مواقف صادرة عن الأتحاد

 كلمة غسان غصن في حفل تكريمه من اتحاد الغرف  

 
7/16/2016

كلمة أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
ورئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان السيد غسان غصن
خلال حفل تكريمه من قبل اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان
بيروت – في 13/7/2016

- معالي وزير العمل الأستاذ سجعان قزي،
- رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان الأستاذ محمد شقير،
- رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه،
- رئيس جمعية الصناعيين الدكتور فادي الجميل،
- السادة ممثلي الهيئات الاقتصادية والنقابية،
- المدير الإقليمي للدول العربية – منظمة العمل الدولية السيدة ربا جرادات،
- مسؤول الأنشطة العمالية في المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية الأستاذ مصطفى سعيد،
- الزملاء أعضاء هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام،
- أيها الحفل الكريم،
 يشرفني أن أقف بينكم اليوم وللمرة الأولى بعد انتخابي أميناً عاماً للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، الذي يضمّ معظم الإتحادات النقابية العمالية العربية، ويمثل ما يقارب الـ 100 مليون عامل عربي وهو عضو مراقب في جامعة الدول العربية، وأحد أضلع منظمتي العمل العربية والدولية الثلاثة بجانب الحكومات وأصحاب العمل وهو تكليف أعتزّ به ليس بسبب أهمية الموقع وحساسيته في هذه الظروف الدقيقة، وليس لأنها المرّة الأولى التي ينتخب فيها من المشرق العربي ومن لبنان تحديداً لهذا الموقع القيادي الأول في الحركة النقابية العربية، إنّما للثقة التي أولاها القادة النقابيون العرب للبنان ولاتحاده العمالي العام ولتجربته النقابية الديموقراطية الرائدة وإيمانه بالحرية والتنوع وتداول المسؤولية.. هذا الاتحاد النقابي العربي الذي نشأ في الأساس كأداة تنظيمية للطبقة العاملة العربية في كفاحها القومي من اجل التحرر الوطني والاستقلال، وفي سعيها من اجل الوحدة العربية، وفي نضالها المشروع لإحداث التقدم الاجتماعي والاقتصادي في الوطن العربي، والانتصار لقضايا الحقوق والحريات النقابية ولحق التنظيم والعمل اللائق سعياً لتحقيق العدالة الاجتماعية ومن منطلق هذه الأهداف التي تخص عالم العمل والاقتصاد، فإننا نرى انه لزاماً علينا التنسيق والعمل المشترك بين أطراف الإنتاج الثلاثة من حكومات وأصحاب عمل وعمال لمواجهة التحديات التي تهدد اقتصادنا وتعيق التقدّم والازدهار.

