الأخبار

 غصن : الخطر لا يطال البلد فقط بكلّ الكيان  

 
 

نداء.... نداء.... نداء....لمنع الإنهيار ولتفادي الانتحار
القصّار : لم يعد مقبولاً ان يتراكم الدين الى 70 مليار دولار

جوزف فرح - (الديار)

صرخة جديدة يطلقها المجتمع المدني كافة بما فيه الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام والمهن الحرة من خلال نداء 25 حزيران من مجمع البيال في بيروت بهدف الوصول الى قرار ضد الانتحار، وان كان رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لا يفضل هذه التسمية طالما ان هذا المجتمع ما زال منتجا، محبا للحياة، حيويا، فاعلا ومؤثرا.


هذا النداء الثالث للهيئات الاقتصادية والاول للاتحاد العمالي العام والمهن الحرة للخروج من الشلل السياسي والضغط على الهيئات السياسية غير المبالية على حد قول رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار. بعد ان تجاوزت الارقام كل الخطوط الحمر في نسب البطالة الى ازدياد الهجرة الى تراكم الدين العام ووصوله الى اكثر من 70 مليار دولار اميركي.


واذا كانت هذه الصرخة هي البداية فيؤكد المعنيون بالنداء، ان الهدف مصوب باتجاه الطبقة السياسية التي تتلهى بالقشور وتترك القضايا المهمة كمثل ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، ومن اجل ذلك فان هذا النداء هو مقدمة لسلسلة تحركات ستعلن في حينها على ضوء الاجتماعات التي سيعقدها المجتمع المدني المنتج بعد ان يتم تدارس تداعيات اطلاق النداء في 25 حزيران.


وفي هذا الاطار يقول رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار ان هذا النداء هو صرخة مشتركة يطلقها المجتمع المدني بكافة هيئاته من هيئات اقتصادية الى الاتحاد العمالي العام الى المهن الحرة، من اجل اعادة الامور الى نصابها وفي ظل الشلل المستمر الذي بدأ يطال كل المؤسسات من عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية الى شلشل في حكومة المصلحة الوطنية الى عدم اجتماع المجلس النيابي لاقرار مشاريع القوانين التي تهم المواطنين اقتصاديا واجتماعيا حتى ان بعض القروض المقدمة من البنك الدولي وغيرها من المؤسسات مهددة بالزوال، بحيث لا يمكننا ان نقف متفرجين على تفكك الدولة وان نرى الاوضاع سائرة من سيىء الى اسوأ.


واضاف القصار: لقد تحركنا بعد ان تم تجاوز الخطوط الحمراء اقتصاديا واجتماعيا وماليا، فقد وصل الدين العام الى 70 مليار دولار والحبل على الجرار مما ينذر بان يصبح لبنان كاليونان معرض للخطر الداهم. كما ان نسب البطالة ارتفعت ووصل الى حدود غير معقولة في الوقت الذي نرى اولادنا الذين يتخرجون من الجامعات يحملون حقائبهم باتجاه الهجرة، كما ان حركة الاستثمارات غير موجودة والحركة السياحية شبه معدومة، بينما نرى الطبقة السياسية غير مبالية.
واضاف القصار: «سنتابع تحركاتنا لعل صوتنا يمكن ان يصل الى مسامع الذين يجب ان يسمعوا خصوصا واننا نحن صوت الناس والعامل والمهني الذي يريد ان يعيش بكرامة.


واعتبر القصار ان هذه الصرخة ستكون غير كل الصرخات اولا لانها تضم كل المجتمع المدني، ثانيا لان الوضع الاقتصادي والاجتماعي وصل الى درجة من الخطورة التي تهدد هذا البلد، لذلك على كل صاحب ضمير ان يؤيد هذا النداء ان كان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا، باعتبار ان هذا النداء هو مطلب جماعي لكي نترك هذا البلد يعيش بكرامة ونترك المواطن يفتش عن لقمة عيشه، وان نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو مقدمة لتحريك كل المؤسسات ويحصن الاستقرار الداخلي ويعزز المكانة الوطنية.


واعتبر القصار ان الالتقاء مع الاتحاد الوطني والمهن الحرة في هذه الظروف هو التقاء وطني يطال المجتمع كله وليس قطاعا واحدا او قضية واحدة، وهذا ما سيؤدي الى نجاح هذا التحرك لان اهدافنا مشتركة ونداء سيكون مشتركا لمنع الانتحار وتأمين مستقبل افضل.

