الأخبار

 أصحاب الأفران يقضمون رغيف المواطن  

 
 

المواد الأولية تنخفض محلياً وعالمياً بنسب عالية
رغيف المواطن مادة دسمة لأصحاب المخابز (فادي أبو غليوم)


باسكال صوما - (السفير الاقتصادي)

لم ينسَ اللبنانيون خفض زنة ربطة الخبر 100 غرام في العام 2012 والإبقاء على سعرها كما هو، لكنهم سلّموا للأمر الواقع، مع ارتفاع أسعار المحروقات حينها، قبل أن يتم رفع زنة الربطة 50 غراماً منذ فترة وجيزة. إنما الآن، من يقنع اللبنانيين أنفسهم بأن انخفاض أسعار المحروقات إلى ما يزيد عن 60 في المئة، يزيد زنة ربطة الخبر 31 غراماً فقط كما يطالب أصحاب الأفران اليوم، أي زيادة أقلّ من رغيف أو نصف رغيف حتّى؟
وتفيد المصادر بأنه «سيجري اليوم اجتماع بين الوزارة وأصحاب المطاحن بهدف خفض سعر الطحين، وبالتالي لخفض الكلفة على الافران، ما يعني زيادةً في زنة الربطة أكثر إرضاءً لمصلحة المستهلك».
في هذا السياق، علمت «السفير» أن «وزن ربطة الخبر سيرتفع ابتداءً من الأسبوع المقبل. إنما ما يجري الجدال حوله هو نسبة الزيادة. فبرغم تراجع سعر المازوت وتراجع سعر القمح ومعه الطحين عالمياً، إلاّ أنّ أصحاب الافران ما زالوا يصرون على عدم رفع وزن الربطة أكثر من 31 غراماً». تقول مصادر وزارة الاقتصاد والتجارة لـ «السفير» إنّ «الموضوع يحتاج بعض المثابرة والصبر فالوزارة تصر على زيادة الوزن ما لا يقل عن 75 غراماً، فيما أصحاب الأفران يصرون على زيادة 31 غراماً، ما تراه الوزارة جائراً وغير منصف بحق اللبنانيين».
ووفق معلومات حصلت عليها «السفير»، انخفض سعر الطحين بين نيسان 2012 و20/1/2016 من 590000 الى 560000 ليرة للطن الواحد مع انخفاض كلفة التوصيل من 30000 الى 20000 ليرة. وانخفض سعر طن السكر في الفترة نفسها من 1350000 ليرة الى 735000 ليرة أي بتراجع 615000 ليرة. فيما تراجعت تكلفة المازوت من 1450000 ليرة/م3 في نيسان 2012 (لطن الطحين الواحد)، الى 515000 ليرة/م3 في 20/1/2016. أما الخميرة فبقيت على سعرها وهو 4500000 ليرة للطن الواحد، كذلك اكياس النايلون حافظت على سعرها وهو 3600000 ليرة للطن.
ووفق عملية حسابية، وبما أنّ المازوت يشكل حوالي 11 في المئة من تكلفة الخبز، يتبيّن أنّ هذه التكلفة انخفضت 4.4 (حصراً بسبب تراجع المازوت من دون احتساب العناصر الاخرى، إذ من تاريخ آخر تعديل في سعر الربطة كان سعر صفيحة المازوت 16300 ليرة وهو اليوم 10100 ليرة، أي ان التراجع هو حوالي 6200 ليرة). وبالتالي يفترض رفع وزن ربطة الخبز حوالي 42 غراماً. وكذلك مع احتساب الانخفاضات في العناصر الأخرى، توضح مصادر متابعة للموضوع أنّ «رفع زنة الربطة يمكن أن يتخطّى الـ100 غرام».
ولا يخفى على أحد ما يجري الحديث عنه حول اعتماد الأفران على الطحين التركي الأقل كلفة، بحيث يتراوح سعر الطن الواحد منه بين الـ450 والـ480 الف ليرة، ما يخفف الكلفة على الأفران ويوسّع هامش الارباح، على حساب المواطن الذي ما زال يدفع 1500 ليرة ثمناً لربطة الخبز، برغم كل التغيرات التي لم تطل لبنان وحسب، بل شملت العالم أجمع.

هوامش الأرباح
من جهة أخرى، يلفت رئيس «جمعية المستهلك» زهير برو إلى أن «أصحاب الأفران اليوم يربحون 30 في المئة من خلال السعر الحالي لربطة الخبز، فيما يصل ربح أصحاب الدكاكين إلى حوالي 50 في المئة حيث يتم تسليم الخبز الى الدكاكين بسعر بين 1000 و1200 ليرة، ويباع بسعر 1500 ليرة». ويشدد برو على ضرورة «وضع آليات لسعر الخبز وهوامش الربح لكل طرف بعيدا عن المصالح الشخصية، لأن الخبز هو أساس الحياة وليس أي سلعة تجارية، لاسيما بالنسبة للفقراء»، مشيرا الى ان «الاستمرار بهذا الشكل في ايجاد الحلول المؤقتة لموضوع ربطة الخبز، يسهم في استمرار المشكلات والجدالات، ولا يضع حلولاً جذرية لمسألة حياتية مهمّة لكلّ فئات المجتمع».
ويرى برو أن «الخبز اللبناني (العربي) في كثيرٍ من الافران هو أسوأ أنواع الخبز لأنه كناية عن نشاء وسكر وملح وماء فيما نسبة الغذاء قليلة فيه، وبالتالي هذه الصناعة تحتاج إلى الرقابة من حيث الجودة والخصائص الصحية».

اقرأ أيضاً