الأخبار

 نص كلمة السيد غسان غصن في مؤتمر البناء والأخشاب العربي  

 
 

ننشر نص كلمة أمين "العمال العرب"غسان غصن في مؤتمر "البناء والأخشاب العربي" :أقول للعمال "قوتكم في وحدتكم" ..والقضية الفلسطينية خطا احمر..وإنتصار شعب العراق وجيشه على الإرهاب و مخطط التقسيم صدا منيعا لكل الشعوب العربية..وشكرا للعامل العربي الذي يقف صامدا


 طباعة  البريد الإلكتروني
المجموعة: عمال العرب
نشر بتاريخ الأربعاء, 25 كانون2/يناير 2017 13:20
كتب بواسطة: وكالة أنباء العمال العرب
الزيارات: 230


وكالة أنباء العمال العرب: القى  الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن كلمة في مؤتمر الاتحاد المهني العربي للبناء والأخشاب الذي انعقد تحت رعاية رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال في العراق جبار طارش الدراجي  صباح اليوم الأربعاء  ،وذلك في فندق المنصور ميليا، تحت شعار"عمال البناء الركيزة الأساسية لبناء الأوطان"،والذي ياتي كخطوة متقدمة على طريق توحيد الجهود العمالية العربية لوضع الخطط الكفيلة لكي يأخذ قطاع البناء ودوره في ازدهار وتنمية الاقتصاد في البلدان العربية , وتستمر  لليومين ، حيث ستصدر توصيات ذات أهمية بالغه في رسم ملامح المرحلة المقبلة وتوضيح أفاق مستقبل قطاع البناء في الوطن العربي .وكانت قد  بدأت الجلسة الإفتتاحية بكلمات لإياد علاوي نائب رئيس الجمهورية وغسان غصن الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ،وجبار طارش رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال في العراق ،وممثلين عن وزارة العمل والغرف التجارية والصناعية وقيادات الإتحاد المهني العربي للبناء والأخشاب ،والسيد كريم لفته سندال امين عام الاتحاد المهني للعاملين في البناء والاخشاب وصنع مواد البناء العراقي ...،وحضرت وفود الاتحادات العمالية العربية للبناء والأخشاب وهم كل من عمال "مصر وسوريا و ليبيا و الأردن و فلسطين" وبحضور  عضو الامانة العامة للاتحاد الدولي وامين عام اتحاد عمال مصر محمد وهب الله...كما حضر نواب برلمان وقيادات شعبية وسياسية عديدة.

وهذا نص كلمة الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن:"في بداية كلمتى أريد ان اتوجه بالتحية والتقدير إلى القوات المسلحة العراقية  على البطولات التي تتحقق يوميا على أرض العراق لتحريرها كلية من خفافيش الظلام ،والإرهابيين " و"الدواعش"،معللا على كلامي ببيان حديث صدر أمس الثلاثاء من مكتب نائب الرئيس العراقي  كشف خلاله عن تفاصيل  تلك البطولات والإنتصارات بعد أن تمكنت القوات العراقية المشتركة ضمن عمليات "قادمون يا نينوى" ، من تحرير الجانب الايسر لمدينة الموصل التي اجتاحها تنظيم داعش الارهابي عام 2014 ،فضلا عن العديد من البلدات والقرى التابعة لمحافظة نينوى،بخلاف عمليات التحرير التي تحدث في مواقع عديدة بفضل تحالف الشعب وفي مقدمته العمال، مع الجيش العراقي الباسل ..ولقد لفت إنتباهي في هذا البيان- الذي ذكرته  تأكيده على ضرورة العمل المشترك بين بغداد ودمشق لمواجهة "الإرهاب"، مشيرا إلى أن إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" في العراق سيمهد لهزيمته في سوريا وباقي البلدان العربية ودول العالم  الأخرى..إن هذا البيان ،يكشف لنا مجمل القضايا التي تهم العراق وسوريا، وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين،وهو خير دليل  على التعاون بين العراق وسوريا المستمر من اجل مواجهة العدو الواحد الذي يسعى بكل قوة إلى شرزمتنا ،وضرب وحدتنا وتدمير حضارتنا  ،وإستهداف جيوشنا وشعوبنا وعمالنا ،ومصانعنا ،والإستيلاء على ثرواتنا،فإنتصار شعب العراق وجيشه على الإرهاب والقضاء على مخطط التقسيم والتفكك هو في الوقت ذاته صدا منيعا  لكل الشعوب العربية ...

