تحركات الأتحاد

 إضراب السائقين العموميين يوم 26 نيسان 2012 

 
 

قطع الطرق وإحراق الإطارات يعطّلان الحركة من «النهر الكبير حتى رأس الناقورة»
السائقون العموميون يهزّون العاصمة والمناطق بتحرّكهم.. وإضرابهم إلى مفتوح

حسن الحاف - السفير

على الرغم من محاولات التخريب التي تعرّض لها تحرّك السائقين العموميين في ربع الساعة الأخير، إلا أنه نجح نسبياً في تحقيق كسر، ولو جزئياً، لتحكّم المصالح السياسية - الفئوية بمقاليد العمل النقابي. فالسائقون على دراية تامة بأن ما حصل من تباين بين قياداتهم في الاجتماع الذي انعقد أمس الأول، إنّما مردّه إلى قرار سياسي كبير بعدم استهداف الحكومة، على ما تكشف لـ"السفير" مصادر قيادية في "اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري". لذا، "جاء ردّهم على القرار بتجاهله، كما لو أنه لم يكن".
وليس أدل على ذلك سوى حصول إضراب السائقين العموميين أمس كما كان مقرّراً. فهؤلاء لم يأبهوا باستجابة "اتحاد الولاء لنقابات النقل والمواصلات في لبنان"، لقرار قيادته السياسية العدول عن المشاركة في إضراب يحتج على أداء حكومة لم تتخذ خلال عهدها برمّته أي قرار لمصلحة الشرائح الاجتماعية الأضعف. على العكس، سمحت بوصول سعر صفيحة البنزين إلى 40 ألف ليرة من دون ان تحرك ساكناً، فيما اتخذت قبل يومين فحسب قراراً جائراً بدعم أغنى أغنياء البلد، على حساب لقمة عيش المواطن وصحته.
على كلّ، ما فعله اتحاد الولاء إنّما أسقط ما تبقّى من أقنعة شفافة عن كل الوجوه. فالاتحاد الذي يندرج ضمن حصة "حزب الله" النقابية، بدا مسلوب الإرادة تماماً. فهو كان بين الذين شاركوا في كل جلسات التفاوض التي عقدت بين قطاعات النقل واللجنة الوزارية التي يترأسها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. كما أنه يعرف حق المعرفة ما تمخضت عنه تلك الجلسات. وحتى ساعة عقد الاجتماع كان موقفه صريحاً وواضحاً لناحية المشاركة في الإضراب والدعوة لحشد الطاقات لإنجاحه. لكن، ما ان التأمت القيادات في الاجتماع حتى فاجأ مسؤولو الاتحاد زملاءهم بقرارهم الذي لم يشفعوه بأي تبرير. ذاك أن "اللبيب من الإشارة يفهم"!
بيد أن عدم الاكتراث بما حصل لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن يكون مطلقاً. فمن يعرف خريطة توزع الغالبية العظمى من السائقين على القوى السياسية – الطائفية، يعلم جيّداً ان لـ"حزب الله" حصة وازنة، حتى لا نقول الأوزن، بينهم. ما يعني أن القادة النقابيين في الحزب فضّلوا تقديم ولائهم السياسي والمصلحي على ولائهم لمصالح قاعدتهم التمثيلية الأوسع. ولا غرابة في ذلك. فاتحاد الولاء، شأنه شأن غيره من الدمى النقابية السلطوية ذات الصبغة الطائفية المحضة، إنما أنشئ لغايات ووظائف معروفة، ومشدودة عضوياً إلى السياسة بمعناها الضيّق، منها إلى العمل النقابي النضالي الجدي. كذلك الأمر بالنسبة إلى النقابات التابعة لـ"تيار المستقبل" و"حركة أمل" و"الحزب الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب"، الخ.. كلها أنشئت في الأصل كمساحيق تجميل لوجوه القيّمين عليها، وكضرورة من ضرورات العمل الحزبي وشكلياته. ثم تحولت مع الوقت إلى أوراق ضغط أهلي، ملتحقة بنيوياً بالسلطة السياسية والتشكيلات الطائفية المكونة لها.
