مواقف صادرة عن الأتحاد

  كلمة رئيس الاتحاد في المؤتمر التاسع لاتحاد عمال فلسطين  

 
11/10/2017

كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان
في حفل افتتاح المؤتمر التاسع لاتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان
السفارة الفلسطينية في لبنان – 10/11/2017


- سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان السيد أشرف دبور،
- الأخوة رئيس وأعضاء قيادة اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان،
- الأخوات والأخوة أعضاء المؤتمر التاسع،
- السيدات والسادة الضيوف،
يشرفني أن أقف بينكم في مؤتمركم التاسع متحدثاً باسم الاتحاد العمالي العام وعمال لبنان كافةً وفي سفارة دولة فلسطين تحديداً لما ترمز إليه بالنسبة للأخوة الفلسطينيين وكذلك لنا نحن اللبنانيين وللعرب أجمعين ويشرفني أن أرعى إلى جانب سعادة السفير مؤتمر شهداء الحركة النقابية الفلسطينية (دورة الشهيد القائد النقابي سامي طه).
أيها الأخوة والأخوات،
 شعب فلسطين باقٍ، وعودته حق علينا جميعاً، والاحتلال إلى زوال. وقيل قديماً ما مات حق وراءه مطالب.
 أتذكر صورة الفلسطيني الذي يتمسك بمفتاح بيته منذ العام 1948 في عكا ويافا وحيفا وصفد والجليل وفي كل أنحاء فلسطين. وأقول أنّ هذه الصورة لا تعني بالنسبة له الحنين فقط، بل تعني ذلك الإصرار الذي تجسّد في مختلف أشكال نضاله الشعبي الفدائي والمسلح منذ ثورته الأولى عام 1936 على تواطؤ المحتلين الانكليز مع موجات الصهاينة المتتالية إلى إطلاقه النضال المسلح وتأسيس حركة «فتح» عام 1965 بقيادة الشهيد الرئيس أبو عمار مروراً بانتفاضتي الحجارة في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى زمننا الحالي وكل ما تخلّل ذلك من انخراط أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المنظمات التي ربّت خيرة أبناء هذا الشعب على رائحة برتقال فلسطين وبياراتها ومدنها وقراها وترابها المقدس.
 وكل ذلك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي ألهمت الشعب الفلسطيني في مختلف بقاع الأرض، فضلاً عن الجزء المحتل واستعادة الأمل بحقه في النضال لتقرير مصيره على أرض وطنه.
أيها الأعزاء،
 منذ بضعة أيام مرّت علينا الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم الذي قيل فيه عن حق أنه أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق هذا الوعد الذي كل ما نتج عنه من مآسي للشعب الفلسطيني ولكافة شعوب المنطقة لا تزال سلطات الاستعمار البريطاني تحتفل بمناسبته مع قادة الاحتلال وترفض الاعتذار عن ما فعلته أيديها تجاه الشعب الفلسطيني المناضل.
الأخوات والأخوة،
 إنّ تضامننا مع شعب فلسطين ووقوفنا إلى جانب نضاله وحقه في العودة وتقرير المصير ليس منّة، بل هو أبسط الواجب علينا.
 فالعروبة التي تتخلى عن فلسطين ليست عروبة والإسلام الذي يتخلى عن المسجد الأقصى ليس إسلاماً والمسيحية التي تتنكّر لكنيسة القيامة ومهد المسيح في بيت لحم ليست مسيحية. والإنسانية التي تقبل ببقاء آخر نظام عنصري في عداد أسرتها الدولية ليست إنسانية.
 نعم أيها الصديقات والأصدقاء. إنّ حقّ العودة المعبّر عنه في قرار الأمم المتحدة رقم 194 هو قرار لا يعني الشعب الفلسطيني وحده بل يعني كل المناضلين من أجل الحق والعدل والحرية في كوكبنا.
أيها الأعزاء،