*الأخوة الاعزاء ..

إنني اليوم أقف امامكم  كامين عام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي يضم في عضويته تنظيمات وإتحادات نقابية وعمالية على مستوى الوطن العربي يمثلون ما يقرب من 100 مليون عامل يدعمون العراق جيشا وشعبا وعمالا في مواجهة الإرهاب ،ويساهمون في خطط البناء والتنمية والتعمير  .فالإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب العضو في منظمتي العمل الدولية التابعة للامم المتحدة ،والعمل العربية التابعة للجامعة العربية يحمل تاريخا طويلا في  المواقف الثابتة تجاه وطننا العربي ،ومن الكفاح ضد التفكك والتمزق والإرهاب والإحتلال الإسرائيلي الذي يواصل جرائمه اليومية ضد عمالنا في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وسط صمت دولي مريب ،وتكفينا المعلومات والأرقام التي ترصدها معظم المنظمات العربية والدولية حول تلك الإنتهاكات التي تتطلب موقفا حاسما وحازما من كافة المنظمات وكل الجهات المعنية عربيا ودوليا في مواجهة  "الإحتلال"..

إن مواقف الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب على مدار التاريخ وحتى اليوم تستحق التقدير والفخار ،فهو الداعم القوي للوحدة والقومية العربية ،فمنذ أن نشأ  كان ولا يزال أداة مظلة  للطبقة العاملة العربية في كفاحها القومي من اجل التحرر الوطني والاستقلال، وفي نضالها من اجل الوحدة العربية، وفي نضالها  لإحداث التحولات الاجتماعية في الوطن العربي والانتصار لقضايا الحقوق والحريات النقابية ولحق التنظيم. وإضافة الى  ذلك فإن  الطابع السائد في أنشطة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وتوجهاته له أبعاده السياسية، واهتمامات قيادته تتركز أساسا على القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني .واذكركم هنا حتى تتعلم الأجيال الجديدة حقيقة  "الإتحاد الدولي" الذي يجب ان نواصل دعمه  والنهوض به، فانه في الرابع والعشرين من شهر آذار (مارس) 1956 وعلى ضوء الاجتماع الذي عقدته قيادات نقابية ممثلة لسبع منظمات عمالية عربية في خمسة أقطار عربية هي: مصر – سورية – لبنان – الأردن – ليبيا، أعلن في دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية عن قيام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كإطار معبرٍ عن وحدة كفاح ومصير الطبقة العاملة العربية.و جاء تأسيس الاتحاد قبل أكثر من نصف قرن من الزمان تتويجاً لنضالات الطبقة العاملة وتضحياتها الكبرى بهدف إيجاد تنظيم عربي يعمل على تحقيق تطلعاتها الطبقية (الوطنية والقومية)،ويقوي من تلاحمها في الكفاح من اجل مواجهة الإخطار المهددة لأهدافها وطموحاتها المستقبلية، ويضع حجر الأساس لوحدة الأمة العربية لإيمانها المطلق بأن تحرر الأرض العربية من الهيمنة الامبريالية والصهيونية والرجعية بكافة مظاهرها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية مرهون بحجم الدور الذي تؤديه الطبقة العاملة في قيادة المجتمع العربي، وبما يعزز من دورها النضالي في إقامة المجتمع العربي الموحد.ولقد نمت عضوية الاتحاد بشكل ملحوظ واصبح فاعلاً اكثر فأكثر خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي بانضمام المغرب والجزائر والعراق والكويت وفلسطين والسودان واليمن الديمقراطي واليمن الشمالي والصومال وموريتانيا وجيبوتي وتونس.وقد كانت الأقطار العربية التي سبقت فيها الحركة النقابية في الظهور هي الأقطار التي أخذت قبل غيرها بنظام التصنيع وازداد فيها نمو الحركة الوطنية والتحررية...

*زملائي المحترمين ..