طليس: تحديد سقف للجميع
في مطلق الأحوال، يبقى أن ما فعله السائقون أمس في بيروت ومختلف المناطق كان خارجاً عن المألوف والسائد. في بيروت، نزل المئات منهم، بعضهم بسياراته وبعضهم الآخر على الأقدام، ليقولوا إنهم للمرة الأولى منذ سنوات قرروا التظاهر من تلقائهم ولأجل عيالهم بالدرجة الأولى، ومن دون قرار سياسي موجّه ضد هذه الفئة أو تلك. كما غابت الشعارات السياسية تماماً عن التظاهرة المركزية والمتظاهرين. واقتصرت المطالب على تلك المتعلقة بتحديد سقف لسعر صفيحتي البنزين والمازوت لجميع اللبنانيين، فضلاً عن ربط اشتراكات "الضمان الاجتماعي" للسائقين بالتقديمات، إلى جانب الطلب المزمن والقديم بقمع مخالفات السيارات المزورة.
في الضاحية الجنوبية لبيروت بدا المشهد معاكساً لواقع الحال فيها. القسم الأكبر من أصحاب السيارات العمومية قرّر عدم المشاركة في الإضراب، كأنما مطلب تحديد سقف لسعر صفيحة البنزين لا يعنيهم. أمّا عن أصحاب اللوحات المزوّرة والسيارات غير الشرعية فحدّث ولا حرج.
وعلى مبعدة كيلومترات قليلة من الضاحية، انطلق المضربون غير آبهين بشيء. من مستديرة الكولا مروراًَ بكورنيش المزرعة والبسطا وصولاً حتى ساحة رياض الصلح المقابلة للسرايا الحكومية. كما عوّضوا نقص الأعداد الكبيرة بإطلاق العنان لأبواق سياراتهم التي أحدثت جلبة وضوضاء أينما حلّت، ما دفع أهالي المناطق التي مروا فيها إلى افتراش الطرقات عن جانبيها. ولم يتردّد بعضهم في التعبير عن تضامنه مع مطالب السائقين المحقة، لا سيما ما يتعلّق بمطلب تحديد سقف لسعر صفيحة البنزين لجميع اللبنانيين.
وبعد مسير لأكثر من ساعة تحت لهيب شمس حارقة، تجمّع السائقون قبالة تمثال رجل الاستقلال الأول رياض الصلح. وقفوا ينتظرون كلمة كل من عبد الأمير نجدة وبسام طليس اللذين بدا الإرهاق على وجهيهما جلياً.
وجّه نجدة تحية إلى السائقين العموميين الذي شاركوا في الإضراب من النهر الكبير شمالاً حتى رأس الناقورة جنوباً. ثم أعطى الكلام لطليس الذي لم تخلُ كلمته من نقد مبطّن لـ"حزب الله"، ولكل الذين لم يشاركوا.
إذ قال "ما حصل أمس (أمس الأول) غيمة صيف عابرة لن تترك أي أثر على وحدة قطاعات النقل البري". أضاف "لو أردنا المشي بقضية تحديد سقف لسعر صفيحة البنزين للسائقين فحسب من دون سواهم، لكان الموضوع انتهى الأسبوع الفائت. مطلبنا كان، ولم يزل، تحديد سقف لسعر صفيحة البنزين للبنانيين جميعاً. وسنتظاهر الأسبوع المقبل من أجل هذا المطلب. وإذا لم تستجب الحكومة لمطالبنا فسنعلن الإضراب المفتوح".
توضيحاً لذلك، أكدت أوساط وزير المال محمد الصفدي لـ"السفير" أنه لا يزال على استعداده الذي عبّر عنه في أكثر من محل لبحث دعم سعر صفيحة البنزين للسائقين العموميين فحسب من دون سواهم.
المناطق ـ «السفير»
قطّع الإضراب الذي نفذه قطاع النقل البري أوصال المناطق الشمالية، فتوقفت الحركة في بعضها، وأقفلت المدارس والمؤسسات الرسمية والخاصة أبوابها في كثير من المناطق بسبب تعذر وصول المعلمين والموظفين والطلاب إليها بسبب قطع الطرقات عند مداخل الأقضية وضمنها، وعند مدخلي طرابلس الشمالي والجنوبي وضمن أحيائها. وهو ما أدّى إلى حالة من الشلل العام سيطرت على كل المناطق، باستثناء البترون التي غابت عنها التحركات.


