الأخبار

 كلمة رئيس الاتحاد بمناسبة أول أيار - صيدا  

 
 

بيان صادر عن الاتحاد العمالي العام في لبنان


 في حضور حشد من الفعاليات السياسية والروحية والنقابية والعمالية في صيدا والجنوب، وبمناسبة الاحتفال الذي نظمه اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب، ألقى رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر الكلمة التالية:
«يسعدني ويشرّفني أن أكون بينكم اليوم في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب اللبناني وبوابته الأبية الصامدة، بمناسبة احتفالات الأول من أيار – عيد العمال العالمي وبين زملاء ورفاق لي من النقابيين والعمال الرواد الذين أسّسوا مع غيرهم في وقتٍ سابق الاتحاد العمالي العام ورفدوه بالقادة المميزين كالراحلين حسيب عبد الجواد ووليد جويدي وسواهم من المناضلين.
هذه المدينة التي قدّمت على المستوى النقابي، لم تبخل في عطائها على المستوى الوطني أيضاً حيث قدّمت للبنان شهيدين كبيرين هما: الشهيد معروف سعد والشهيد رفيق الحريري. إلى جانب شهداء كثر في مواجهة العدو الإسرائيلي سواء إبّان الاحتلال أو على جبهات ساحة المقاومة.
ولا عجب أيها الأخوات والأخوة فهكذا كانت صيدا على الدوام منذ التاريخ القديم بأهلها وقلعتها وإرادة أبنائها رمزاً للكفاح من أجل الحرية والتقدّم ووحدة الوطن وازدهاره.
كما يسرّني أن أحتفل إلى جانبكم اليوم بهذه المناسبة الجليلة في الأول من أيار – عيد العمال العالمي في باكورة الاحتفالات النقابية العمالية بهذا العيد وعشية الاحتفال المركزي الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام صبيحة الأول من أيار في مقر الاتحاد. وفي أول لقاء شخصي لي بعد الانتخابات العامة لهيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام التي جرت في الخامس عشر من شهر آذار الماضي.