 نحن نثق بنضال الشعب الفلسطيني الذي لم يرفع راية الاستسلام رغم كل المآسي والتهجير والعذابات وتدمير المدن وسحق الأطفال والنساء واعتقال عشرات الألوف بشكل دائم للشباب والمناضلين والتضييق عليه في الجو والبر والبحر، في الماء والكهرباء ولقمة العيش وفي الحروب التدميرية المتكررة على قطاع غزة والضفة الغربية وسائر مقومات الحياة في فلسطين.
 نحن نثق بشعبنا العربي الفلسطيني رغم تواطؤ قوى الغرب الاستعماري الذي أنشأ ورعى هذا الكيان لتأمين مصالحه ونهب خيرات المنطقة وتعيينه شرطياً على شعوبنا ودولنا. وبالرغم من انحدار أنظمة عربية إلى مستوى التعامل سراً وعلناً مع هذا الكيان الغاصب.
 نحن نثق بنضالكم لأننا نثق بأنفسنا وبشعوبنا ولأننا نؤمن بالحرية وبحق الشعوب في استعادة حقوقها وتقرير مصيرها وبناء دولها المستقلة على أرضها.
الأخوات والأخوة،
 لقد دفع الشعب اللبناني بمكوناته كافة ولا يزال ثمناً باهظاً لهذا الاحتلال المجرم والذي تحرّرت الأرض فيه بفعل وحدة شعب لبنان وجيشه ومقاومته الباسلة وهذا ما يدعوني لأن أؤكد على شعبنا الفلسطيني ومن خلالكم الاستمرار بنهج المقاومة التي أبقت القضية الفلسطينية حية في الوجدان والى تمتين الوحدة بين جميع الفصائل والقوى وللتوحد بشكل كامل، مقاومة وشعب وحكومة فلسطين. كما دفعت الشعوب العربية سواء منها المحيط بهذا الكيان أو البعيدة عنه مثل هذا الثمن أيضاً.
 وبالنسبة إلينا أيها الأخوة جاءت معركة تحرير الجرود في شمالي وشرق لبنان من قوى الارهاب التكفيري على يد الجيش اللبناني الباسل والمقاومة الوطنية والتي انتصرنا فيها إنما كانت جزء من المعركة القومية التي تهدف إلى زعزعة وتفتيت الدول العربية وطمس قضية فلسطين التي يجب أن تبقى قضية العرب الأولى. وفي هذه اللحظة لا بد من الإشارة الى مظهر الائتلاف الوطني الكبير حول فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في معالجته للقضايا السياسية المستجدة والتي نأمل أن تأخذ مجراها الى الحل في القريب العاجل.
 لكننا نؤكّد لكم أنّ مصيرنا واحد ومصلحتنا واحدة وحقكم واجب علينا. ونحن في الاتحاد العمالي العام، وكما عهدتمونا دائماً نقف اليوم إلى جانب عمال فلسطين، وخصوصاً أخوتنا في فرع لبنان في مطالبهم العادلة وخصوصاً منها استثناءهم من المعاملة بالمثل في كل ما يتعلق بالعمل وشؤون الحياة اليومية وثقوا بأننا سوف نتابع معكم والى جانبكم الكفاح من أجل كل ما يتعلق بكرامة وحقوق الفلسطينيين في لبنان إلى حين عودتهم إلى أرض وطنهم فلسطين.
وبهذا المعنى فنحن كاتحاد عمالي عام في لبنان لا نميّز بين أخواننا الفلسطينيين في لبنان وبيننا وفي حقهم بالعمل والحياة الحرة والكريمة. فالعامل الفلسطيني ينفق ما يجنيه في لبنان ولم يعرف بعد فلسطيني ملجأً له سوى بين أهله اللبنانيين.
 وإنها مناسبة لاستذكار قامات نقابية فلسطينية لعبت دوراً أساسياً في نهوض التنظيم النقابي الفلسطيني كالقائدين المرحومين صبري بدر وزيد وهبي وسواهم من المناضلين على المستوى الفلسطيني والعربي. وتحية للقائد النقابي الفلسطيني العربي الكبير الأخ حيدر ابراهيم. إضافةً إلى من سمّيت هذه الدورة على إسمه القائد النقابي سامي طه.
فتحية لكم من عمال لبنان
تحية إلى روح الشهيد الرئيس ياسر عرفات
تحية إلى كل شهداء فلسطين ولبنان
عاش مؤتمركم التاسع
عاشت فلسطين وعاش لبنان.


الرئيس
د. بشـارة الأسمـر