إننا اليوم إذ نجتمع نحن وقيادات الإتحاد المهني العربي للبناء والإخشاب بإعتباره أحد أذرع الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ،وهي التي تمثل الفئة التي تقوم بالبناء والتعمير والدفاع عن حقوق العمال المنتمين اليه،نشير مجددا إلى اهمية توعية عمالنا بالتحديات الراهنة التي تواجه الوطن العربي من بطالة وفقر  وإرهاب ونزوح وهجرة، ومحاولات مستمرة من الخارج وعملاء الداخل للنيل من وحدتنا ،ولابد وان نرد على ذلك بقوة من خلال تلاحمنا وتعاوننا المستمر ،ومساندة قيادتنا لمواجهة تلك التحديات ..ولعل الإرقام تكشف حجم تلك التحديات الخطيرة ،وسوف أستعين هنا بأحدث معلومات صادرة  عن البنك الدولي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة ، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمركز التجاري العالمي التابع لمنظمة التجارة العالمية،ومنظمتي العمل العربية والدولية وغيرها ،حيث تكشف تلك التقارير  حجم التكلفة الكبيرة التي تكبدها العالم العربي نتيجة لأحداث الإرهاب والربيع العربي من خلال تغطية 9 محاور هي: الناتج المحلي الإجمالي، والقطاع السياحي، والعمالة، وأسواق الأوراق المالية، والاستثمار الأجنبي المباشر، واللاجئين، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة،حيث تشير جميعها  إلى أن التكلفة التي تكبدها العالم العربي بفعل الارهاب و الربيع العربي بين العام 2010  الى الان وصلت إلى نحو 833.7 مليار دولار أميركي، بالإضافة إلى 1.34 مليون قتيل وجريح بسبب الحروب والعمليات الإرهابية، وبلغ حجم الضرر في البنية التحتية ما يعادل 461 مليار دولار أميركي عدا ما لحق من أضرار وتدمير للمواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن، وبلغت الخسارة التراكمية الناجمة عن الناتج المحلي الإجمالي الذي كان بالإمكان تحقيقه 289 مليار دولار أميركي ،كما بلغت خسائر أسواق الأسهم والاستثمارات أكثر من 35 مليار دولار حيث خسرت الأسواق المالية 18.3 مليار دولار أميركي وتقلص الاستثمار الأجنبي المباشر بمعدل 16.7 مليار دولار أميركي، وبيّنت التقارير أن عدم استقرار المنطقة والعمليات الإرهابية تسببت في تراجع تدفق السياح بحدود 103.4 مليون سائح عما كان متوقعاً بين 2010 و2016،كما تسبب الربيع العربي بتشريد أكثر من 14.389 مليون لاجئ، أما تكلفة اللاجئين والنازحين فبلغت 48.7 مليار دولار...وطبعا كان عمالنا العرب من أكثر الفئات التي دفعت ثمن هذا التدهور الإقتصادي وتدمير البنية التحتية والمصانع والشركات وتخريب الصناعات...

*أيها الحضور الكريم...

إننا أذن امام هذه التحديات والصعاب التي يدفع ضريبتها الشعب العربي وفي مقدمته العمال ،يجب وان نقف وقفة تحية تقدير وإعجاب للعامل العربي الذي يقف صامدا وشامخا ومواصلا لدوره في الكفاح والنضال والعمل والإنتاج ،مما يضعنا نحن قيادات الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ،والإتحاد المهني العربي للبناء والأخشاب امام مسئوليتنا التاريخية والوطنية والقومية بل الأخلاقية من أجل الحفاظ على قوتنا ووحدتنا في مواجهة الإرهاب والذين يدعموه ويمولوه في الداخل والخارج ،ومواجهة محاولات زرع الفتنة وزعزعة الإستقرار ونشر الفرقة والإنقسام وهدم الوحدة وإستغلال الدين خلافا  لرسالته ،ونشر التطرف والإنحراف ،لا سيما و أن كل الأديان السماوية تدعو الى المحبة والالفة ووالسماح  وما تتنافى مع العنف والإرهاب والتكفير بكافة أشكالة ..

وفي الختام اتمني لمؤتمركم هذا النجاح والتوفيق وان نخرج منه أقوياء ومتحدين ،لنواصل مسيرة العمل والكفاح مع كل الشركاء الإجتماعيين في كل بقعة من بقاع الأرض من أجل نشر العدالة والبناء والتعمير،ومواجهة التحديات والتغييرات التي تحدث بين الحين والاخر في العالم من حولنا ،ونبعث رسالة إلى كل منظماتنا العربية مفادها :"قوتكم في وحدتكم"..كما نشكر القيادات النقابية والعمالية العراقية ممثلة في الإتحاد العام لنقابات العمال في العراق ورئيسه جبار طارش الدراجي على حسن الإستقبال وكرم الضيافة ،ونعلن دعمنا الكامل لهم في معركتهم ضد الإرهاب ،ومعركة البناء والإنتاج...

وشكرا لحسن إستماعكم ...

*الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن .."