مواقف صادرة عن الأتحاد

  كلمة رئيس الاتحاد في احتفال «السما نيوز» - النبطية  

 
2/3/2020

كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان السيد حسن فقيه
بمناسبة الاحتفال بمرور عام على تأسيس شبكة «السما نيوز»
بالتعاون مع منتدى الفن التشكيلي
قاعة كامل يوسف جابر الثقافي
زبدين – النبطية 2 شباط 2020


 منذ عامٍ مضى شرّفني الأخوة والأخوات برعاية الاحتفال التأسيسي لشبكة «سما نيوز» التي يشاركها اليوم في هذا الحفل منتدى الفن التشكيلي. إنّ تشريفي برعاية هذا الحفل للمرة الثانية وفي هذا الصرح الثقافي العريق (قاعة كامل يوسف جابر الثقافي) إنما هو وسام مضاعف سواء لي شخصياً كأحد أبناء هذه المنطقة أو بصفتي رئيساً للاتحاد العمالي العام في لبنان.
السيدات والسادة الأعزاء،
 لقد كانت سنة حافلة بالأحداث والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والنقدية والسياسية وخصوصاً في الربع الأخير منها وما كان انفجار كل تلك الأوضاع في وقتٍ واحد سوى نتائج أزمة نظام سياسي معطوب وقائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية منذ نشأته، وعلى تفصيل قوانين انتخابات نيابية مفصلة على قياس أشخاص وطوائف وليس على أساس الوطن والمواطنية. وكان العطب الآخر المماثل في خطورته بناء اقتصاد ريعي وربوي تحتلّ المصارف عصبه الأساسي وتشكّل المضاربات العقارية والمالية المكان الأبرز فيه. وطوال ما يقارب العقود الثلاثة أهملت الزراعة ودمّرت الصناعة وسيّبت السياحة وتمّ إفراغ المؤسسات التربوية الرسمية والمستشفيات الحكومية من وظائفها الاجتماعية وتمّ التركيز على الاستدانة المفرطة من الخارج والاتكال على تحويلات المغتربين وعلى بعض الفتات من المساعدات من هذه الدولة أو تلك. حتى وصلنا إلى الإفلاس المالي واستجداء ودائع من لا يزال لديه من ودائع على أبواب المصارف ويتعرّض القطاع الخاص لأوسع عملية صرف تعسفي وغير تعسفي كما يقع القطاع العام في موقع خطر بسبب الخوف من عدم الحصول على رواتب موظفيه.
 
 وفي حين يكثر الكلام وتكبر الحملات على الفساد والمفسدين ومهربي الأموال والإثراء غير المشروع وسرقة الإدارات والمؤسسات العامة لم تجد فاسداً واحداً وراء قضبان السجن أو قيد المحاكمة على الأقلّ.
السيدات والسادة،
 لقد أطلق الاتحاد العمالي العام ومنذ سنوات ثلاث الصرخة تلو الأخرى منبهاً من مغبّة المضيّ في هذه السياسات المدمرة. لكن تحالف السلطة والمال لطالما أدار أذنه الطرشاء لنا ولجميع الفئات الاجتماعية وخبراء الاقتصاد والاجتماع حتى وقعت الواقعة ورحنا نتخبط وندور في هذه الأزمة المفزعة.
 أما وأنّ الطبقة السياسية قد تمكنت بعد جدل عقيم من تشكيل حكومة جديدة، فإننا رغم جميع الصعوبات التي ندركها نأمل أن يكون قيام هذه الحكومة خطوةً بالاتجاه الصحيح فنبدأ بعملية إنقاذ حقيقية ضمن برنامج ملموس وواضح وموثوق من العمل وكافة الفئات الشعبية التي تدفع الثمن الغالي اليوم. وسيكون الاتحاد العمالي العام مراقباً لكل خطوة تخطوها هذه الحكومة ولن يتسامح في طيّ أي صفحة من صفحات الماضي بل سيطالب بالمحاسبة القاسية والشفافة والعلنية لكل مرتكب ولص أيّاً كان هذا الشخص وأيّاً تكن مكانته.
 نعم وبعد أن تشكّلت الحكومة اللبنانية الجديدة وهي على أبواب نيلها الثقة...
نأمل منها أن تضع مصلحة المواطن خاصةً الفقراء والعمال فوق كل اعتبار وتشددّ العزم وتضرب الفساد وتؤسّس لقانون انتخابي عصري لا طائفي يكون لبنان فيه دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية.

الأخوات والأخوة الأعزاء،
 أمّا أنتم أيها الاعلامييون فقد لعبتم دوراً رائداً في تنوير الرأي العام وقدمتم أوسع المساهمات في تعزيز المعرفة الاقتصادية والمالية وحتى السياسية وكنتم خير معين في نهضة المجتمع وتحديد خياراته وتعزيز دوره المطلبي والسياسي.
 وهنا لا بدّ إلاّ وأن نحذّر من دور الطارئين على الإعلام الذين يقرّبون البعيد ويبعدون القريب وهذا ما يسمى بالإعلام الأصفر والمأجور فالإعلام مسؤولية والتزام بالقضايا الوطنية ولنهوض المواطن والتنوير والنقد البناء. فالإعلام هو وجه الوطن وصوته الصدّاح.
 إننا انطلاقاً من ذلك، ومن أثر ثورة الاتصالات وانتشار وسائل المعرفة ودخولها كل منزل وفي حياة كل فرد، نرى فيكم شريكاً أساسياً وأحياناً حاسماً في انتصار قضيتنا الوطنية والقومية وفضح عدوّنا وممارساته واستمرار احتلاله لأرضنا.
 وكما كان للإعلام دوره الرائد في المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي وفضح المؤامرات الصهيونية والأميركية، وحملته ضد التكفيريين سيكون له نفس الدور في إعلاء شأن الوطن والمواطن والحفاظ على حقوق الناس وكرامتهم.
موقعكم من أهمّ المواقع وشكّل قيمة مضافة في هذا الخضمّ المتلاطم.
التحية لمدير الموقع وللعاملين فيه فرداً فرداً ومن خلالكم للإعلام الوطني والملتزم.
والسلام عليكم

رئيس الاتحاد العمالي العام
حسـن فقيـه