الزملاء النقابييون، أيها الحفل الكريم،
 يأتي عيد العمال الذي يزخر بالمعاني والدلالات سواء في ما يخص شهداء شيكاغو في العام 1886 الذي نحيي ذكراهم، أولئك الشهداء المجهولون الذين سقطوا منذ تلك الواقعة في سائر أنحاء المعمورة من عمال ونقابيين من أجل تحسين وتطوير شروط وظروف العمل ومن أجل حياة لائقة وكريمة ومنهم الرواد الأوائل من مؤسسي وقادة الحركة النقابية اللبنانية وفي مقدمهم النقابي مصطفى العريس الذي قاد مع اتحاده – اتحاد عمال لبنان – معركة إقرار قانون العمل اللبناني عام 1946.
أيتها الأخوات والأخوة،
 نأتي إليكم في صيدا والجنوب في هذه المناسبة أنا وزملائي من هيئة المكتب لا لنقول لكم ماذا تفعلون أو لا تفعلون، بل نأتي لنتحاور بعقل مفتوح وقلب مفتوح حول ما يهمّ العامل اللبناني اليوم، وما هو المطلوب من الحركة النقابية لنرسم معاً ومن خلال هذا الحوار الجدّي والصادق برنامجنا النضالي.
 وإذا كنّا لا نزعم أننا نملك برنامجاً تفصيلياً للمهام المحدّدة التي يجب تنفيذها، فإننا نؤكّد أننا نملك الإرادة والرغبة والاستعداد الكامل للعمل بهذا الاتجاه.
فمفهومنا للاتحاد العمالي العام الذي هو اتحاد للاتحادات ينطلق من قوّة وفعالية وحسن تنظيم كل اتحاد عضو في الاتحاد العمالي العام وكل نقابة عضو في اتحاداته وبقدر ما تكون تلك الاتحادات والنقابات قوية وفاعلة ومحتضنة لقضايا العمال في هذه المنطقة أو المهنة أو القطاع أو المؤسسة يكون الاتحاد العمالي العام اتحاداً عمالياً قوياً وممثلاُ حقيقياً لمصالح العمال ومدافعاً قادراً على الذود عن تلك المصالح.
وفي يقيننا أنّ التنظيم النقابي منذ نشوئه كان ولا يزال وسيلة وأداة بيد العمال لتحقيق مطالبهم وتحسين حياتهم وليس هدفاً بحدّ ذاته. ولكّما كان هذا التنظيم ديموقراطياً يتّسع للجميع من مختلف الآراء والتوجهات يكون جماهيرياً وقوةً ضاغطة وفاعلة في مجاله. وفي هذا السياق علينا دائماً الالتفات والتنبّه لفحص أوضاعنا التنظيمية باستمرار من الاتحاد العمالي العام إلى آخر نقابة في آخر منطقة من لبنان وإعادة النظر بهذه البنية وأدائها وفعاليتها ومسؤوليتنا الأساسية في قيادة الاتحاد العمالي العام أن نجعل منه قوّة مثال وقدوة لجميع اتحاداتنا ونقاباتنا.
الحفل الكريم،
 إن كنّا صادقين في القول أننا كقيادة منتخبة حديثاً فيها الجديد وفيها التجديد ومنها كل الجدية والعزم، لا نأتي إليكم اليوم ببرنامج تفصيلي للمرحلة القادمة، فإننا لا يغيب عنا أنّ القيادة السابقة كانت قد وضعت مذكرات مطلبية حاولت العمل بموجبها لكننا ومن منطلق إعادة النظر بطريقة العمل السابقة وشكلها ومضمونها النقابي، نحتاج لإعادة برمجة أولوياتنا ودراسة حاجاتنا بشكل دقيق وملموس لهذه المرحلة.
 لن أطيل عليكم الكلام في هذا المجال لأنّ هذا الجزء من الموضوع سيقال في كلمة الاتحاد العمالي العام في الاحتفال المركزي في عيد العمال يوم الاثنين القادم في مقر الاتحاد.
 على أنّه من البديهي في مثل هذا اليوم، ومن هذه الأمسية النقابية المميزة أن نقول أنّ التركيز على استعادة وحدة الحركة النقابية قولاً وفعلاً وممارسة ستكون من أولى أهدافنا وأنّ تطوير شبكة علاقاتنا النضالية مع أركان هيئة التنسيق النقابية واستعادتها أولاً مسألة أساسية نحتاجها جميعاً بالإضافة إلى توسيع مروحة هذه العلاقة مع مختلف هيئات ومنظمات المجتمع المدني التي تشاركنا أو تتقاطع معنا في نضالنا.
 من البديهي كذلك أن يكون في مقدمة همومنا واهتماماتنا جميعاً قضية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وحماية مصيره وتعزيز تقديماته وتحسين إدارته.
 ومن الطبيعي أن تكون الأجور بعدما تعرّضت لكلّ هذه الخسائر في قيمته الشرائية أن تتصدّر جدول أعمالنا مع الحكومة وأصحاب العمل وأن يكون السلم المتحرك للأجور في رأس جدول الأعمال ومن الضرورات القصوى طرح السياسات الضريبية المنحازة ضد العمال والمفقرين لصالح كبار أصحاب الاحتكارات وإعادة توزيع الثروة الوطنية بشكل مقبول إذا لم يكن بشكل عادل.
 وهناك الكثير من الأولويات، من الخدمات الاجتماعية من كهرباء ومياه ونقل وشبكة اتصالات إلى البطالة المتفشية إلى المزاحمة غير المشروعة الى باقي الهموم التي يعاني منها العمال وسائر المواطنيين من ذوي الدخل المحدود خاصةً والتي لا تتسّع هذه الأمسية الكريمة لتعدادها.
الحضور الكريم،
 ليكن عيد العمال محطة نضالية ننطلق منها للكفاح الموحّد نحو تحقيق العمل اللائق والحياة الكريمة لنا ولأبنائنا.
والى اللقاء في الاحتفال المركزي صبيحة الأول من أيار.
عشتم وعاش الأول من أيار.
عاش لبنان.
رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان
بشـارة الأسمـر»