طرابلس

وفي طرابلس (عمر إبراهيم) لم يترك أبناء المدينة وسيلة إلا واستخدموها للوصول إلى أماكن عملهم ووظائفهم داخل المدينة، فيما تقطعت السبل أمام الوافدين إلى المدينة من أقضية الشمال، وأولئك المغادرين منها إلى بيروت، بسبب إحكام المعتصمين سيطرتهم على مفاصل الطرقات الرئيسية وإغلاقهم لكل المنافذ الفرعية، وسط انتشار عناصر الجيش اللبناني والأمن الداخلي.
ولم يتخلّل هذه التحركات السلمية أي أعمال شغب أو قطع للطرقات بالإطارات المشتعلة أو العوائق والحجارة، باستثناء بعض الإشكالات التي وقعت بين المارة والمعتصمين، ومن بينها إقدام عشرات الشبان عند المدخل الشمالي للمدينة لجهة جسر الملولة على قطع الطريق الرئيس بالإطارات المشتعلة والسواتر الترابية التي استعانوا بشاحنة كبيرة لنقلها، ما طرح تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء المعتصمين في هذه المنطقة تحديداً، والغاية من قطع الطريق، في الوقت الذي كان فيه «اتحاد نقابات العمال» و«نقابة سائقي السيارات العمومية في الشمال» ينهيان مؤتمريهما الصحافيين المنفصلين بالإعلان عن فك الاعتصام.
سبع ساعات كانت كفيلة بتقطيع أوصال المدينة وشل الحركة على الطرقات الرئيسية المؤدية إليها، ومحاصرة آلاف السيارات والمواطنين على الطرقات، بدءا من المدخل الشمالي للمدينة لجهة مدينة البداوي وصولا إلى البحصاص لجهة جسر منتجع البالما، مروراً بتقاطع عزمي، الميناء، ساحة عبد الحميد كرامي تحويلة الكورة، ومنها إلى شوارع الزاهرية، وصعوداً إلى منطقة القبة ومنها الى قضاء الضنية.
مئات الفانات ومعها بعض السيارات الخصوصية كانت عدّة المعتصمين، الذين تجمعوا منذ ساعات الصباح الأولى، وقطعوا الطرقات، مطالبين المسؤولين بمعالجة مطالبهم ورفع الغبن عنهم، ومحذرين في الوقت نفسه من اللجوء إلى التصعيد في حال لم تلبَّ مطالبهم، في وقت بدا فيه لافتاً غياب أي شعارات سياسية أو هتافات عن ساحات الاعتصام.
ولم يكد رئيس «اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال» شعبان بدرة ينهي مؤتمره الصحافي، حتى بدأ عدد من الشبان في منطقة الملولة بقطع الطريق مستخدمين الإطارات المشتعلة والحجارة والأتربة، في وقت كانت فيه مكبرات الصوت تبث من على إحدى السيارات أغانيَ ضد الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي أثار استغراب المواطنين والجهات الداعية للتحركات.
واعتبر بدرة عند ساحة عبد الحميد كرامي»ان ارتفاع اسعار المحروقات بلا حسيب او رقيب وموجة الغلاء قد يؤديان الى انفجار شعبي»، محذراً المسؤولين من تجاهل المطالب «لأن لقمة العيش لا ترحم، ولن يموت حق وراءه مطالب».
وأدى قطع الطرقات إلى إقفال معظم المدارس بعدما تعذر وصول بعض المعلمين والمعلمات من خارج المدينة، في حين فتحت المصارف أبوابها والمؤسسات العامة والمحال التجارية.
وعقد رئيس «نقابة سائقي السيارات العمومية في الشمال» احمد خضور زبيدي مؤتمراً صحافياً في ساحة الكورة وسط مدينة طرابلس، طالب فيه وزير النفط «الذي يعتبر نفسه (إصلاح وتغيير) بتقديم مشروع كف يد الشركات الخاصة عن استيراد النفط وحصرها بالدولة»، ودعا حكام لبنان من 14 و8 الى الكف عن اللعب بـ«لقمة عيشنا»، كما طالب وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي بـ«إصدار تراخيص مزاولة مهنة نقل البضائع للشاحنات والبيك اب من اجل قبض تعويضاتهم، وقمع السيارات الخصوصية وغير الشرعية».
وشهدت مدينة البداوي مروراً بدير عمار وصولاً الى المنية قطع طرقات واعتصامات مشابهة طالبت الحكومة بتحقيق المطالب، لا سيما في ما يتعلق بالأمن الغذائي والصحي.
وفي الكورة (فاديا دعبول) التزم السائقون العموميون، لا سيما اصحاب الباصات، الإضراب العام، وقطعوا الطرقات، الأمر الذي حال دون وصول الطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم التي اقفلت غالبيتها أبوابها.
كما أدى اقفال مداخل مدينة طرابلس والاوتوسترادات المؤدية اليها من جهة الكورة الى تأثير مباشر على حركة السير الداخلية، وقد توجه موظفو الكورة وعمالها صباحاً الى مراكز عملهم في طرابلس عبر طريق ضهر العين- ابو سمراء لإقفال طريق البحصاص أمامهم.


