مختلف المناطق اللبنانية باستثناء بيروت (...) وأن وجود 11 عارضاً شاركوا في المناقصات دليل على أنهم وجدوا مواقع للطمر» !!!
واعلن المشنوق انه طلب من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اطلاق دورة ثالثة لمناقصة ادارة النفايات المنزلية الصلبة في المنطقة الخدماتية (١) التي تضم بيروت وضاحيتيها الجنوبية والشمالية، مؤكداً انه «إذا لم يتقدم احد الى هذه المناقصة نرفع الموضوع الى مجلس الوزراء لاتخاذ قرار».


شركة سوكلين لم تتبلغ
حتى اللحظة أي إجراء يتعلق بنقل النفايات
والمعلوم ان عدم تقدم اي من العارضين لمناقصة بيروت وضاحيتيها يحتم عدم فض عروض المناقصات في بقية المناطق، لان ذلك سيكشف الاسعار امام العارضين، وسينسف مبدأ المناقصة من اساسه، علماً ان جميع المعطيات تشير الى ان اياً من العارضين لم يقترح عقارات لاستخدامها مواقع للمعالجة والطمر، وان الملف التقني للشركات التي تقدمت للمناقصات يقترح عقارات سبق ان اعلنتها الحكومة، لكن هذه الملفات لا تتضمن عقود استملاك او ايجار لهذه العقارات، وان الشركات تطلب ضمن العروض التي تقدمت بها ان تتولى الحكومة التفاوض مع اصحاب العقارات والبلديات والمجتمع المحلي لقبول هذه المواقع، وتطلب إصدار مرسوم منفعة عامة باستملاكها.

اعتصام مطمر الناعمة

لليوم الثالث على التوالي استمر الاعتصام المفتوح امام مدخل مطمر الناعمة – عين درافيل، وتناوب عدد من الناشطين على المناوبة في الخيم التي نصبت في وسط الطريق المؤدية الى المطمر، وسط انتشار كثيف للقوى الامنية.
خمس جهات اساسية تمثّل العصب المحرك لاعتصام الناعمة. أُولاها «حملة اقفال مطمر الناعمة» التي سبقت بقية المعتصمين الى المطمر يوم الجمعة الماضي، منذ الساعة التاسعة صباحاً، وبرغم ان هذه الحملة لا تحظى بحضور شعبي واسع، الا ان نشطاءها هم الاكثر صلابة في موقفهم القاطع برفض اي تمديد للمطمر ولو لساعة واحدة. اما الجهة الثانية، فهي حملة «كفانا نفايات»، وتضم عددا من الجمعيات الاهلية والبلديات، وهي التي استطاعت تأمين الحشد الاكبر خلال اليوم الاول من الاعتصام، وبرغم ان العديد من نشطاء هذه الحملة يصرون ايضاً على موقفهم النهائي برفض التمديد للمطمر، إلا ان هؤلاء لا يملكون قدرة التأثير في الموقف السياسي إذا حصلت تسوية ما تفضي الى تفكيك الاعتصام، وقبول تمديد عمل المطمر ضمن فترة انتقالية. اما المكون الثالث، فيتمثل بتجمع «عرمون بلدتي»، ويمتاز هذا التجمع بالحضور الكثيف لرجال الدين الدروز ضمن صفوفه، ولقد اختار هؤلاء عدم الانضواء في اي حملة، والتعبير عن انفسهم ضمن سقف بلدة عرمون، التي تعدّ من اكثر المتضررين من المطمر لكون حركة الرياح تنقل اليهم روائح المطمر على نحو مستمر، ولأنه يجعل الكثير من المناطق السكنية عند اطراف بلدة عرمون غير صالحة للسكن بسبب الروائح الكريهة والمستمرة. كذلك يشارك تجمع «شباب حارة الناعمة « في الاعتصام لكن مع ميل الى عدم الحضور الكثيف، مثلما حصل في الاعتصام الذي نفذ العام الماضي، وذلك على وقع ضغوط حزبية ومذهبية وعائلية بعدم مشاركة شباب الناعمة وحارة الناعمة في الاعتصام، وترك الامر لقرى الجبل (بعورته، عبيه، عرمون). اما المكون الخامس، فيتمثل في تجمع «الشويفات مدينتنا « ويمتاز هذا التجمع بالقدرة على الحشد والتنظيم، ولقد سبق ان أدى دوراً فاعلاً في التحركات السابقة المطالبة باغلاق المطمر.
ويؤكد رئيس رابطة ابناء دار الحكمة وليد الشعار ان جميع مكونات الاعتصام تنسق فيما بينها، وان الجميع متفق على ان الاعتصام لن يفضّ قبل تحقيق مطلب اساسي باقفال المطمر نهائياً، معلناً تقسيم النشطاء لدوام الاعتصام بطريقة تسمح للجميع بالمشاركة، بدون ان يكون هناك استنزاف لاحد، وخصوصاً ان اليوم ستنتهي عطلة العيد، وسيكون الحضور اقل من فترة نهاية الاسبوع، لكن المؤكد ان عشرات النشطاء سيكون حاضرين على نحو دائم في الاعتصام منعاً لاي محاولة لفضه بالقوة من جانب القوى الامنية.
وتشارك «الحركة البيئية اللبنانية» في فعاليات الاعتصام منذ اليوم الاول، إلا ان الجمعيات البيئية المنضوية ضمن الحملة لم تشارك بالفعالية المطلوبة، وتطرح «الحركة البيئية» خطة للحل تقوم على استلام البلديات لزمام المبادرة، والبدء بفرز النفايات من المصدر قبل جمعها ومعالجتها ما يخفف من كمية النفايات، ويقلل من ضرر طمرها في مواقع الكسارات السابقة، لكن هذه الخطة لم تتلقفها البلديات، التي لا تزال تراهن على حل مركزي تضعه الحكومة، علماً ان الحركة البيئية سبق ان اجرت اتصالات واسعة مع عدد من البلديات، للبدء بادارة النفايات بطريقة لامركزية، لكن هذا الامر يحتاج الى قدرات لوجستية ومالية لا يبدو انها متوافرة للبلديات حتى اللحظة.

اعتصام مكب حبالين

وفيما يستمر الاعتصام المفتوح أمام مطمر الناعمة- عين درافيل، تحرك يوم السبت الماضي، أهالي بلدات وقرى قضاء جبيل، ونظموا تظاهرة عند مدخل عمشيت الجنوبي احتجاجا على قرار وزير البيئة القاضي بنقل نفايات مطمر الناعمة إلى “مكب حبالين”، ومنعا لدخول الشاحنات المحملة بالنفايات الى هذا المكب. وكان الوزير المشنوق قد اقترح ان يُنقل ١٠٠ طن من نفايات بيروت وجبل لبنان الى مكب حبالين ضمن ما سماها المرحلة الانتقالية التي تستمر حتى اواخر كانون الثاني ٢٠١٦.
وعمد المعتصمون إلى إقفال الطريق المؤدية إلى المكب لفترة قصيرة، وجرى الاتفاق على ان تراقب الشرطة البلدية حركة الشاحنات من خارج قرى وبلدات قضاء جبيل إلى المكب، وأن توقفها وتمنعها من الوصول إلى حبالين، علماً ان المكب الذي أُنشئ عام ١٩٨٢ على عقار خاص ما عاد بإمكانه استيعاب نفايات قرى قضاء جبيل. وحذر المعتصمون من أن “بلديات المنطقة والقطاع الأهلي والمواطنين لن يتوانوا عن اتخاذ خطوات تصعيدية وقطع الطريق مجددا في حال عدم الاستجابة لمطلب البلديات والأهالي”.