--------------------------------


اما رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن فأكد ان المجتمع الانتاجي لديه مسؤوليات وواجبات ولا يمكنه بالتالي ترك البلد في غيبوبة او موت سريري، في ظل شغور موقع رئاسة الجمهورية. وحكومة شبه مشلولة واذا اجتمعت اختلفوا اعضاءها، وسلطة تشريعية غير قادرة الاتفاق على قضايا ومشاريع اجتماعية واقتصادية وادارية اساسية مثل مهزلة سلسلة الرتب والرواتب التي مضى التداول بها اكثر من 4 سنوات ولم تنته رغم ان ثلث الشعب اللبناني يستفيد منها او مثل اقرار مشروع قانون استفادة المضمونين الذين سيحالون الى التقاعد من تقديمات الضمان الصحي. وهذا المشروع اقرته مختلف اللجان النيابية بالاجماع ضمن اتفاق اقتصادي - اجتماعي بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام. ومشاريع القوانين المتعلقة بالقروض المالية كأن هناك يد داعشية تحاول قطع رؤوس المؤسسات الدستورية في البلد لكي يقع الانهيار الاقتصادي والمالي.


واعتبر غصن ان النداء الذي سيوجهه المجتمع المنتج يوم الخميس المقبل لكي نقول للجميع ان البلد في خطر وعلى الكيان وبالتالي لم تعد المسألة تتعلق بقطاع اقتصادي معين بل يتعلق ببلد تصريحات المسؤولين السياسيين فيه تقودنا الى الانهيار
وقال غصن: نحن على حافة الخطر وعلى خطر الانزلاق الى الهاوية لان الازمة الاقتصادية والازمة الاجتماعية توازي الخطر والمخاطر التي تنتج من الاختلافات السياسية.


واضاف غصن: اضافة الى الوضع الاقتصادي المتأزم الذي يهدد السلم الاهلي، حيث ان معدلات البطالة ارتفعت الى 25% وان نسبة الفقر ازدادات في 28% عام 2008 الى 30 في المئة من العام 2014 اي ان ثلث الشعب اللبناني يعيش بين دولارين و4 دولارات، اي انه يعيش تحت خط الفقر اضافة الى ان نسب البطالة لدى الشباب تتجاوز الـ 32 % من نسبة عدد العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية لان المجتمع المنتج لا يؤمن لهم فرص العمل، هذه المخاطر كيانية وليست ازمة وتمر، لذلك عندما بدأنا باطلاق الصرخة، كنا نعرف انها صرخة الخوف من المستقبل في ظل موجات التكفير والحصار الذي يهددنا على حدودنا من طرفي البلاد في الجنوب والشرق، والداخل ليس بمنأى عنه وسيجد بيئة له: بيئة اجتماعية فقيرة تستغل المخاطر الاجتماعية والاقتصادية ليعم الفساد وتنتشر السرقات وانعدام الاخلاق، بنية تعتمد على الكراهية والحقد على الاخر، وبهذه البنية يجد الارهاب والتكفير مرتعا لهما.


ولكن ماذا بعد النداء؟
يؤكد غصن ان اهمية هذا النداء انه يجمع العائلة اللبنانية المنتجة التي بدأت تشعر بالقلق والخوف على المستقبل، ولنؤكد ونطالب بعدم نحرنا، لان شعب لبنان محب للحياة وحيوي ومنفتح وفاعل ومؤثر بارضه وبيئته ومحيطه، وبالتالي فهو يرفض فكرة الانتحار وخصوصا في ظل سيوف الناحرين التكفيريين.


لقد شاركنا في هذا النداء في اطار التدليل على الخطر وليس على الانتحار التي رفضها المجتمع المنتج، قصدنا ان هذا الشعب يريد العيش بكرامة وليس بنحر حياته في ظل عدم الشعور بأي مسؤولية للمسؤول السياسي بدقة هذه المرحلة والتلهي بين الكيدية والانانية والاعتبارات الشخصية، ويحفزك للقول له «الى اين تأخذنا في هذا البلد».


وتساءل غصن: هل نحن نعيش في جمهورية الموز لاننا لسنا قادرين على الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية او ادارة الشأن العام مع حكومة منتجة تعالج وتحل وتحفز وتحرك هذا المجتمع.


ماذا بعد هذا النداء؟
يقول غصن اولا دعونا نعلن عن وحدة هذا المجتمع الانتاجي المكون من الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي والمهن الحرة وثانيا لا بد ان يكون هناك خطوات لاحقة كي لا يبقى صوتنا في واد دون اي صدى.


ويعتبر غصن ان اللقاء مع «الهيئات الاقتصادية ليس الاول بل هو الثاني من حيث الاهمية اذ كان الاول في العام 2004 حيث تعاونا سوية على المستوى الوطني.


وحول اللقاء مع الهيئات الاقتصادية يقول غصن: ان هذا اللقاء هو لقاء وطني حيث تتجاوز كل الاختلافات حول رؤيتنا الاقتصادية والاجتماعية ليست المرة الاولى التي نلتقي خلالها، وهذا اللقاء هو مكمل للقاء الاول الذي تم عام 2004 من اجل ايصال صوتك الى من يوقف عجلة الانتاج في لبنان.