زغرتا

وفي زغرتا (حسناء سعادة) التزم السائقون العموميون قرار الاضراب والاعتصام، وعمدوا الى قطع الطرقات أمام سيارات الأجرة التي لم تلتزم الاضراب، وقاموا بإنزال الركاب منها ما ادى الى تلاسن بين السائقين الملتزمين بالإضراب وغير الملتزمين وتسبب ذلك بزحمة سير كبيرة، لا سيما امام مستديرة العقبة، وفي تل زغرتا، وقد استمر الاعتصام لأكثر من ثلاث ساعات خلت الطرقات فيها من السيارات وسط تواجد كثيف للقوى الأمنية، كما أدى ذلك الى شل المرافق العامة والخاصة.


عكار

وفي عكار («السفير») لبى السائقون في عكار الدعوة للإضراب حيث خلت الشوارع تماماً من السيارات، فيما قطعت الطرقات عند المفارق الرئيسية بواسطة الفانات والسيارات وتم وضع عوائق وأتربة في وسط هذه الطرقات التي تربط المناطق بعضها بالبعض وتحديداً مفارق كوشا المؤدية الى القبيات، برقايل الى الجرد، وادي الجاموس المؤدية الى القيطع، والعبدة التي تربط لبنان بسوريا وعكار بطرابلس..
وعمد السائقون الى التجمهر وقطع الطرقات احتجاجاً على سياسة الحكومة ووزارة الطاقة ورفع سعر صفيحة البنزين واشتراكات الضمان المرتفعة وسواها من المطالب.
وقد شل الاضراب الحركة وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة أبوابها ولم يتمكن المعلمون من الوصول الى أماكن عملهم وكذلك قسم كبير من العسكريين والموظفين.
وبعيد الساعة الثانية عشرة من الظهر عمد عدد من السائقين الى قطع الطرقات في محلات جديدة الجومة، عرقة، مفرق مشحا، وادي خالد ـ البقيعة حيث أشعلوا الاطارات المطاطية.
كما عمد عدد آخر الى قطع الطريق عند مفترق حمص، ومفترق وادي جاموس لتتوقف الحركة بشكل كامل في عكار.

البترون

وفي البترون (لميا شديد) غابت التحركات والاعتصامات عن كل المناطق، وبقيت كل الطرقات سالكة ومداخل القضاء مفتوحة، وحضر الطلاب الى مدارسهم والتحق الموظفون بمراكز عملهم كالعادة ومن دون أية معوقات، والحركة كانت طبيعية.


