الأخبار

 المستشفيات الخاصة حذّرت من عدم استقبال المرضى  

 
 

المستشفيات الخاصة حذّرت من عدم استقبال المرضى «ما لم تُدفع مسـتحقاتها»
هارون انتقد إعطاء الأولوية لـ«الحكومية» وقضية الطفل جواد تردُّ عليه


بقلم عزة الحاج حسن شيباني - (اللواء الاقتصادي)


الطفل جواد جمعة الذي رفضت «مستشفى الجامعة الأميركية» استقباله (الصورة)


 حذّر نقيب المستشفيات سليمان هارون من عجز المستشفيات عن استقبال المرضى اذا لم تُدفع مستحقاتها البالغة عتبة الـ1660 مليار ليرة لبنانية (مليار ومئة مليون دولار) حتى تاريخ 30/6/2016، منتقداً الطلب من المستشفيات الخاصة المزيد من التقديمات والخدمات وفق انظمة الجودة العالمية «ما يزيد من اعبائها المالية».
وإذ أبدى هارون عتبه في حديث الى «اللواء» على وزارة الصحة «لأنها تعطي الأولوية في تسديد المستحقات للمستشفيات الحكومية ولا تولي الإهتمام الكافي للمستشفيات الخاصة، جاءت قضية الطفل جواد جمعة الذي رفضت مستشفى الجامعة الأميركية استقباله وهو في حال خطرة، لأسباب مادية، في حين «احتضنه» مستشفى الحريري الحكومي، خير رد على هارون.

المستحقات
فنّد هارون في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر النقابة، مستحقات المستشفيات الخاصة وهي موزّعة كالآتي: 1- وزارة الصحة العامة (تسددها وزارة المال من الموازنة العامة):
مستحقات عائدة لما بين سنة 2000 وسنة 2011 180 مليار ل.ل
(صدر قانون في 22/10/2012 لتسديدها بموجب سندات خزينة، لم ينفذ)
مستحقات عائدة لما بين سنة 2012 و2014 150 مليار ل.ل (لا اعتمادات متوفرة لتسديدها)
مستحقات عائدة لسنة 2015 130 مليار ل.ل
مستحقات عائدة لسنة 2016 200 مليار ل.ل المجموع 660 مليار ل.ل
2- القوات المسلحة والامنية (تسددها وزارة المال من الموازنة العامة):
مستحقات لغاية 30/6/2016 400 مليار ل.ل
3- الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (تسدد فواتيره مباشرة من الصندوق):
مستحقات لغاية 30/6/2016 600 مليار ل.ل
وبالتالي فان المجموع العام بلغ حتى تاريخ 30/6/2016 1660 مليار ل.ل
هارون الذي تجرأ على الاعتراض على إعطاء الأولوية للمستشفيات الحكومية وتحويل مستحقاتها لغاية شهر حزيران من وزارة الصحة الى وزارة المالية، أسف لطريقة تعامل الوزارة مع المستشفيات الخاصة التي «لم تقصّر يوماً»، ولفت الى أن المستشفيات الخاصة تؤدي مهمتها الإنسانية على غرار المستشفيات الحكومية، وتقدم الرعاية الصحية للعدد الاكبر من المواطنين، سائلاً: «أين المنطق في إعطاء الأولوية للمستشفيات الحكومية على الخاصة؟».
قضية الطفل جواد
الإجابة على سؤال هارون، أتت على لسان، فاطمة أم الطفل جواد جمعة الذي لم يكترث مستشفى الجامعة الأميركية لاحتضاره، في حين أنقذه مستشفى الحريري الحكومي.
لعلّ السيد هارون يوقن من قضية جمعة، السبب الذي يدفع بتقديم المستشفيات الحكومية على الخاصة.
وفي التفاصيل التي أوردها موقع «المدن» الإلكتروني، فإن الطفل جواد جمعة إبن السنوات الأربعة، وقع عند الساعة 11 من مساء يوم أمس الأول، من الطابق الثاني في منزل والديه الكائن في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتم نقله بسيارة والديه الى «مستشفى السانت تيريز» في الحدث، حيث أُجريت له الإسعافات الأولية، وبعد تبيّن إصابته بكسور ونزيف حاد في الرأس، طلبت المستشفى نقل الطفل الى مستشفى آخر، بسبب نقص المعدات المطلوبة، لديها.
تواصل الأهل، وفق ما تقوله والدة الطفل، مع «مستشفى الجامعة الأميركية» فجر يوم أمس الثلاثاء، وبعد اطلاع المستشفى على ملف الطفل، الذي أُرسل بالفاكس على وجه السرعة، طلبت المستشفى مبلغ 9000 دولار نقداً أو «شيك»، قبل إدخال الطفل.
ولأنّ الوقت متأخر، عرض الوالد على المستشفى إدخال الطفل مقابل 3000 دولار متوافرة معه، على ان يتم دفع الباقي في الصباح، ريثما تفتح المصارف أبوابها، ويتم سحب المبلغ، على أن يوقع الوالد تعهداً بدفع المبلغ، وما كان من المستشفى إلا أن رفضت الطرح.
ومع استمرار الاتصالات طلبت إدارة المستشفى 22 ألف دولار «فرق ضمان»، وفق ما قالته إدارة المستشفى للوالد، نظراً لكون حالة الطفل خطرة ومعقدة. وفي خضم التفاوض، كانت مستشفى الحريري الحكومي تستقبل الطفل، وتجري له العلاج الأولي اللازم، ثم تم نقله الى غرفة العناية.
ومع أن المستشفى الحكومي استقبل الطفل، إلا ان التواصل مع «مستشفى الجامعة الأميركية» بقي مستمراً، تحسّباً لأي سوء، فعادت الأخيرة وخفّضت طلبها الى 16 ألف دولار، على ان تُدفع منها 4000 دولار عند دخول الطفل، ويُدفع الباقي أثناء فترة العلاج، مع إشارة المستشفى الى ان المبلغ قد يرتفع، بحسب مستلزمات العلاج. والطلب هذا يعكس جشع المستشفيات الخاصة التي صوّرها هارون في مؤتمره على أنها «الضحية» .
أمام «البازار» الذي فتحته «مستشفى الجامعة الأميركية»، تؤكد والدة الطفل ان حالة طفلها مستقرة الآن، ووزير الصحة وائل أبو فاعور أكد استمرار العلاج في مستشفى الحريري الحكومي، «وإذا تطلب الوضع نقل الطفل الى مستشفى آخر، فستتدخل الوزارة لتنفيذ ذلك».
وعند مواجهة النقيب هارون بهذه الحادثة، لم يجد العبارات المناسبة لتبرير ما حصل، بإستثناء إصراره على الإستماع الى رأي إدارة الجامعة الأميركية، لكن سرعان ما جاء رد هارون بالقول: «لم أجد أحداً في المستشفى»، مشيراً الى أنه قد يجد أحداً اليوم الأربعاء... والى حين ذلك يكون الطفل قد استعاد «الحياة» والصحة في المستشفى الحكومي.
الصحة
وعلى أثر الحادثة فتحت وزارة الصحة تحقيقاً بقضية الطفل جواد جمعة، واستدعت أهل الطفل وممثلين عن «مستشفى الجامعة الاميركية» للحضور الى الوزارة صباح اليوم.