مقتطفات صحفية

 خيرالله... مأساة سائق الأجرة في لبنان 

 
 

الاثنين 18 كانون الثاني 2016 - 06:00

ليبانون فايلز

خيرالله سائق سيارة أجرة لبناني يعمل في بيروت الكبرى يوميا لكي يطعم عائلته، عمره ناهز الـ80 سنة وهو إشترى لوحة حمراء للعمل عليها لأنه لا يستطيع الجلوس في منزله من دون عمل وإنتاج، ولأنه لا يستطيع تأمين قوته اليومي من دون إستمرارية في العمل في ظل انعدام التقديمات من قبل الدولة للمسنين.

خيرالله روى لموقع "ليبانون فايلز" مرارة الايام التي يمر بها، وذلك أثناء التجول معه في منطقة الدكوانة، وهو يقول أنه بالرغم من انخفاض سعر البنزين فلا تقدم في العمل لأن المدخول إنخفض لأسباب عدة، منها سهولة تملك سيارة في هذه الايام بسبب انخفاض اسعارها والتسهيلات الموجودة من قبل المصارف، فيمكن بمئتي دولار شهريا تقسيط سيارة جديدة، مشيرا إلى أن كل منزل اصبح يملك 3 سيارات في لبنان.

ولفت خيرالله إلى أن هناك منافسة كبيرة في منطقة بيروت للسائقين الذين يعيشون في المنطقة، وخصوصا السائقين الذين يأتون من شمال لبنان للعمل في العاصمة يوميا، كما ان السوريون يقودون سيارات الأجرة ويعملون طوال الوقت وينقلون الركاب إلى حيث يريدون وبأي سعر، كاشفا عن أن هناك عددا كبيرا من السيارات الخصوصية التي تعمل في بيروت ايضا في الأجرة، وهي تأتي بالركاب من خارج المدينة، وغالبيتها تعمل في مكاتب خاصة، وهؤلاء الركاب يعودون مع السيارات الخصوصية إلى مناطقهم ولا يعودون مع سيارات الأجرة العاملة في بيروت، مضيفا ان هناك سيارات تعمل بنفس رقم اللوحة وبطريقة غير شرعية ويصعب ضبطها.

واكد خيرالله انه يعيش في بيروت منذ 69 سنة في منطقة الاشرفية، وعندما اصبح فوق السن لم يعد يستطيع العمل في أية مؤسسة لذلك لجأ إلى شراء لوحة حمراء لتقديمات الضمان والعمل الحر، معلنا ان اللوحة الحمراء لا تطعم العائلة، لأن هناك مصاريف كبيرة وخصوصا تصليح السيارة، ولدى سؤاله عن المبلغ الذي يجنيه يوميا، يجيب: "يا حبيبي عليك إذا يتجيب مصروفك بكون عال، بين بنزين وإيجار الشوفير والإستهلاك، لا تعوض ولا تطعم الخبز حتى، ولا تغطي نفسها، وأنا لو لم يكن اولادي يدعمونني لكنت كسيحا، لأن الجلوس في المنزل يكرسح".

مأساة خيرالله شبيهة بمأساة آلاف العائلات اللبنانية التي لا تجني المال، وخصوصا في قطاع النقل في لبنان الذي أصبح بحاجة إلى إعادة تنظيم من الصفر.