البقاع.. عتب

لم يشعر أهالي البقاع («السفير») بإضراب السائقين الذي لم يلتزم اغلبهم التعطيل والاضراب، بل شهدت الطرق البقاعية كافة مرور وعمل للعشرات من سيارات الأجرة والفانات، وسجل اعتصام متواضع للسائقين اقتصر على مشاركة عدد يسير منهم في ساحة شتورا التي شهدت عتابا بين السائقين المضربين والسائقين الذين بقوا يمارسون عملهم بشكل طبيعي.
وطالب السائقون المضربون في بيان «بتخفيض اشتراكات الضمان الاجتماعي وتثبيت سعر صفيحة البنزين الى 25 الف ليرة والمازوت الى 20 الفاً». و«بقمع السيارات الخصوصية وذات اللوحات المزورة العاملة على الخط، وتنفيذ خطة النقل، ودفع مستحقات البنزين للسائقين عن ستة أشهر».
وهدد بعض السائقين «بتكرار اضرابهم يومي الخميس والجمعة المقبلين، ولثلاثة ايام في الأسبوع الذي يليه، وصولا الى الاضراب المفتوح حتى تحقيق المطالب».


راشيا

أما في راشيا وقراها (شوقي الحاج) فاستجاب غالبية السائقين العموميين وأصحاب الفانات والأوتوبيسات لدعوة «اتحادات ونقابات قطاع النقل البري» إلى الاضراب، حيث نفذوا اعتصاما عند مثلث ضهر الأحمر- راشيا- جب فرح، وامتنعوا عن نقل الركاب من وإلى المنطقة، الأمر الذي أدى إلى شلل في الحركة فيما تأثرت بعض المدارس بسبب الإضراب، مما دفع الأهالي إلى ايصال أولادهم إلى المدارس.


كر وفر وكمائن في صيدا

وفي عاصمة الجنوب صيدا (محمد صالح) أقدم السائقون المضربون على قطع أوصال المدينة بالعوائق الحديدية وبالسيارات التي أوقفوها وسط الشوارع بحيث ادى هذا الامر الى شلل تام في الحركة التجارية في صيدا، في ساحة النجمة والوسط التجاري ورياض الصلح على وجه الخصوص.
وتخلل الاعتصام عمليات كر وفر ومطاردات ونصب كمائن من قبل السائقين المضربين لعدد من السائقين في مختلف شوارع المدينة الذين استمروا في العمل حيث كان يتم انزال الركاب والطلاب والموظفين عمداً من السيارات وإجبارهم على السير على الأقدام اما الى مدارسهم والى وظائفهم. في المقابل فضل عدد كبير من المواطنين والطلاب البقاء في منازلهم خشية تطور الوضع الى الأسوأ.
وتدخل الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية اكثر من مرة لإعادة فتح الطرقات امام المواطنين بشكل سلمي ومن دون استخدام العنف، الا ان المحاولات فشلت. واستمرت الطرقات مقفلة امام المواطنين حتى الساعة الحادية عشرة والنصف عندما نجحت محاولات مسؤول فرع مخابرات الجيش اللبناني في منطقة صيدا العقيد ممدوح صعب في فتح الطرقات وإزالة العوائق، حيث تم التجاوب مع مطلب فتح الطريق أمام حركة السير بعد ازالة العوائق.

 
صور

التزم السائقون العموميون في منطقة صور (حسين سعد)، دعوة «اتحادات النقل البري» الى الاضراب، وأقدم السائقون على تنفيذ اعتصام في ساحة دوار البص على مدخل صور الشرقي بمشاركة حشد من السائقين يتقدمهم رئيس النقابة في الجنوب قاسم شبلي وعضو النقابة محمود مغنيه مطالبين بخفض سعر صفيحة البنزين لكل اللبنانيين ووقف عمل السيارات الخصوصية والمخالفة.
وبعد الاعتصام الذي جرى خلال اقفال الطريق لبعض الوقت توجه وفد من السائقين الى قائمقامية صور حيث عرض مع قائمقام صور سعد الله غابي لمعاناة السائقين وأسباب تحركهم. كما زار وفد السائقين آمر سرية صور في قوى الأمن الداخلي العقيد جورج الياس طالبا منه وقف عمل السيارات الخصوصية وأصحاب اللوحات المزورة.

