الأخبار

 اقتصاد المعرفة رفد الاقتصاد بنمو بين واحد و1.5%  

 
 

رئيس مجموعة فرنسبنك عدنان القصار:
المصارف تفاعلت مع مبادرات حاكم مصرف لبنان

(الديار)

30/6/2015


اكد رئيس مجموعة فرنسبنك الوزير السابق عدنان القصار ان القطاع المصرفي اللبناني يتمتع بقوة مالية مما امكنه من التعامل بنجاح مع مجمل الظروف التي خبرها لبنان على امتداد تاريخه الحديث.
واعتبر القصار ان المصارف تفاعلت مع مبادرات حاكم مصرف لبنان بفاعلية وفعالية، واقتصاد المعرفة رفد الاقتصاد بنمو يتراوح بين 1 و1.5 في المئة.
جاء ذلك في رد القصار على اسئلة ملحق «الديار» المصرفي الذي صدر يوم امس الاثنين.
} كيف يمكن مواجهة التحديات للقطاع المصرفي اللبناني في ظل الظروف التي يعيشها البلد ؟
ـ يتمتع القطاع المصرفي اللبناني بقوة مالية راسخة وخبرة إدارية مميزة وإطار تشريعي شامل ودينامي، مما مكنه من التعامل بنجاح مع مجمل الظروف التي خبرها لبنان على امتداد تاريخه الحديث على تفاوت دقتها من وقت لآخر. وهذا النجاح تواصل مع التحديات التي تشهدها حاليا منطقتنا العربية وتحديدا سوريا التي على ما يبدو لم تنته فصولها بعد. وإن هذا الأداء المتميز، والذي تؤكده مؤشرات نمو ملفتة بكافة المعايير وعلى مختلف الصعد، أكسب قطاعنا المصرفي تقدير المؤسسات المالية والمصرفية العالمية.
ومع هذا يتمثل التحدي الذي يواجهه قطاعنا المصرفي اللبناني اليوم أكثر من أي وقت مضى من معوقات النمو التي تواصلت على امتداد السنوات الثلاث الماضية والمتمثلة ببعدها السياسي المحلي بتجاذباته الحادة، تهديداته الأمنية، وتوتراته المتصاعدة، مترافقا مع شلل في عمل المؤسسات الرسمية وعلى رأسها الفراغ منذ سنة ونيف في رئاسة الجمهورية.
* الفورة المالية التي يتمتع بها القطاع المصرفي اللبناني بالنسبة لملاءته، كيف يمكن توظيفها في مشاريع انتاجية؟ هل تشكل مساهمتكم في سندات الخزينة تحديا لمصرفكم في ظل الركود الاقتصادي وعدم قيام الدولة باصلاحات تطالبون بها منذ فترة؟
- لقد طالبنا منذ زمن وما زلنا نطالب وبإصرار شديد بإصلاحات هيكلية في بنية مالياتنا العامة واقتصادنا الوطني. ونتمنى لو أن هذه الإصلاحات قد تمت في أوقاتها لكانت التحديات التي يواجهها اقتصادنا الوطني بصورة خاصة والبلد بصورة عامة أقل تحديا وأخف خطورة.
ومع هذا، فإن قطاعنا المصرفي كما ذكرت سابقا تمكن من ترسيخ قوته المالية وصلابة استمرارية أدائه وإغناء سيولته مما أمكنه من أن يواصل دوره التنموي والإنمائي بكفاية عالية، إذ أنه يملك ملاءة تفوق متطلبات التشريع والتنظيم الداخلي وكذلك متطلبات بازل 3، ويتمتع بسيولة ذاتية كافية وموارد مالية سواء من موارده الخاصة أم من قبل المؤسسات المصرفية العالمية تزيد عن حاجة تمويل القطاعين العام والخاص على المدى المتوسط.
} كيف تنظرون إلى مبادرات مصرف لبنان لتحفيز الاقتصاد عامة واقتصاد المعرفة خاصة؟