السيدات والسادة،
ولأن الأرقام هي عين الحقيقة فإننا سنرصد لكم أحدث المعلومات التي تكشف خطورة هذه التحديات الناجمة عن عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في بلداننا العربية خاصة مع عاصفة ما يسمي بالربيع العربي منذ عام 2010 وحتى اليوم حيث أشارت التقارير الاقتصادية عن أن كلفة الاضطرابات السياسية والأمنية خلال تلك الفترة بلغت نحو 833.7 مليار دولار تشمل خسائر إعادة البناء والناتج المحلي بالإضافة إلى أكلاف إيواء النازحين في البلدان المجاورة.
 الحضور الكرام،
ليست الاضطرابات السياسية والأمنية الناجمة عن ما يسمى بالربيع العربي هي السبب الوحيد في عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في بلداننا العربية بل يبقى الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا العربية في فلسطين والجولان السورية وجنوب لبنان معوقاً أساسياً أمام التنمية ما يستوجب التضامن العربي الكامل من أجل مواجهة الاحتلال وفضح ممارساته الإرهابية والوحشية فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الباهظة الناجمة عن هذا الاحتلال.
 ولأنّ داعش، هذا التنظيم الإرهابي صناعة إسرائيلية وصهيونية تخدم أهدافهم أفاد تقرير نشره موقع "زاوية" الاقتصادي التابع لوكالة رويترز، أن تنظيم "داعش" كبد المنطقة العربية خسائر فاقت ترليون دولار (ألف مليار دولار) ..وقال التقرير إنه بعد مرور عام على إعلان دولة الخلافة الإسلامية بقيادة تنظيم "داعش" تجاوزت خسائر المنطقة العربية اقتصادياً أكثر من تريليون دولار، في مختلف قطاعات الإنتاج خصوصاً النفط والصناعة والسياحة والبُنى التحتية وتراجع إجمالي الناتج المحلي لا سيما في لبنان وسوريا، والعراق، وتونس وزيادة حجم الإنفاق العسكري بأكثر من 40 بالمئة في الدول العربية.
الحضور الأعزاء،
إنّ ما ينادي به الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب دائما هو العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وهذا ما طالبت به خلال مشاركتي في فعاليات مؤتمر العمل الدولي الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف من 30 أيار /مايو إلى 10 حزيران/يونيو، وأكّدت خلالها أنّ الإرهاب ما كان لينمو ويتفشى لولا مستنقعات البطالة وبؤر الفقر التي تولّد الكراهية والحقد والتطرف وأنّ ازدياد أعداد العاطلين عن العمل في العالم إلى ما يقارب 200 مليون إنسان مع نهاية هذا العام بينهم ما يزيد عن 20 مليون مواطن عربي متعطل
عن العمل وفقاً لتقديرات منظمتي العمل العربية والدولية وبلوغ عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر ما يناهز المليار ونصف المليار.
 وأنّ أكثر من 25 بالمئة من اللبنانيين لا يحظون بفرص عمل جلّهم من الشبان والشابات إن بسبب عدم مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل أو بسبب تغليب الاقتصاد الريعي على الاقتصاد المنتج في ميادين الصناعة والزراعة والخدمات أو بسبب استخدام الأيدي العاملة الرخيصة الأجر بدلاً من العمالة الوطنية.
 إزاء هذه التحديات التي يتابعها ويرصد آثارها الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من أجل وضع خطط عملية لمواجهتها وذلك بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين الذين يتفقون معنا على نفس الأهداف قياساً على التجربة الرائدة بين الهيئات الاقتصادية في لبنان والاتحاد العمالي العام في الكثير من القضايا خصوصاً في تعزيز الحوار الاجتماعي وزيادة التقديمات الاجتماعية وتصحيح الأجور دورياً بما يتناسب مع ارتفاع نسب غلاء المعيشة والحد من عمليات الصرف التعسفي والجماعي ومكافحة الفساد كذلك معالجة أزمة النازحين من الأخوة السوريين.
 كلّ ذلك يضعنا حكومات وأصحاب عمل وعمال أمام تحدٍّ لمواجهة هذا الواقع المرير والتصدي له رغم كل المخاطر السياسية والأمنية إذ لا خطر أدهى من البطالة والعوز واستجداء الدواء ولقمة العيش ودفع الناس إلى ارتكاب الجرائم الاجتماعية والأخلاقية فضلاً عن تأمين البيئة الحاضنة للتطرف والإرهاب.
 هذه التحديات تدفعنا أطراف الإنتاج الثلاثة للجلوس معاً على مائدة حوار والسير قدماً نحو تنفيذ التوصيات والقرارات التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية على الصعيدين الوطني والقومي بدءاً من قيام السوق العربية المشتركة وتيسير تنقل الأيدي العاملة العربية وتمويل الاستثمارات ذات العوائد الاقتصادية والاجتماعية والمرتفعة  وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في القطاعات الإنتاجية وتنمية التبادل التجاري للسلع والخدمات بين الدول العربية وتعزيز الصادرات العربية وتطوير الصناعات المستقبلية والمدن التكنولوجية والتحول من مرحلة التعاون الاقتصادي لبلوغ التكامل الاقتصادي.
 السيدات والسادة الكرام،
قد تكون آمالنا كبيرة إلاّ أن هذا الجمع النخبوي الرائد من صاحب المعالي وزير العمل الأستاذ سجعان قزي ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان الصديق العزيز الأستاذ محمد شقير والسادة رؤساء وأعضاء جمعية المصارف ورئيس وأعضاء جمعية الصناعيين وأركان الهيئات الاقتصادية وزملائي في قيادة الاتحاد العمالي العام الذين شرّفوني بحضورهم اليوم قد زادوني ثقة وإيماناً بأنّ الشراكة الاجتماعية قابلة المنال وأنّ سعينا من أجل تحقيق العدالة ممكن الإدراك.
شكراً على الثقة التي أوليتموني إياها بتكريمي أميناً عاماً للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. وفقنا الله جميعاً لبناء وطن عربي متقدم، مزدهر ينعم بالحرية والديموقراطية والاستقرار والسلام.


 أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان
 غســان غصــن