 
النبطية

وفي منطقة النبطية («السفير») التزم سائقو السيارات العمومية والفانات الإضراب قبل ظهر أمس، وحاولوا قطع الطريق على مثلث حبوش ـ كفررمان ـ النبطية، كذلك الأمر عندما حاول السائقون قطع طريق عام زفتا ـ النبطية أمام باصات نقل الطلاب إلى المدارس، لكن القوى الأمنية منعتــهم من ذلك وعـملت على فتح الطــريق، كما توجه عـدد من أصحاب الفانات من المنطقة إلى بيروت للمـشاركة في التظاهرة التي انطلقت من الكولا.
وأصدرت «نقابة سائقي السيارات العمومية في محافظة النبطية» بياناً طالبت فيه بأن تكون صفيحة البنزين بسعر الكلفة، ووقف كل أشكال المنافسة غير المشروعة وخصوصا اللوحات المزورة والأجنبية، وإلغاء الرسم الجمركي على مختلف السيارات العمومية وإلغاء المعاينة الميكانيكية لها، وإعفائها من رسوم الميكانيك والتسجيل وتطبيق خطة النقل العام.
وتوجهت النقابة إلى السياسيين بالقول: لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال وتتجاهلوا حمم براكين غضبنا، واحذروا صرخة الموجوع والمجروح، واعلموا أننا سنسترد مالنا المسروق الذي ندفعه بدل عرقنا وتعبنا وموتنا ضرائب بغير حق.

------------------------------------------------------------------------

إضراب السائقين: التزام متفاوت وتظاهرتان
"يدنا ممدودة إلى الحوار وعيننا على المطالب"


لولا عدم مشاركة اتحاد الولاء لنقابات النقل والمواصلات ونقابة السائقين في الشمال وبعض النقابات الاخرى في الاضراب الذي نفذته اتحادات النقل البري، لكان شل اضراب السائقين العاصمة بيروت والمناطق. إذ تفاوتت نسبة الالتزام من 50 الى 80% بحسب المنطقة والنقابات الملتزمة الاضراب، اذ شكلت المطالبة بتحديد سقف سعر للمحروقات لجميع اللبنانيين من دون استثناء، عنوانا اساسيا له". وأكدت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في بيان ان اضراب اليوم (امس) ما هو إلا خطوة على طريق تحقيق المطالب، يدنا ممدودة الى الحوار وعيننا على تحقيق المطالب".
فقد تجمّعت السيارات العمومية والسائقون العموميون في منطقة الكولا، يتقدّمهم رئيس اتحاد السائقين العموميين للنقل البري عبد الأمير نجدة ورئيس اتحاد مصالح النقل بسام طليس الذي قال: "الإضراب ناجح وما حصل في الأمس (اول من امس) لم يؤثر على الحركة المطلبية التي يقوم بها السائقون، وسنستمر في تحرّكنا السلمي لتحقيق كامل المطالب المطروحة".
وفي الدورة، تجمّعت سيارات الشحن والأوتوبيسات اعتباراً من الخامسة صباحا حيث أدّت الى ازدحام سير خانق، ورافق الاعتصام نقيب اصحاب الشاحنات شفيق القسيس، نقيب اصحاب الأوتوبيسات فيليب صقر وعدد من أعضاء النقابتين.
وأعلن صقر ان "هذا التحرك السلمي اليوم (امس) سيستمر في الأسابيع المقبلة إذا لم يعالج المسؤولون مطالبنا المزمنة".
ثم انطلقت تظاهرتان من الدورة في اتجاه شارع رياض الصلح ومن الكولا مروراً بالبربير، وصولاً الى شارع رياض الصلح حيث كانت نقطة الالتقاء. واعتبر القسيس "ان الإضراب اكد الوحدة النقابية حول المطالب"، مطالباً المسؤولين "بالعمل على إقرارها لأن الاتحادات لن تتوقف عن تحركها قبل تحقيق حقوق السائقين".
من جهتها، أعلنت نقابة أصحاب الصهاريج ومتعهدو نقل المحروقات التزامهم الاضراب وتمنعهم عن توزيع المحروقات بالتعاون مع الشركات المستوردة للنفط حتى الثانية عشرة ظهراً.