ـ ارتقى مصرف لبنان بقيادة سعادة الحاكم بدوره الذي يرتكز أساسا إلى إدارة السياسة المالية في البلد ليشمل مساهمة فاعلة في تحفيز نمو وتنمية اقتصادنا الوطني. في هذا الإطار، بادر سعادة الحاكم رياض سلامة في أكثر من مناسبة أنه بالإضافة إلى إدارة السياسة النقدية، يأتي تحفيز نمو الاقتصاد الوطني في صلب دور مصرف لبنان المتنامي المنسجم مع دور المصارف المركزية في العالم عامة وفي لبنان خاصة.
من هذا المنطلق، يهمنا أن نشير من جهة إلى أن المصارف تفاعلت مع مبادرات سعادة الحاكم بفاعلية وفعالية وأن اقتصاد المعرفة هو آخر مبادرات مصرف لبنان وليس آخرها، وهذه المبادرات قد رفدت الاقتصاد اللبناني بنمو يتراوح بين 1 و 1.5% مما يشكل برأينا مجمل النمو الذي حققه اقتصادنا على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة.
ومن المتوقع أن تنسحب هذه المبادرات عامة وتلك المتعلقة باقتصاد المعرفة والشركات الناشئة إيجابا على اقتصادنا الوطني على امتداد السنوات القادمة.
} ما هي أوضاع مصرفكم على صعيد الابتكار والخدمات؟
ـ إن فرنسبنك هو مصرف شامل يلبي حاجات الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. وإننا وعلى مدار الساعة نطور خدمات تلبي حاجات زبائننا، وتقدم لهم، أفراداً كانوا أم شركات، سلة كاملة ومتكاملة من الخدمات والمنتجات المبتكرة والمتطورة باستمرار مع استباق رغبات كافة شرائح المجتمع واحتياجاتهم المتنامية، وتقديم العروض المدروسة للقروض، البطاقات، وغيرها من المنتجات ذات الجودة والتقنية العالية.
ومؤخرا، وفي إطار اهتمامنا الاستراتيجي بتلبية حاجات عملائنا الذين يتعاملون مع الصين وهي التي تعتبر اليوم قبلة أنظار الاقتصاد العالمي، قام فرنسبنك مؤخرا بدوره في دعم مؤتمر «بناء حزام اقتصادي لطريق الحرير» الذي انعقد في أيار الفائت، ودعم مشروع طريق الحرير- هذا الطريق الذي كان منذ القدم يبدأ في الصين وينتهي في بيروت. ومن شأن ذلك أن تتعزز الآمال وتنفتح الأبواب على مصراعيها لآفاق جديدة من التعاون الاقتصادي الاستراتيجي والمنافع المشتركة الكبيرة، وبالأخص بين الصين والعالم العربي.
من هذا المنطلق، قررنا تأسيس مكتب الصينChina Desk ضمن مجموعة فرنسَبنك، وهو الأول من نوعه في المنطقة، لخدمة العملاء الذين يسافرون إلى الصين ويعملون فيها، وكذلك لدعم الشركات الصينية العاملة في الأسواق التي يتواجد فيها فرنسَبنك في أكثر من 11 دولة.
كما أطلقنا بطاقة Platinum UnionPay، البطاقة الأولى من نوعها في لبنان،. وبذلك، أصبح فرنسَبنك الآن في موقع الريادة، لا بل الأول، في إصدار هذه البطاقة في لبنان.
أخيرا وليس آخرا، بات من المعروف والثابت أن علاقاتنا مع الصين تعود إلى أكثر من نصف قرن، وأننا خلال هذه المدة قد بنينا علاقات ثابتة وصداقات متينة ما زلنا نعتز ونفتخر بها. ولو لم يعتبرنا شخصيا الإخوة في الصين وكذلك منذ زمن طويل أصدقاء للشعب الصيني، لما تمكنّا من القيام به وتحقيقه من بناء وتطوير علاقات مميزة بين لبنان خاصة والعالم العربي عامة.