اضراب المناطق

وسجل عدد من المناطق تحركات داعمة للتحرك المركزي، حيث لبّى سائقو السيارات العمومية والفانات والاوتوبيسات في منطقة الشوف الدعوة إلى الاضراب، وامتنعوا عن نقل الركاب بين المنطقة وبقية المناطق وبيروت، ونفذوا اعتصاماً على مستديرة بيت الدين - بعقلين بعدما اوقفوا حركة السير في الاتجاهين.
كذلك أوقف السائقون الحركة المرورية على مفترق دميت - سرجبال، وقطعوا الطريق على اوتوستراد الناعمة. وقرابة التاسعة أعيد فتحها، في حين لم يلتزم بعض أصحاب السيارات العمومية.
في النبطية، سجلت حركة سير طبيعية، باستثناء ما شهده مثلث كفررمان - حبوش - النبطية من تجمّع لاصحاب الفانات الذين حاولوا قطع الطريق في اتجاه الزهراني، إلا ان القوى الامنية تدخلت وأعادت فتحها.
في صيدا وأقضيتها، نفذ أصحاب الفانات والسيارات العمومية إضراباً، قاطعين الطريق عند المدخل الشمالي للمدينة في محلة جسر الاولي، وانزلوا الركاب من بعض السيارات والفانات.
وفي اقليم الخروب امتنع سائقو السيارات العمومية والفانات والاوتوبيسات عن نقل الركاب الى بيروت والمناطق الاخرى.
في صور، التزم السائقون العموميون الاضراب، وتجمّعوا عند دوار البص منذ الصباح الباكر، ثم انطلقوا بسياراتهم في اتجاه السرايا.
وفي الشمال، شلّ اضراب السائقين حركة السير في المناطق ولا سيما على الطريق الساحلي حيث اوقف السائقون باصاتهم في منتصف الطرق والاوتوسترادات المؤدية الى طرابلس، اوتوستراد طرابلس – بيروت.
وكذلك التزمت السيارات العمومية والفانات وبعض باصات المدارس في الكورة دعوة اتحادات ونقابات قطاع النقل البري إلى الاضراب العام، بما ادى الى اقفال بعض المدارس.
ومن العبدة في عكار الى البداوي مدخل طرابلس الشمالي الى طريق القبة التي تصل الزاوية - زغرتا بالمدينة، الى منطقة البحصاص جنوب المدينة ومستديرة السلام وصولاً الى جسر المنارة وطريق القلمون القديمة، قطعت كل الطرق وأكد السائقون انهم لن يفتحوها حتى الخامسة عصرا.
في طرابلس، كان الالتزام شبه تام بالاضراب مما اضطر المواطنين الى التحرك ما بين الطرق المقطوعة سيراً على الاقدام او على متن الدراجات الهوائية والنارية.
وفي الثانية عشرة ظهرا، جرى تجمّع احتجاجي آخر في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) بدعوة من اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال، شارك فيه حشد من العمال وسائقي السيارات والباصات العمومية.
وفي زغرتا، التزم السائقون قرار النقابة، فعمدوا الى التجمع عند مستديرة العقبة في زغرتا، على جانب الاوتوستراد الرئيس المؤدي الى مدينة طرابلس وسط انتشار كثيف للقوى الامنية. وعمدوا الى إرغام الركاب على النزول من سيارات الاجرة.

جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2012